القدس قطعة من الروح.. أحمد أبو الغيط: واهم من يظن أن وضعية الأقصى ومكانتها تتغير بقرار

الأربعاء، 17 يناير 2018 02:31 م
القدس قطعة من الروح.. أحمد أبو الغيط: واهم من يظن أن وضعية الأقصى ومكانتها تتغير بقرار
السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
كتب إبراهيم سالم

أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القدس ليست بقعة جغرافية من الأرض وإنما قطعة من الروح والوجدان والوعي الديني للعرب والمسلمين، معتبرا أن القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مدان ومرفوض وليس له أثر قانوني.

وقال أبوالغيط، في كلمته خلال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي انطلقت فعالياته تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، إن الابعاد المتشابكة لقضية القدس القانونية والتاريخية والسياسية لا ينبغي لها أن تنسينا البعد الديني بشقيه الإسلامي والمسيحي.

وأضاف "أبو الغيط"، أن قرارًا لدولة مهما كانت مكانتها لا يغير من هذه الحقائق في شىء، مضيفا أن إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إليها مدان ومرفوض وليس له من أثر قانوني ورسمي سوى إدانة الدولة التي اتخذته وعزلتها ووصم سياستها بالظلم ومواقفها بالانحياز وقراراتها بالبطلان.

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية، قائلا "إن قرار الولايات المتحدة لم يرفضه العرب وحدهم ولا حتى المسلمون دون غيرهم، وإنما رفضته الكثرة الغالبة من أمم العالم من أقصاه إلى أقصاه في قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي صوت لصالحه 128 دولة وبما يعكس حالة تقترب من الإجماع الدولي على بطلان القرار وعدالة الموقف الفلسطيني".

وأوضح "أبو الغيط"، أن الموقف العربي في شأن القرار الأمريكي واضح لا لبس فيه وهي أن القدس الشرقية أرض محتلة وهي عاصمة للدولة الفلسطينية، مضيفا أن السلام والاستقرار لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 67 وفقا لقرارات الشرعية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إلى توافق الوزراء العرب في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في 9 ديسمبر الماضي على خطة عمل من أجل التصدي لهذا القرار الجائر والإبقاء عليه في دائرة البطلان والرفض الدولي والحد من تبعاته السلبية والحيلولة دون إقدام أي دولة على خطوة مماثلة.

وأوضح، أن الوزراء العرب سيجتمعون في الأول من فبراير من أجل مناقشة الإجراءات التفصيلية والخطوات المحددة التي ستقوم بها الدول العربية من اجل دعم القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي والحفاظ على هذا الزخم العالمي المؤيد والمساند وتصعيد الحملة الداعية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية من قبل الأمم المتحدة وإتاحتها العضوية الكاملة لدولة فلسطين.

وأشار إلى أن هذا الجهد المبذول على الصعيد الرسمي مهم وضروري إلا أن القضية أكبر من ان تنحسر في المجال الرسمي، وأن تحمل لواءها الحكومات وحدها وأن القدس قضية كل عربي مسلما كان أم مسيحيا، ويتعين على القوى الحية في هذه الأمة أن تحتضن هذه القضية احتضانا كاملا وأن تحتشد لها، ولا أمل من التذكير بأن القدس على ما تنطوي عليه من معنى رمزي وما تمثله من مغزى روحي ليست مدينة في الخيال وإنما هي واقع من روح ودم يسكنها بشر.

وأكد أبوالغيط أن القدس الآن يوجد بها 300 ألف فلسطيني يمارسون كل اليوم صمودا أسطوريا ووجودهم كل يوم وصمودهم شرف لكل العرب، لافتا إلى أن إسرائيل تواصل سياسية تهويد المدينة وطمس الهوية، وتواصل مخططاتها للحفر تحت المسجد الأقصى.

وشدد على أن مساندة المقدسيين واجب على كل عربي، مضيفا أن الوزراء العرب تعهدوا بزيادة موارد صندوق القدس والأقصى دعما لصمود الفلسطينيين الأبطال والمتمسكين بمبادئهم، داعيا الجميع من هذه المنصة إلى حشد الموارد المالية لهذين الصندوقين .

وأكد أبوالغيط أن نصرة أهل القدس لا تتحقق بالكلمات وإنما بتعزيز النضال من أجل تحدي الاحتلال وإفساد المخططات.

وقال أبوالغيط إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن حجب ملايين من الدولارات التي كانت تساهم بها في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لا يأتي بمعزل عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لافتا إلى أن هذا القرار يستهدف التعليم الفلسطيني والصحة الفلسطينية.

وأضاف، أن إسرائيل قامت أول أمس بالإعلان عن المزيد من المستوطنات أي سلب الأرض، إنهم يعملون وفقا لمخطط تشاركهم فيه وتساعدهم عليه الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد، :علينا نحن العرب أن نتصدى، واهم من يظن أن وضعية القدس ومكانتها ممكن أن تتغير بقرار أو إجراء، ومخطئ من يعتقد أن انتزاع القدس من وعي المسلمين أو العرب هو أمر ممكن، إن قضية القدس لن تموت ما بقيت حية في الوعي والوجدان، إن للأزهر الشريف دورا أساسيا في تحصين وعي الأجيال من أي عبث بهذه القضية المهمة وصيانة هذا الوعي من أي تشويه أو تحريف، وكلنا ثقة في أن الأزهر لن يسمح بإضعاف القضية ولن يخذل القدس أبدا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق