فخ "بنشترى راجل" يقود الرجال لمحاكم الأسرة

"بنشترى راجل، وأخطب لبنتك ولا تخطبش لأبنك " مفردات لا تخلو منها أى زيجة ، لكن تبقى الأحداث الأهم مرتبطة بالعريس هيدفع كم، وهيجيب أيه ، وقناعة إنه لازم يدفع كتير عشان يعرف قيمة العروسة، ربما تكون المواقف تشوبها الأذدواجية ، صوت الأمة حاولت تفسير الأمر وقراءة الصوؤة بالكامل.

ذهب شاب ليتقدم للزواج من حبيبته، وجلس مع والدها للاتفاق حول ترتيبات الزواج، ليبدأ الأب حديثه عن الشبكة ثم المنزل والأثاث والمفروشات، يليها مؤخر الصداق وقائمة المنقولات الزوجية، ليسأل الشاب قائلا "هو كل الكلام على الفلوس؟ّ" فرد والد العروسة قائلا "لا الفلوس مش كل حاجة بس انا لازم أطمن على مستقبل بنتى".

فدائما ما نستمع لمقولة "الفلوس مش كل حاجة"، فى الوقت الذى يتمثل فيه حديثنا عنها، فالجميع يعمل ويسعى للحصول على الفلوس، بكافة الطرق سواء كانت شرعية أو غير شرعية، ولكن يكون غرضه الأول هو الحصول،  على "الورق الملون" ليستطيع إستكمال حياته وشراء إحتياجاته ولوازم أسرته.

فإذا نظرنا إلى البيوت المصرية نجد أن هناك خلاف اتفقت عليه كافة الأسر، وهوالنقود ففى منزل لأسرة بسيطة من محدودى الدخل، نجد أن شغلها الشاغل هو مصروف المنزل الشهرى،  ومحاولة إكتفاء احتياجات الأسرة من هذا المبلغ المحدد، حسب الدخل الشهرى للمسئول عن الأسرة، وفى ذات الوقت إذا نظرنا للقصور فنجد خلافات أيضا تدور حول النقود لشراء الرفاهيات والتى من وجهة نظرهم أساسيات حياتية ولكن تعود أيضا على الفلوس.

فالخلاف حول هذا الورق الملون اجتمعت عليه البيوت والأسر المصرية، لنجد أن الكثير منهم يسعى إلى القضاء على هذه الخلافات، وينتهى المطاف إلى محكمة الأسرة لفض النزاع، فكم من قضايا الخلع والطلاق والنفقة المعروضة أمام محكمة الأسرة وكان سببها الفلوس، وعلى سبيل المثال وليس الحصر نعرض آخر القضايا المطروحة أمام محكمة الأسرة بغرض الطلاق أو الخلع بسبب الخلاف حول الفلوس، لنجد "صباح" الزوجة الثلاثينية والتى ذهبت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق ضد زوجها "خليفة" معلنة أن السبب وراء خلافاتهم أنه "بخيل" ولم تستطع الأيام والالتزامات الأسرية تغيير حاله، فتروى "صباح" قائلة "كنت ببوس رجله عشان يدينى فلوس اشترى لحمة" وكان رده المعتاد "مفيش فلوس"، وتحملت الكثير من هذه المواقف إلى أن طلبت منه فلوس لشراء الملابس الشتوى لأطفالهما ورفض لتكون هذه الملابس القشة التى قصمت ظهر البخيل وجعل الزوجة تتوجه لطلب الطلاق من زوجها.

ونجد أيضا "سماح" التى ذهبت إلى محكمة الأسرة طالبة الخلع من زوجها، والتى أرجعت سبب الخلافات إلى الفلوس حيث طلبت منه فلوس لشراء استلزامات أولادهما بالمدارس من زى موحد وأدوات مكتبية وخلافه ففور طلبها الفلوس صرخ فى وجهها قائلا "كل ما تشوفي وشي عايزة فلوس.. معنديش خلاص"، كانت كلمات الزوج كافية لإشعال الحرب بينه وبين "سماح" التي أنفجرت فيه، قائلة: "هو أنا بطلب حاجة لنفسي.. ده كله لعيالك.. أنا من ساعة ما أتجوزنا مجتتش لنفسي منديل"، وبدأت المشادة الكلامية بين الوالدين، ووقف الصغار يراقبون الحوار من بعيد حتى تعثر "مجدي" في لعبة أحدهم، وأمسك بها بغضب وألقى بها إلى الأرض، فتحطمت، وصرخ صاحبها باكيًا، فنهره الأب عن الصراخ محاولاً ضربه ليصمت، واشتد الخلاف بينهما إلى أن اعتدى الزوج على زوجته بالضرب، فلم تجد طريق أمامها سوى التوجه إلى محكمة الأسرة لطلب الخلع.

 

وذلك على سبيل المثال وليس الحصر فهناك آلاف القضايا المطروحة أمام محكمة الأسرة ترجع أسبابها إلى الفلوس، كما أن هناك الآلاف من المشاكل داخل البيوت المصرية والتى لم تخرج إلى المحاكم وترجع إلى ذان السبب، لنجد أن الفلوس تستطيع أن تبنى بها أسرة وعدم وجودها يستطيع إهدام هذه الأسرة، فهى أول طوبة لبناء البيت وأول طوبة إذا سقطت تتسبب فى إهدامه.