"بلادى قطعت علاقاتها مع قطر لإيوائها عناصر من جماعات إرهابية معادية تأتي في مقدمتها جماعة بوكوحرام المتشددة المدعومة من قطر، وقياداتها موجودة في فنادق الدوحة".. هكذا تحدث وزير الخارجية التشادى إبراهيم حسين طه ليوصم الدوحة بدعم الإرهاب حتى بدول وسط أفريقيا.
لم تتوقف جرائم الدوحة عند تشاد فقد امتدت إلى نيجيريا فحسب الكاتب البريطانى سيمون هيفر فإن "قطر لعبت دورها عبر أحد زعماء القبائل في الكاميرون الذي تربطه علاقات تجارية كبيرة بقطر.
ويضيف الكاتب أنه من المثير للجدل حول الدور القطري في غرب أفريقيا وتحديداً الحالة النيجيرية أنها عرضت تقديم أموال على حركة بوكوحرام عبر الوسيط الكاميروني مقابل إطلاق سراح الفتيات المختطفات من قبل الحركة.
استند هيفر فى مقالا له نشره عام 2014 بموقع "ذي اسبكتور" على مفاوضات جرت بين قطر و بين حركة بوكوحرام" الإرهابية من جهة والحكومة النيجيرية من جهة أخرى لكشف دعم الدوحة للإرهاب.
تنظيم بوكو حرام الإرهابى لم يعد جماعة صغيرة متشرزمة مقرها نيجيريا لكن سرعان ما أمتد إلى 4 دول أفريقية جنوب الصحراء.
يرى مراقبون إن قطر وفرت لجماعة بوكو حرام المال حيث تتفق الدوحة مع عناصر التنظيم الإرهابى على خطف المواطنين حتى تقدم لهم فدية رهينة فيظهر الأمر بصورة شرعية ولا تقع تحت طائلة القانون الدولي.
يقول الكاتب حمد الحمادي فى مقالا له بعنوان " بوكو حرام وداعش وقطر " نشره بجريدة الاتحاد الإماراتية فإنه :"لم يكن أغرب من خبر إغلاق دولة تشاد بعثتها الدبلوماسية في الدوحة،ومطالبتها مغادرة البعثة الدبلوماسية القطرية العاصمة التشادية نجامينا خلال عشرة أيام، إلا إعلان المسؤولين التشاديين أن قطر متورطة في تمويل جماعة بوكوحرام الإرهابية التي ارتكبت العديد من الجرائم الإرهابية الفظيعة في القارة السمراء، والمتبنية لفكر القاعدة، فهي النسخة الأفريقية لإرهاب القاعدة".
اللافت أن مركز مكافحة الإرهاب في وست بوينت وجامعة ييل الأمريكية Yale University كان قد أكد أن "غالبية الإنتحاريين الذين تستخدمهم جماعة بوكو حرام النيجيرية هم نساء وأطفال" لافتا إلى ما لا يقل عن 244 هجوما من أصل 338 شنتها نساء منذ عام 2011.
كان رؤساء دول وسط إفريقيا قد نظموا اجتماعا فى العاصمة الكاميرونية ياوندي منذ عامين لوضع استراتيجية مشتركة للقضاء على جماعة "بوكو حرام" المتطرفة التي تنشط في شمال شرق نيجيريا والدول المجاورة.
أكد الرئيس الكاميروني بول بيا، في الاجتماع غابت عنه نيجيريا:" إنه يجب "القضاء على جماعة بوكو حرام"، مؤكدا هذه الجماعة الإسلامية من "أنصار المجتمع الظلامي المستبد ممن يريدون تقويض أسس مجتمع حديث ومتسامح، وضمان ممارسة حقوق الإنسان وحرية الدين والمعتقد".
وتابع بول بيا أنه "لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع هذه الجماعة المسلحة"، مبينا أن "مكافحة الإرهاب ليست حربا صليبية ضد الإسلام".
فيما قال الرئيس التشادي إدريس ديبي إن "بوكو حرام لن يكون لها مكان في وسط أفريقيا" داعيا الرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، الذي انخرط جيشه في المعركة في بداية فبراير إلى أكبر قدر من تبادل الجهود ضد الجماعة الاسلامية التي ضربت في الأشهر الأخيرة نيجيريا والكاميرون مرارا، وباتت تستهدف أيضا تشاد والنيجر.
الجدير بالذكر أن تنظيم بوكو حرام الإجرامى يتزعمه أبوبكر محمد شيكاو حيث ظهر التنظيم في 2003 ،ونفذ عمليات إرهابية في نيجيريا ابتداء من 2009 وبلغ عدد ضحاياه أكثر من 17 ألف وتسببت في نزوح 2.5 مليون نيجيري فضلا عن اختطاف مئات الفتيات واجبارهن الانخراط فى التظيم الإرهابى وهى كلها جرائم بتمويل ودعم قطرى.