خامنئي ذو الوجهين يذوق من نفس الكأس.. لسان التحريض ضد مصر يرفض التدخل في شئون بلاده
الإثنين، 08 يناير 2018 05:00 ص
ما أشبه الليلة بالبارحة، مرجل الغضب يغلي في كل بيت، وحمى الانتفاضة تنتقل من مدينة إلى أخرى، والآلاف يملؤون الشوارع يوميًا؛ متحدون خلف هدف أثير، هو إسقاط النظام الحاكم.
نظرة بسيطة على ما يجري في إيران منذ 11 يومًا، تؤكد التشابه الكبير بين ما يحدث هناك، وما جرى في مصر بين 25 يناير، و11 فبراير2011، لكن باختلاف واحد، هو أن مصر لم تتدخل في شؤون الدولة الفارسية، في الوقت الذي انبرى مرشدها الأعلى، آنذاك، في خطبة شنف بها الآذان، مستخدما اللغة العربية؛ ليدعو المصريين إلى الإجهاز على أركان دولتهم، وتدميرها.
ولأن خامنئي ذو وجهين، فإن الارتباك الحاصل في الخطاب السياسي الإيراني؛ نتيجة اقتراب نيران الثورة، من إحراق معاقل الملالي في مختلف أنحاء البلاد، فضح السياسات الملتوية، والانتهازية، التي يعيش عليها هذا النظام الدكتاتوري الدموي، ونسي خامنئي دعوته للمصريين، التي مثلت تدخلًا سافرًا في شأن داخلي محض، وأصبح يصرخ ويولول الآن، شاكيًا تدخل الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة في شؤونه!!.
https://www.youtube.com/watch?v=xLTVpfwnzY8
الدكتور ناجي هدهود، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، يرى أن نظام الملالي في إيران، لم يعد قادرا على السيطرة على الأوضاع الداخلية، وهو ما جعله يلجأ إلى محاولة استدرار عطف الملايين الغاضبة ضده؛ بادعاء أن ما يجري ناجم عن تدخلات من قوى دولية وإقليمية لضرب الاستقرار في بلاده.
وقال لـ"صوت الأمة"، إن نظام الملالي، هو صاحب بدعة التدخل في شؤون الدول المجاورة؛ لأنه أول من فعل ذلك، حين مول ودعم الميلشيات المسلحة في لبنان، والعراق، ومن بعدهما سوريا واليمن، كما أنه كان من أوائل المحرضين ضد الدولة المصرية، ودعا الجماهير الغاضبة خلال ثورة 25 يناير، إلى خلع النظام ولو على أنقاض الدولة ذاتها.
وأضاف أن خامنئي يتناسى أنه ألقى خطابا باللغة العربية، وهي من المرات النادرة التي يتحدث فيها المرشد الإيراني، بتلك اللغة التي يكرهونها بشدة هناك؛ من أجل التدخل في الشأن المصري، قائلا: "عليه الآن أن يذوق وبال أمره، وأن يدفع ثمن ما ابتدعه من سنن سيئة".
ولفت هدهود، إلى أن خامنئي ورجاله يحاولون، أن يستعطفوا جماهير الشعب، التي لم تعد تخشى سلاح الباسيدج، وميليشيات الحرس الثوري؛ حتى يخفف من حدة الاندفاع الثوري نحو عرشه، مشيرًا إلى أن التداعيات اليومية، تنبئ بقرب سقوط هذا النظام الدكتاتوري، الذي جثم على صدر المنطقة بأكملها لمدة 38 سنة تقريبا.