لرأب الصدع.. عمليات أمريكية باكستانية للقضاء على شبكة حقاني الإرهابية (دراسة)

الأربعاء، 17 يناير 2018 08:14 ص
لرأب الصدع.. عمليات أمريكية باكستانية للقضاء على شبكة حقاني الإرهابية (دراسة)
شبكه حقاني الإرهابية
محمد الشرقاوي

نشر مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، عرضًا بحثيًا جديدة، حول نفوذ "شبكة حقاني" التي يتزايد نفوذها على الحدود الأفغانية الباكستانية، يناقش مستقبلها خاصة بعد وضع الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على الحركة على رأس أولوياتها.

وقال المركز في عرضه، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعطي اهتمامًا ملحوظًا للضربات العسكرية "شبكة حقاني" من أجل القضاء على أهم قادتها، خاصة جلال الدين حقاني ونجله سراج الدين، بشكل بات يفرض ضغوطًا متزايدة على الحركة.

واستند المركز إلى تقارير دولية تقول إن ثمة خلافات تظهر في مواقف الإدارة الأمريكية والحكومة الباكستانية حول آليات التعامل مع التهديدات التي توجهها الشبكة، خاصة مع بروز مؤشرات حول إمكانية قيام الأولى بتوجيه ضربات عسكرية داخل الأراضي الباكستانية ضد المواقع التي تسيطر عليها الشبكة.

تقول التقارير إن الخلافات الأمريكية الباكستانية تزايدت بعد نشر الرئيس الأمريكي عدة تغريدات في بداية العام الجاري، انتقد فيها مستوى التعاون الأمني بين الطرفين وتراجع تداعياته الإيجابية على المصالح والأمن القومي الأمريكي، بالتوازي مع القرار الذي اتخذته الإدارة، في 5 يناير من العام نفسه، بتعليق المساعدات التي تقدمها واشنطن لإسلام أباد، وتصل إلى 900 مليون دولار، حتى تقوم الأخيرة بتبني إجراءات ضد حركة "طالبان" و"شبكة حقاني".

بحسب المركز يأتي الاهتمام الأمريكي بالقضاء على الشبكة التي تعتبرها إرهابية، بسبب تزايد عملياتها النوعية داخل أفغانستان، مثل الهجوم الذي استهدف الحي الدبلوماسي بالعاصمة الأفغانية كابول، في نهاية مايو 2017، وأسفر عن مقتل حوالي 90 شخصًا وإصابة ما يقرب من 380 آخرين، بشكل تحولت معه الشبكة إلى إحدى المجموعات المنافسة للتنظيمات الإرهابية الأخرى داخل البلاد مثل "طالبان" و"داعش".

وخلص المركز البحثي، إلى "شبكة حقاني" تفرض تهديدات قوية لأمن واستقرار أفغانستان، خاصة بعد تمكنها من تكوين تنظيم قوى ومتماسك يحظى بدرجة ما من السرية ويضم عددًا ليس قليلاً من الإرهابيين الذين يمتلكون خبرات قتالية كبيرة نتيجة مشاركتهم في مواجهات مسلحة عديدة وانخراطهم في عمليات إرهابية قامت الشبكة بتنفيذها. كما أن لديهم معرفة بالتضاريس الصعبة والطرق الجبلية، فضلاً عن أن البناء التنظيمي للشبكة يعتمد على المجموعات الصغيرة المنفصلة، في محاولة لمنع الاختراقات وتسريب المعلومات.

ورغم التهديدات التي تفرضها الحركة، فإن نفوذها سيتراجع، لعدة عوامل أهمها تصاعد الاستهداف الأمريكي، حيث ستعمل القوات الأمريكية على رفع مستوى الهجمات التي تقوم بشنها ضد الشبكة وقادتها، على نحو ما حدث عندما نجحت في قتل قيادي بارز في الشبكة في الغارة الجوية التي وقعت داخل الأراضي الباكستانية في 26 ديسمبر 2017، بشكل يمكن أن يُعرِّض الشبكة بالفعل لخسائر بشرية وتنظيمية كبيرة.

كذلك الضربات الباكستانية، خاصة أن آليات التعامل مع تهديدات الشبكة كانت محورًا لخلافات متعددة بين واشنطن وإسلام أباد في الفترة الماضية، إضافة لضغوط التنظيمات المنافسة، خاصة طالبان المنافس الأشرس في المنطقة، حيث ستعمل على الرد على استهداف رجال حقاني لعناصرها.

ومن العوامل تراجع التمويل، لأن هناك احتمالات مؤكدة تقول إن الإدارة الأمريكية والحكومة الباكستانية عمدا خلال المرحلة القادمة إلى اتخاذ خطوات إجرائية من أجل تجفيف مصادر التمويل التي تستخدمها الحركة في تنفيذ عمليات إرهابية واستقطاب مزيد من العناصر الإرهابية للانضمام إليها، بشكل قد ينتج أزمة حقيقية للشبكة يمكن أن تؤدي إلى انحسار نشاطها وتقليص قدرتها على توسيع مساحة المناطق التي تسيطر عليها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق