"حافظ مش فاهم".. أغاني رددها المصريون وجهلوا معانيها
الخميس، 11 يناير 2018 04:00 ص
دخل طفل في الخامسة من عمره إلى غرفة والده الذي جلس ليستمع إلى الأغاني المحببة إليه ولم يعلمها الجيل الحالي، فسمع الطفل أغنية تردد كلمات غير مفهومة وهى "كركشنجى دبح كبشه" فصعب على الطفل ترديد الككلمة ليسأل والده عن معناها فسأله مستنكرا "ايه اللى انت بتسمعه دا يا بابا أنا مش فاهم حاجة؟!" فرد الأب مبتسما "دى أغنية أحمد عدوية اسمها كركشنجى دبح كبشه"، مما أثار استغراب الطفل وفضوله أكثر ليتساءل عن معنى هذه الكلمات المبهمة من وجهة نظره فتساءل "يعنى ايه اللى انت بتقوله دا؟!" فنظر له الأب صامتا وخجل من أنه يستمع إلى أغنيه لا يعلم معنى كلماتها فى الوقت الذى يسخر فيه جيله من الأغانى المنتشرة حاليا دون معنى.
فعلى الرغم من أن هناك زمن الفن الجميل والطرب الأصيل إلا أنه عبر الأجيال تظهر أغانى كلماتها مبهمة ولا يعلم معناها سوى من يتابع ويبحث بدقة عن معنى هذه الكلمات ولعل أبرز مثال على هذا هى الأغنية الشهيرة للفنان أحمد عدوية "كراكشنجى دبح كبشه" والتى رددها المواطنون دون أن يعلم معناها أحد ولكن حبا فى الفنان وهوسا بلحنها، وعندما اتضح صعوبة فهم كلمات الأغنية المحببة لديهم والتى كانت من تأليف الشاعر مأمون الشناوي، فخرج المؤلف فى حوار صحفى حينذاك ليعلن قصة الأغنية ليوضح أن كراكشنجى هو رجل بسيط يتجول صباحا على المحال بمبخرة ليجمع ما تيسر من مال من أصحاب هذه المحال، فعلى الرغم من فقره وقلة حيلته إلا أنه كان محبوبا من قبل الكافة ويساعدونه بشكل دائم وعند حلول العيد الكبير سعوا إلى إسعاده وإدخال البهجة إلى قلبه فأشتروا إليه "كبش" ففرح الكراكشنجى واشترى 7 سلاطين ليصب فيهم "شوربة" لحم الكبش، ومن هنا جاءت قصة الأغنية لوصف المشهد بكلمات بسيطة "كراكشنجى دبح كبشه ..يا محلى مرقة لحم كبشه" كما روى الشاعر ما حدث مع كراكشنجى أثناء دبحه للكبش والكر والفر الذى دار بينهما، "عكشو" و "فلفص" و "نكشه" ولم يستسلم الكبش لمناكشة الكراكشنجى إلى أن "قلشه" وفر هاربا.
ولم تقتصر الأغانى التى تحمل كلمات غير مفهومة عند هذه الأغنية فحسب ولكن هناك العديد من الأغانى منها "محسوبكو انداس" للفنان إيمان البحر درويش، وجاءت كلماتها كالآتى
مخسوبكو انداس .... صبح محتاس ... مسختوا بابوتسي ياناس
مفيس فلوس ... بقيتو منخوس ... فلستو خلاص
نستغلوا فى ايه ... ياافندي يابيه .... مادام البخت موريه
مافيس تهييص ... مافيس قميص .... فينيتو خلاص
فين نروخو ... ساغريستي ... دنيا لسه تربتيه... ايام الهيصة فنيتو خلاص
مخسوبكو انداس .... صبح محتاس ... كفرتو ياناس
بوكر مفيس ... يابو درويس ... قهاوي رقص مفيس
إزاى يافندي .... ابن الكيف يقدر يعيس
بوكر مفيس .... يابو درويس ... قهاوي رقص مفيس
وهى أغنية من تأليف سيد درويش وروى الفنان إيمان البحر درويش أنها حين أذيعت لأول مرة فى التليفزيون حققت نجاحا كبيرا على الرغم من أن هناك عدد كبير من العاملين فى المجال رفضوا أخذ الشريط لعدم فهم كلمات الأغنية، وذلك لكلماتها التى ترجع إلى اللهجة اليونانية فنجد كلمة "بابوتس" والتى تعنى الحذاء، و "موريه" تعنى "ضايع"، و "بوكر" تشير إلى لعبة البوكر، بالإضافة إلى أن أغلب حروف الـ "س" أغلبها "ش" وهو ما ظهر فى " حانتيش منتيش يابو الريش انشالله تعيش"، وتحكى الأغنية عن موقف أنه فوجئ بإفلاسه وعدم قدرته على الإنفاق تماما فأصبح "محتاس".
وأيضا "شمندورة" أغنية نوبيه غناها الكينج محمد منير، وهى من ضمن الأغانى التى نجحت على الساحه الفنيه وبالأخص فى مصر بالرغم من عدم فهم بعض كلماتها، مثل «ايوو شمندورة منجناه» ومعناها يا شمندورة يا واقفه أى بيوصف امرأة أو محبوبته، «بهر جاسكو مينجنا» وهى فى وسط البحر، «سجرى مالا واينا» وكأنها بتتدلع مثل شراع المركب، «مورتنا نا واينا» بترفرف اكتر لما تكون جنبك.
"كده كده يا تريلا" أغنية أصلها سودانية، تعتبر أغنية لها مفهوم محدد فى ثقافة السودانيين لكنها وجدت قبولاً فى العديد من الدول العربية، ولم يقف إعجابهم بالأغنية على السماع فقط ولكن تم تطويرها وتقديمها بشكل جديد يتيح لها الانتشار عالميا، وغناها الفنان راشد الماجد وهي التي عرفت إنها للفنان النوبي الراحل عبد الرزاق فيكا الذي اشتهر بتقديم الأغاني ذات الطابع الشبابي.