عاش بطلا ومات في صمت.. المجاهد السيناوي إسماعيل خطابي أنقذ طيارين مصريين من أسر الاحتلال الإسرائيلي
الإثنين، 22 يناير 2018 03:00 صشمال سيناء – محمد الحر
فقدت مصر قبل أيام أحد أهم رموز المقاومة الشعبية في شمال سيناء، حيث رحل عن دنيانا المجاهد إسماعيل خطابي، أحد أبناء عائلات مدينة العريش، والذي استطاع بمساعدة رجال المقاومة تهريب اثنين من الطيارين المصريين سقطت طائرتهما بالعريش في عام 1967 بعد اشتباك عنيف مع طائرتين إسرائيليتين سقطتا بالقرب من منطقة أبو شنار بمدينة الشيخ زويد.
ومات الطيارون الإسرائيليون، فيما بقي الطياران المصريان على قيد الحياة، وهما اللواء محمد علي خميس واللواء محمد حسن شحاتة، اللذان كانا ينويان تفجير طائرتيهما في قلب تل أبيب.
أسرع المجاهد إسماعيل خطابي إلى المستشفي ومزق بطاقتيهما وحرر بيانات جديدة لهما بعد أن علم أن الإسرائيليين يبحثون عنهما في كل مكان، وهربهما من المستشفي وأخفاهما في منزله القديم في العريش.
جن جنون "الإسرائيليين" وهددوا بنسف أي منزل يشتبه في وجود الطيارين المصريين فيه، بل هددوا بنسف المنطقة بكاملها وأعلنوا عن مكافأة قدرها 10 آلاف جنيه لمن يدلي بمعلومات عن مكان اختفائهما.
لم يصلح الترهيب ولا الترغيب مع خطابي الذي نجح في تهريب الطيارين في سيارة مخصصة للموتى إلى مدافن العريش ومنها إلى بورسعيد حتى اطمأن علي وصولهما إلى القاهرة.
وحينما أقام موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، نصب صخرة ديان والتي تخلد ذكرى الطيارين الإسرائيليين والتي تحمل أسمائهم ، اعترض المجاهد إسماعيل خطابي على إقامته علي أرضه القريبة من ساحل البحر المتوسط بمدينة الشيخ زويد، وتقدم بعدة شكاوي إلى جهات دولية ومنها الصليب الأحمر، طالب فيها بحقه مؤكدا تمسكه بأرضه، وشاركه أخوته في هذه الشكاوي.
وبسبب اعتراضه على بقاء هذا النصب علي أرضه اعتقلته السلطات "الإسرائيلية" خمس مرات وقضي ثلاث سنوات في سجون تل أبيب، بعد انتصار أكتوبر في عام 1973 توقع " خطابي" أن تعود أرضه إليه وإزالة "صخرة ديان" ولكن شيئا من هذا لم يحدث.
ورفع خطابي عددا من الدعاوي القضائية بداية إلي رئيس الجمهورية، حتى رئيس الوحدة المحلية في الشيخ زويد، يطالبهم فيها بهدم النصب، وعلي الرغم من كل هذا لا تزال الصخرة قائمة بمكانها على أرض سيناء حتى الآن.
وقال رفيق النضال الشيخ المجاهد محمد عز الدين حامد شراب بأن المجاهد إسماعيل خطابى قام بدور عظيم بتهريبه لأثنين من الطيارين المصريين ، من اسر العدو وقد استقبلناهما أنا وبعض الرفاق الأبطال فى منطقة الشيخ عبد العزيز مرزوقه فى منطقة بئر العبد حيث كان هذا الرجل لعب دورا عظيما فى أن تكون منطقته تستقبل الفدائيين ورجال المخابرات الشجعان ليقوموا بواجبهم الوطني ضد العدو.
وأشار شراب إلى إن عملية توصيل من افلتوا من العدو أمنين عن طريق بحيرة البردويل ثم البحر حتى يصلوا في أمان الله إلى بورسعيد عن طريق استخدام لنشات صيد للتمويه وقد كان لى الشرف مع بعض الرفاق من رجال مخابراتنا الحربية فى توصيل البطلين الى مدينة بورسعيد آمنين .
وحسب شراب فإن هذان الطيارين كانا يقودان أول نوع من الطائرات الروسية المقاتلة وقاذفة خط القنابل فى نفس الوقت من طراز سوخوي وكان هدف العدو من أسر الطيارين معرفة إسرار تكنولوجيا الطائرة ولكن بطولة الشيخ المجاهد إسماعيل خطابي والشيخ عبد العزيز أبو مرزوقة حرمته من ذلك.
وشيع جثمان الشيخ المجاهد إسماعيل خطابي إلى مثواه الأخير بمقابر أرسته بحي الصفا بالعريش ، حيث شيعته جموع من الأهالي والمشايخ والقيادات القبلية والشعبية والتنفيذية من مختلف مدن سيناء ، وأقامت عزاؤه جمعية مجاهدو سيناء بالعريش.