تظاهرات إيران في عيون النخبة.. هكذا يرى المثقفون احتجاجات طهران
السبت، 06 يناير 2018 04:08 م
"عندما تفجرت الأزمة الأخيرة فى إيران رأيت العجب العجاب،مثقفين مصريين وعرب يدعون أنهم مفكرون ومحللون وأنهم وطنيون ومع القضية الفلسطينية يتحدثون كما الأمريكان والإسرائيليين" .. كانت العبارت السابقة للدكتور عبدالخالق فاروق الخبير الإقتصادى
يرى "فاروق" وفق تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، أن تغيير النظام فى إيران لن يصب إلا فى مصلحة أمريكا وإسرائيل قائلا :"هل بهذا نخدم الشعب الفلسطينى والمقاومة التى ستجد ظهرها للحائط ؟وأخيرا هل رأيتم شعوب حمقى ومثقفين حمقى كما نحن نضحى ببعض قدرات القوى وأوراقها التى بين ايدينا ؟ أريد أجابة من كل أصدقائى فى الصفحة رجاء.
ما طرحه فاروق تختلف أو تتفق معه لكنه مؤشر على انقسام النخبة السياسية وعدم اتفاقهم على رأى واحد فيما يتعلق بتظاهرات إيران حيث انقسموا ما بين مؤيد ومعارض وإن جاءت كتابات بعضهم لتتناول الأزمة من بعيد دون الخوض فى تفاصيلها وكأن هؤلاء يتحرجون من الكتابة بعمق فى هذه الأزمة
يقول الدكتورعمرو الشبكى فى مقالا له بعنوان "احتجاجات إيران" أن:"أزمة النظام السياسى الإيرانى منذ نشأته حتى هذه اللحظة، تكمن فى التناقض الموجود بين الصلاحيات الهائلة لمرشد الثورة المنتخب من بين رجال الدين، ورئيس الجمهورية المنتخب من الشعب، وما لم تحل هذه الإشكالية بعودة رجال الدين إلى لعب دور «الناصح للمجتمع»، وليس دور المرشد الآمر الناهى، فإيران ستشهد مزيدا من التأزم والاحتجاجات لقناعة الناس أن اختياراتهم لرئيس أو لبرلمان لا قيمة لها أمام صلاحيات المرشد".
يضيف الشبكى :" أما رأس السلطة الحقيقية فهو مرشد الجمهورية المرتبط بنظرية ولاية الفقيه التى وضعها الإمام الخمينى، فهو قائد الجيش، ويحق له تعيين وعزل 6 أعضاء من علماء الدين فى مجلس صيانة الدستور، ورئيس السلطة القضائية، ورئيس مؤسسة الإذاعة والتليفزيون، والقائد الأعلى للحرس الثورى الإسلامى وقوى الأمن، وهناك ممثلون للمرشد يعينهم فى كل وزارة أو مؤسسة حكومية مهمة، كما يشرف على المكاتب الثقافية للسفارات الإيرانية، ويتولى إيصال الدعم المالى للحركات الإسلامية «الصديقة»، متخطيا بذلك الرئيس ووزير الخارجية.
يضيف الشبكى إن وجود رئيس يستمد شرعيته بالانتخاب،ومرشد للثورة يستمد شرعيته من مؤهلاته الدينية (ولكنة منتخب أيضا)، وامتلاك الثانى صلاحيات تفوق الأول- لا يعطى للرئيس فرصة للاستمرار فى إدارة شؤون البلاد، إلا بالتعاون أو الانصياع لقرارات المرشد الأعلى.
يتابع الشبكى :"معضلة النظام الإيرانى أنه بدون انصياع الرئيس لتوجيهات المرشد الأعلى لا يمكن ضمان استقرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتسيير شؤونها، ما أدى إلى إحباط قطاعات واسعة من الشعب الإيرانى شعرت أن اختيارها لرئيس إصلاحى لم يغير فى الأوضاع السياسية وفى معادلات الحكم الدينى، وبالتالى يصبح الحل فى نزولها للشارع واستثمارها لأى غضب شعبى ضد الغلاء أو البطالة، كما يجرى الآن، حين تحولت الشعارات الفئوية والاقتصادية إلى هتافات مناهضة للحكم الدينى والمرشد.ستتكرر احتجاجات إيران ما لم تتغير معادلة الحكم، ويصبح منصب المرشد الأعلى مثل منصب ملكة بريطانيا (تشبيه استخدمته أكثر من مرة، ووصفه كثيرون بأنه خيالى ومثالى) يملك ولا يحكم، أى قائد لدية سلطة معنوية لا سلطة سياسية".
أما الدكتور عمار على حسن فقد كتب مقالا تحت عنوان " تعرى «علياء المهدى» يختلف عن ثائرة إيرانية عرت صدرها" جاء فيه : "الطريقة المبتذلة والمظهرية لعلياء المهدى أعطت فرصة للقوى المضادة للثورة، بما فيها أتباع التيار الدينى، لاستغلال هذه الصورة فى إظهار أن الطليعة الثورية المدنية تريد أوضاعا اجتماعية تتناقض مع الدين والأخلاق والتقاليد والأعراف، خاصة أن علياء كانت تصف نفسها بأنها ليبرالية وعلمانية ونسوية ونباتية.
تابع حسن :"وما أقدمت عليه المرأة الإيرانية لا يمكن مقارنته بما فعلته الفتاة المصرية التى لم تكتف بخلع كل ملابسها والوقوف عارية فى وجه كاميرا صورتها على طريقة الأفلام الإباحية، بل راحت تدعو بلسانها إلى العرى، وبالتالى خرج ما فعلته من مدار الرمز إلى التمرد على التقاليد،أو الدعوة إلى الحرية السياسية التى كان يطلبها الثوار وقتها، إلى فعل يرفضه حتى الثوار أنفسهم، الذين أدركوا وقتها كيف تم توظيف ما فعلته المهدى فى تشويه صورة الثورة، خاصة أن النساء لعبن فيها دورا بارزا، ولهذا قام الثوار بطردها من ميدان التحرير حين ذهبت إليه فى 24 نوفمبر 2011، ولاسيما بعد أن ظهر فيديو على «يوتيوب» قبل هذا بتسعة أيام تظهر فيه صورة علياء عارية مع شعار حركة «6 إبريل» وهو ما نفته الحركة وعلياء فى الوقت نفسه. وقدم محامون بلاغات إلى النيابة العامة تتهمها وصديقها المدون كريم عامر بـ«خدش حياء المجتمع المصرى ونشر الرذيلة وازدراء الأديان».
أما الباحث السياسى سامى دياب أمين عام حركة عبر بلا حدود فقد قال :"في بعض الأحيان تكون تمنيات هلاك الخصوم والمنافسين أشد خطرا وبشاعة علي المتمني. فقد يكون غياب هذا الخصم عن الساحة هو سبب توغل وتوحش عدو آخر أكثر بشاعة وأكبر توغل وهيمنة .
تابع دياب فى مقالا له :"لايختلف معي إلا المتصهينين في أن العدو الأول لأمتنا العربية والإسلامية هو العدو الصهيوني ولن تستطيع أي سياسات أو منظومات ثقافية اوأعلامية أو ترويجية تغيير ذلك ففلسطين أرض المنشر والمحشر وقدسنا الشريف هما شرف العروبة والمسلمين والتفريط بهما تفريط في مكة والمدينة وتخلي بشكل كامل عن العقيدة والشريعة.ظهرت منذ أيام قليلة موجة من التهويل والترويع والتضليل يقوها المغرد ترامب علي موقع تويتر تتحدث علي أن النظام الإيراني علي شفا حفرة من النار وأنة هالك لامحالة وأن ثوار أصفهان يلتقون مع ثوار مشهد ليقتحموا طهران ويسقطوا نظام ولاية الفقية ويعيدو نظام شاه جديد أول مايفعلة هو اسقاط علم فلسطين وإعادة سفارة العدو الصهيوني إلي مقرها الذي أغتصبه الخميني لصالح إقامة سفارة لفلسطين".
أما الكاتب بشير عبدالفتاح فقد كتب مقالا بعنوان "عن المخاوف التركية من الاحتجاجات الإيرانية"جاء فيه :" بعد صمت قلق وترقب مشوب بالحذر ألقيا بظلالهما على المسئولين الأتراك، حتى أضحت الاحتجاجات التى عمت عشرات المدن الإيرانية مؤخرا قاب قوسين أو أدنى من أن تضع أوزارها، خرجت أنقرة على العالم بموقف خجول وصادم فى آن حيال تلك الاحتجاجات، التى يبدو أنها أقضت مضاجعها. حيث أعربت وزارة الخارجية التركية فى بيان لها عن «قلقها» إزاء الاحتجاجات التى اندلعت جراء الضائقة الاقتصادية وسياسات الحكومة، محذرة من مغبة أى تصعيد للاضطرابات، كما دعت إلى تغليب المنطق والحكمة وإيلاء أهمية قصوى للسلم الاجتماعى والاستقرار، وشددت على رفض أنقرة لأية تدخلات خارجية محرضة فى إيران، التى وصفها البيان بـ«الصديقة والشقيقة». وبدوره، هاتف الرئيس التركى نظيره الإيرانى مؤكدا مؤازرته التامة ومعربا عن أمله فى أن تتجاوز إيران هذه المحنة سريعا.
يتابع عبدالفتاح فى مقاله :"بادئ ذى بدء، يلاحظ على الموقف التركى الصادم والمثير،أنه جاء متأخرا بعض الشىء،بعدما أدركت الاحتجاجات الإيرانية يومها السادس، وشهدت مقتل 22 إيرانيا بين متظاهر وعسكرى وشرطى، فضلا عن مئات غير قليلة من المصابين والمعتقلين.وبينما يمكن إرجاع التأخر فى إعلان الموقف التركى بهذا الصدد، إلى حسابات ومواءمات سياسية ليس أقلها إيثار التريث حتى تتضح ملامح المشهد الإيرانى، شأنه فى ذلك شأن مواقف أطراف إقليمية ودولية عديدة، إلا أن التصرف التركى لم يسلم من أعراض ارتباك وتخبط جراء المفاجأة".