صناعات تلفظ أنفاسها الأخيرة.. البلاط اليدوي أولها (صور وفيديو)

يعد مصطلح "سلاح ذو حدين" هو اللفظ التعبيري الأمثل لوصف دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية، فبينما تعطيك التقدم والتطور والانفتاح على الثقافات الأخرى، فهي تقتل دور الإنسان في الحياة ببطئ، فكم من مهنة اشتهرت بها مصر، تحاكي بها العالم قديمًا، أصبحت الآن على المحك وتعافر من أجل البقاء.

وترصد"صوت الأمة" في ملف "مهن على المحك" جميع الوظائف وتفاصيلها التى كادت أن تصبح من التراث، وكفاحها في القتال من أجل البقاء، وكان أول ما بدء به هذه السلسة كانت مهنة "صناعة البلاط"، التي مع تطور التكنولوجيا وصناعة السيراميك والرخام، قلة استخدامها والطلب عليها بشكل ملحوظ، ولكن مازال هناك من يقدرها ويشارك في إحيائها.

وفي دكان صغير بحي القلعة روي لنا صاحب المحل الذي يعمل في هذه المهنة ابًا عن جد، تفاصيل مهنته التي مازال يعشقها مثل أول يوم بدأ العمل بها، مفتخرًا بما يعمل منذ الصغر، شاكي المتاعب التى قابلتها هذه المهنة بعد تدخل التكنولوجيا في الصناعات، والتى بدورها طورت من شكل البلاط وانواعه، وجعلتها تواجه السيراميك الذى أصبح واسع الانتشار.

صناعة البلاط

تعتمد مراحل صناعة البلاط بشكل أساسي على الأسمنت الأبيض،  بودرة الجير، بودرة عادية، رمل، بجانب كسر الرخام بأنواعه وأشكاله المختلفة والمتواجدة في محاجر أسوان وقنا وبني سويف وجبل المقطم.

 

 

 

وتبدأ مراحل التصنيع اولًا بخلط خامات الطبقة السفلية، والتى تتكون من الأسمنت الأبيض وبودرة الجير، البودرة العادية، وكسر الرخام بنسب معينة، ، وبعد وضع هذه المكونات فى القالب يتم وضعها فى المكبس والذى يتوافر بأكثر من مقاس، وبعد كبسها واكتسابها الشكل المبدأى المعروف تترك لمدة يوم حتى تجف، ويلى ذلك إدخالها فى ماكينة تقوم بإكسابها الصلابة.

ثم يلي ذلك خطوة استخدام الأسمنت الأبيض وبعض الحصوة وذلك لعمل واجهة البلاط، وذلك بوضع طبقة الخلطة السطحية بسمك 2 سم في قوالب الصب، حسب المقاس المطلوب مع وضع الطبقة الأسمنتية بسمك 1 سم.

وتأتى فيما بعد ذلك مرحلة الكبس وتشكيل البلاط والتجفيف علي ألواح خشب مع رش مكونات البلاط بكمية من المياه بصفة دائمة أثناء مرحلة التجفيف الأولي، حتي لا يتشقق سطح البلاط ثم يترك حتى يتم التجفيف نهائيا ثم ينتقل البلاط إلي مرحلة الصقل والتلميع باستخدام ماكينة الجلي وتسوية الأسطح.

أضاف " صانع البلاط"، رغما عن إنتشار صناعة السيراميك والرخام، وإقبال العديد من المواطنين على شرائه وتركيبه في منازلهم بدلًا من البلاط، ألا ان هناك مباني لازالت حتى الآن، ومع تقدم الوقت لا تستطيع الاستغناء عنه، مثل المدارس معللًا ذلك كونه آمن اكثر بالنسبة للأطفال، أثناء اللعب في الاستراحة الخاصة بهم، أو أثناء السير في الطابور الصباحي، ووقت الرحيل والتدافع إلى جانب رصف الشوارع كطبقة أساسية.  

وبجانب ذلك أشار أحد صانعي البلاط، أنه ومع إقبال الناس على شراء السيراميك لكا يحتوي عليهن من بريق ولمعان وسهولة في تنظفي، كما وأنه يساعد على تخفيض درجة الحرارة بعض الشئ في فصل الصيف، إلا أن البلاط يعتبر أكثر صحية ومتانة وأمان في بعض المواقف.