32 عاماً على رحيله..

"جسد نضاله بمصرعه ومن سكات".. سليمان خاطر مات

الأحد، 07 يناير 2018 10:00 ص
"جسد نضاله بمصرعه ومن سكات".. سليمان خاطر مات
إيمان محجوب

بعيونه السوداء وبشرته الداكنة وبدلته الكاكي،  ظل ابن الشرقية سليمان خاطر بطل حتى النهاية، فهو لم يرض أن يدنس الصهاينة أرضه، ولا يقبل أن يدهس الأعداء علم وطنه، فمات مشنوقا حتى تعيش الوطنية رافضا الذل والخنوع في مواجهه الأعداء فكان "سليمان" يؤدي مدة تجنيده على الحدود المصرية مع إسرائيل عندما أصاب وقتل سبعة إسرائيليين تسللوا إلى نقطة حراسته، في الخامس من أكتوبر عام 1985م.
 
اليوم7 يناير تمر 32 عاماً على رحيل البطل داخل مسجنه، في أجواء مريبة لم يتم الكشف عنها حتي اليوم فهل قتل الموساد " سليمان " دا خل المستشفي التي نقل للعلاج بها أم انه شنق نفسه كما قالت الرواية الرسمية. 
 
سليمان محمد عبد الحميد خاطر من مواليد عام 1961 قرية إكياد البحرية التابعة لمدينة فاقوس في محافظة الشرقية وهو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان.
 
 شاهد "سليمان" في طفولته آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البق الابتدائية المشتركة في 8 أبريل سنة 1970 بعدما قصفتها  القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية ، حيث قاموا بنسف المدرسة مخلفين 30 قتيلا من الأطفال في حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره
 
التحق سليمان بالخدمة العسكرية وكان مجند في قوات الأمن المركزي، ويعتبر سليمان السبب الرئيسي في تغيير شروط الالتحاق بالأمن المركزي لأنه كان بكلية الحقوق ومن بعدها أصبح ممنوع تجنيد المتعلمين في قوات الأمن المركزي
 
وفي يوم 5 أكتوبر عام 1985م وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السائحيين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فأطلق رصاصات تحذيريه ثم أطلق النار عليهم حيث إنهم لم يستجيبوا للطلقات التحذيريه فقتل سبعة أسرائليين  .
 
بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة
 
في رسالة من السجن كتب أنه عندما سأله أحد السجناء "بتفكر في إيه"؟، قال : "أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين .. من ترابك .. ودمي من نيلك ، وحين أبكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل إجازة تأخذ رأسي في صدرها الحنون، وتقول: "لا تبكي يا سليمان، أنت فعلت كل ما كنت أنتظره منك يا بني"
 
في المحكمة قال سليمان خاطر :أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه .. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم"
 
 عندما صدر الحكم بحبسه 25 عامًا من الأشغال الشاقة المؤبدة قال: "إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه" ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلاً : "روحوا واحرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسة"

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق