إمرأة على باب الله .. "أسماء" مسنة عاشت 10 سنوات في البرد بشوارع المنصورة (فيديو وصور)
الثلاثاء، 09 يناير 2018 04:00 م
كل ما يتناقله ويعرفه عنها أهل المنصورة بمحافظة الدقهلية، أن اسمها اسماء عبد التواب، تبلغ من العمر نحو 60 عاماَ، وتُقيم في شوارع وحدائق المنصورة منذ عدة سنوات، تتنقل في الأماكن المختلفة حسب فصول السنة أو ما يشبه الهجرة عند الطيور والحيوانات إن صح التعبير.
سكان مدينة المنصورة يعتبرونها من معالم الشارع، حيث تفترش الأرصفه والميادين الشهيرة بالمدينة، وتُقيم في الصيف على أطراف المدينة بينما تبدأ رحلة الهجرة أو التنقل إلى بطونها عند دخول فصل الشتاء حيث الإختباء من هطول الأمطار والبرد القارص، في الوقت الذي ترفض فيه أن تنقل لدور رعاية أو دار المسنين
الغريب في قصة السيدة "أسماء"، أنها تتحصل على معاش شهري كبير يبلغ 2200 جنيه، وإذا حاول أحد من الأهالي مساعدتها ترفض بشده وتردد: "أنا مش محتاجه، خليكوا في عيشتكوا"، ولكن الأهالي لا يعلمون ماذا يُصيب هذه السيدة، هل هى مريضة نفسيه، أم بلغة المصريين مسحورة أو "ملبوسه".
لكن مواطنة من سكان المنطقة لم تلتفت لما يروجه السكان حول السيدة المسنة، وقد استاءت من وجودها وهي في هذا العمر المسن بالشارع، فتقدمت ببلاغ لمحافظ الدقهلية الدكتور أحمد الشعراوي، تناشده فيه بتلبية رغبة السيدة "أسماء" في ضرورة مسكن ملائم في ظل البرد القارص الذي يصيبها بأضرار صحيه كبيرة وخطيرة.
وتبيّن وفق أهالي المنطقة أن السيدة أسماء عبد التواب، 60 عاماَ، لديها بنتين واحدة تعيش في الشروق، والأخرى تعيش في إحدى دول الخليج، وكذا ابنها، بينما يعيش طليقها في الفيوم، وشقيقها يعيش في العراق، إلا أنهم جميعاَ قرروا التخلي عنها دون أوراق ثبوتيه لتظل مجهولة الهوية تُقيم على الأرصفة منذ 10 سنوات.
وأكد السكان، أن السيدة "أسماء" لا تؤذي أحداً ولا تتسول، كما أنها على علاقة طيبة بجميع السكان بالمنطقة، وأصبحت من معالم المكان بسبب طول فترة إقامتها فيه على مدى عدة سنوات.
وبالحديث مع السيدة "أسماء" أكدت لـ"صوت الأمة"، أنها تتعرض للقتل والتهديد بشكل دائم ومستمر في ظل هذه الأجواء التي تعيش فيها حيث تتنقل من فترة إلى أخرى لأماكن مختلفة بسبب حالة الجو تارة والتهديدات تارة أخرى، الأمر الذي اضطرها إلى تمني الموت خلال هذه الأيام.
وأضافت السيدة، أن الأطفال بالشوارع يهاجمونها بالعصى والحجارة ويتعدوا عليها أثناء اقامتها في الحدائق، كما أن ليس كل أصحاب المحلات يقبلون أو يرحبون بوجودها على الأرصفه، ما يؤدي إلى طردها أحياناَ عقب اهانتها.
إلا أنه وأثناء الحديث معها، شردت للحظات ثم أخذت تُردد: "فيه شخص بيطاردني مش عارفه عاوز مني إيه، بيخلي العيال البلطجية تطاردني في كل حته واسمه محمد فوزى السعيد كان جارنا في بيت أبويا زمان"، الأمر الذي يجعل بعض الأهالى يصفونها بالمسحورة أو الملبوسة.