"عاشق سارح في الملكوت".. درويش في حب الحسين
الثلاثاء، 16 يناير 2018 08:56 ممحمد أبو ليلة
المكان "الجمالية".. الزمان (الإثنين 16 يناير 2017).. الحدث توافد المصريون على مسجد الحسين احتفالا بمولده.. الحالة زحام شديد- يصل إلى عدم قدرت البعض على التقاط أنفاسهم- ربما هذا الوصف التحليلي هو الأقرب للصورة التي يشهده محيط مسجد الحسين القاطن بمنطقة الجمالية في القاهرة.
إلا أن المشهد السابق، لا يعبر عن حال محمود فتحي.. رجل في العقد الرابع من العمر، اخترق الصفوف باحثا عن مدخل لمسجد الإمام الحسين، ولكن شاء القدر أن يقبع بجوار إحدى أعمدة المسجد خارج بابه، محاولا الدخول إلى رحاب سيدنا الحسين منتظرا المدد، في زحام الليلة الأخيرة من احتفالات مولد الحسين.
"جلباب صعيدي بني اللون.. وشال مخطط بين البني الغامق والبيج.. وعمامة صعيدية، يعلوها رباطا لونه أخضر كتب عليه (مدد يا سيدي يا حسين).. ووجه يحمل الشوق واللهفة للوصول إلى ضريح الحسين".. وبين البسمات والهمهمة والغمغمة والرفض لوقوفه بعيدا عن ضريح (الحسين) ظل محمود فتحي، صاحب الـ48 عامًا، واقفا بجوار إحدى أعمدة المسجد، منتظرا أن يغسل ذنوبه- على حد وصفه.
"الليلة الكبيرة بالنسبة ليٌ هي عيد للقاء الأحبة.. يخلدها صوت الشيخ ياسين التهامي.. واليوم أنتظر أن استمع إلى صوت نجل شيخي محمود التهامي".. بهذه الكلمات وصف التاجر الصوفي، ابن محافظة أسيوط حالته أثناء تواجده في منطقة الجمالي للاحتفال بمول الحسين.