أزمة الشرق تدفع العاملين بها لبحث انشقاقهم عن التنظيم
"انقلب السحر على الساحر".. شباب الإخوان يعادون الجماعة
الثلاثاء، 16 يناير 2018 07:30 م
يوما بعد يوم ينكشف فضائح فساد أيمن نور وقيادات الإخوان القائمين على قناة الشرق الإخوانية، وكيف استغلوا الأموال التي يتم دعمها من قبل اشتراكات التنظيم وبعض الجهات في الاستحواذ عليها لحسابهم بينما يرفضون دفع رواتب العاملين بالقناة بل وصلت التهديدات إلى بعض العاملين بأنهم إن لم يتوفقوا عن التصعيد سيجبروهم على ترك اسطنبول.
بيانات عديدة خرجت من العاملين بالقناة الإخوانية منذ اندلاع الأزمة من عدة أسابيع، بدأت باجتماع الجمعية العمومية للقناة وتسريب لقاء أيمن نور ببعض حلفاء الإخوان، ومنذ ذلك الحين والفضاءح الخاصة بالقناة والقائمين عليها لم تتوقف بل استمرت وتصاعدت كل يوم ووصلت حدة الاتهامات إلى التهديد باللجوء إلى القضاء التركي ضد أيمن نور رئيس مجلس إدارة القناة الإخوانية.
كل هذه الأحداث ووسط مؤشرات تصاعد الأزمة وكشف أكاذيب قيادات وحلفاء الإخوان، يتم طرح سؤال هام وهو هل هذه الأزمة وبيان فساد الإخوان وحلفاءهم سيدفع بعض شباب الجماعة للقيام بمراجعات تصل إلى ازدراء التنظيم والانشقاق عنه ترك العمل بقنوات الإخوان؟
كان هذا السؤال هو ما سعت إليه "صوت الأمة"، لتتناول زواية جديدة من الأزمة تبحث فيها عن دهاليز وكواليس تصاعد الاتهامات وحالات النصب العلني التي كانت مختفية خلال الشهور الماضية إلا أن الأزمة الأخيرة دفعت إلى كشفها على الملأ، فالقيادات التي كانت دائما تحاول إظهار نفسها أن قيادات شريفة وتزعم أنها تدافع عن الحق، أصبحت الآن معروفة بفسادها.
مصادر من العاملين بالقناة، كشفوا أنه بالفعل بدأت عمليات مراجعة بين بعض شباب الإخوان العاملين بقناة الشرق الإخوانية تمهيدا لإعلان انشقاقهم عن التنظيم الإخواني، خاصة أن الجماعة التزمت الصمت تماما خلال أزمتهم مع أيمن نور، بل إن بعض القيادات ساندت "نور"، ضد شباب الجماعة، وساعدته على الصنب على أموالهم، بل وأمرت قنوات الإخوان الأخرى بعدم استقبال أي من العاملين من قناة الشرق الإخوانية الذين قد يستقيلون من القناةبعد اشتعال الأزمة ألأخيرة.
المصادر قالت إن معظم العاملين بالقناة صادر ضدهم أحكام خاصة أن غالبيتهم ينتمون للإخوان بشكل رسمي، وحاولوا البحث عن عمل داخل تركيا إلا أنهم فشلوا فاستعانت بهم الجماعة في قنواتها إلا أن تلك القنوات لم تعطي لهم روابتهم منذ عدة أشهر تحت مزاعم أزمات مالية وهو ما تم اكتشاف كذبها فيما بعد.
وأوضحت المصادر، أن هناك بعض الشباب ممن لا ينتمون للإخوان ولم يصدر ضدهم أحكام قضائية بدءوا يبحثون بجدية إمكانية عودتهم لمصر، وعددهم لا يتجاوز الـ20 شخصا، إلا أنهم يبحثون عن مبرر للعودة وطريقة عودتهم، مشيرة إلى أن بعضهم يخشى أن تقوم الجماعة بالإعلان عن اسماءهم بعد عودتهم لمصر، وأنهم كانوا يعملون معها في الخارج انتقاما منهم.
