كيرياليسون حمدي رزق في محبة الاقباط
السبت، 13 يناير 2018 03:01 م
تشبع قلم الكاتب من محبرة الوطنية التي ترعرع ونشأ فيها في عمق الريف المصري ، فهو يكتب بروح ووجدان الوطن الذي يئن بداخله الان من مهاجمة رياح عاتية محملة برمال الصحراء لمحبرة الوطن التي تسكن بداخله ، كثيرون يسكنون داخل تلك المحبرة ويناضلون من اجل الحفاظ علي نقائها ، وقد عبر عنهم الكاتب الكبير والاعلامي الرائع والوطني الاصيل حمدي رزق في ذلك الكتاب.
كتاب "كيرياليسون .. فى محبة الأقباط"، الصادر عن سلسلة الكتاب الذهبي بمؤسسة روز اليوسف، هو سنكسار كنسي وتاريخي لحياة الاقباط منذ 2011 والي الان، ومرجع مهم للغاية ، فهو يدرس ويشخص الوقائع والاحداث التي تعرض لها المسيحيين والكنيسة والبابا ويضعها في بوتقة كاشفة، للدوافع والاسباب التي أدت لحدوثها، ويقترح علاج لها ، امام الجهات المعنية التي اذا توافرت لديها الارادة السياسية لكان العلاج متاح وسهل.
يربط معاناة الاقباط في وطنهم مصر وذلك بظهور حسن البنا وجماعته الارهابية وفكرهم الهدام والمنسلخ عن الهوية المصرية ، وقد استدل بذلك بنشره وثيقة مهمة من حسن البنا الي الانبا يوساب بطريرك الاقباط وقتها ، وكانت بمناسبة وقوع احداث ضد المسيحيين ، ومحاولة تفجير بعض الكنائس بالديناميت وحاول في رسالته ان يبرر موقف الجماعة من تلك الحوادث ، ولكن الكاتب يكشف في رسائل حسن البنا لاتباعه موقف الجماعة من المسيحيين في ظل الحكم الديني بأنهم سوف يكونون ذميون لا مواطنون ، ويعرج بنا الكاتب بشكل رائع ومبسط عبر التاريخ باحثا ومنقبا عن الاسباب التي جعلت الاقباط وكنيستهم يعانون داخل وطنهم ، وهم الموروث الشرعي للوطنية والهوية المصرية ويصل الي المحطة السلفية وقائدها برهامي العدو اللدود للمواطنة والكنيسة ، والذي خصص له فصل بعنوان " عدو الاقباط" موضحا ان المعركة بين السلفيين والمسيحيين هي معركة وطن ، ويتخذ من قانون بناء الكنائس دليل علي ذلك باقتحام حزب النور السلفي ذلك الملف علي ارضية طائفية ونعرة عنصرية فهو يستشهد بمحافظة المنيا وما حدث بها من اغلاق كنائس ويطالب بتطبيق القانون بشكل قوي ، بعيدا عن المزاجية التي يتعامل بها بعض المسئولين الامنيين او التنفيذيين .
. ويجنح بنا الكاتب الي كثير من المشاكل التي حدث للمسيحين افراد وجماعات كاتبا اننا " كلنا في الهم قبط " وناعيا " المواطنة المجهضة " ولكن رغم الظلام الذي يحيك بروح المواطنة ، لكن الكاتب يشير الي ان هناك شعاع من نور في نهاية النفق المظلم ، حيث علاقة الكنيسة بالدولة وعلاقة المسيحيين بالسيسي وعلاقة البابا تواضروس بشيخ الازهر، والاهم المواقف الوطنية وروح المودة التي تجمع شعب مصر مسيحيين ومسلمين ، والتي تكشف معدن ذلك الشعب الاصيل وجينات الهوية المصرية ،التي ما زالت تقاوم عوامل التعرية وتأبي ان تستسلم لرياح الصحراء المحملة بالرمال وكانت مقدمة الكتاب ممتعة حيث كان التاريخ وروح مصر وثقافة شخصية النيل الخضراء التي تحب الانسان والحياة وحيث الريف وروح مصر التي كانت تهيم علي اكواخه الطينية واشجاره المثمرة وكان عنوان المقدمة شعار الايمان الغير ملوث للمصريين " الله محبة "