وأشارت المصادر إلى أن عدد كبير من شباب الجماعة الذين صدر ضدهم أحكام قضائية وهاربين في الخارج، بدءوا يناقشون عمل مراجعات يعلنون فيها التخلى عن الإخوان ويلعنون فيها انشقاقهم عن التنظيم، خاصة الشباب المحسوب على جبهة "محمد كمال"، الذي يعارض جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان والذي يسيطر على أموال التنظيم.
ولفتت المصادر إلى أن الجماعة دفعت ببعض قياداتها إلى هؤلاء الشباب العاملين بقنوات الإخوان وبالتحديد بقناة الشرق الإخوانية، لمحاولة إقناعهم بالعدول عن فكرة المراجعات، وسط تعهد إخواني بأنها ستقنع أيمن نور بدفع روابتهم، إلا أن تعنت أيمن نور في الأزمة أفشل كل مساعي التنظيم لإقناعهم بالعدول عن تلك المراجعات.
وأكدت المصادر أن العاملين بقناة الشرق الإخوانية خاصة غير المصريين وغالبيتهم سوريين، بدءوا في البحث عن مصادر عمل جديدة بعيدة عن قنوات الجماعة، بعدما استغلهم أيمن نور في العمل مقابل دفع رواتب ضعيفة والتي انقطعت خلال الفترة الأخيرة، بينما شباب الإخوان لم يستطع البحث عن مصادر عمل جديدة خاصة أن بعضهم ليس لديه إقامة وبالعض الأخر تلقى تهديدات من التنظيم بإقناع السلطات التركية بترحيلهم حال استمروا في التصعيد.
وحول المراجعات الخاصة بشباب الإخوان وبعض العاملين بقنوات الجماعة، قال هشام النجار الباحث الإسلامي، إن ما يحدث في قناة الشرق الإخوانية هو دافع قوي لمن يعمل عقله لبداية طريق المكاشفة النقدية خاصة عند المقارنة بين شعاراتهم ومزاعمهم وبين واقع حالهم وممارساتهم على الأرض.
وأضاف النجار في تصريحات لـ"صوت الأمة" :"ينبغي على من كانوا مخدوعين بهم وتسرعوا في اتخاذ قرار الهرب دون تفكير ونظر عميق لمجمل المشهد وخلفياته أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال: كيف بمجموعة لا تستطيع إدارة قناة فضائية إدارة دولة وليست أي دولة بل دولة بضخامة مصر وثقلها ومكانتها الاستراتيجية؟"
في المقابل قال أحمد عطا، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن ً موقف أيمن نور تجاه العالمين في قناة الشرق موقف إداري يخص القناة وليس موقف تنظيمي ،والعاملين بتلك القنوات كان خروجهم من مصر يتربط بترتيبات وضعها التنظيم الدولي وقطر وتركيا، ومرحلة التوبة والتنصل من مشروع عالمية تقسيم الشرق الأوسط مازال مستمر وكل قيادي هارب موجود في تركيا له دور تنظيمي يكلفه به التنظيم الدولي من الخارج.
وأضاف عطا في تصريحات لـ"صوت الأمة" أنه لأول مرة في تاريخ التنظيم تم تعين قيادي إخواني هارب وهو رجل الأعمال مدحت الحداد شقيق عصام الحداد – مساعد مرسى - ليكون مسؤول عن إخوان تركيا حتي منتصف العام الماضي، وهو ما يعطي الأومار لأفراد التنظيم في تركيا، مستشهدا بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما ألقى خطبة لجموع الحاضرين منهم أعداد كبيرة من القيادات الإخوانية الهاربة وقال لهم نصا إن تركيا مفتوحة لباقي القيادات في مصر إشارة إلي الأسر الإخوانية وهو ما يؤكد أن التعليمات التي تأتي لأفراد الإخوان تأتي من تركيا.