"أي كلام في الهتش وامشي على البلكونة بيوزع مكرونة".. هكذا يتحدث شباب اليوم
السبت، 06 يناير 2018 12:00 م
"أنت رايح الكلية ولا في السكلانس.. تعالي معايا سكه ودغروي.. مشي على بلكونه يبوزع مكرونه".. ما سبق كان بعض "إفيهات" الشعب المصري العاشق للفكاهة وخفة الدم.
الشباب المصري اخترع لغة حوار تجمع بين "إفيهات" الأفلام مع بعض الكلمات الساخرة مستخدما مزيج ما بين العربية والإنجليزية فيما يسمى بـ"الألش"، خلال الحوار بينهم حيث إن كل موقف حتى وإن كان صعبا قد يتحول إلى موقف ساخر ومدعاة للضحك.
فى السطور التالية تتناول بعض "الإفيهات" من قبيل "هشهيصك أنا كده بجيب معاك من الآخر"، و"حوارتنا ليست كلام فاكس دا كلام غالي يانجم".
انت رايح الكلية ولا في السكلانس
يقول عبد العاطي عبد القوي، طالب في كلية الهندسة، إن كل جيل له مصطلحات مختلفة عن الجيل الآخر فكثيرا ما نتحدث ببعض الكلمات التي لا يفهمها الأجيال الأكبر سنا فمثلا أقول لصديقي "انت رايح الكلية ولا في السكلانس النهارده.. ومحاضرات اليوم كلها ألش" ممكن يرد عليّ ويقولي"ألش وخمسين" بمعنى ألف وخمسين.. "هاتشوف الماتش يا كوتش" يقولي "أونلي ولا مأنتم" بمعني لوحدك ولا معاك شخص آخر.. وعندما يرحل أحد أصدقائنا يقول "هاطير أنا" ودا لازمه قالها أحمد مكي في أحد أفلامه وهغلبك في لعبة اسمها "هحط عليك".. الأهلي مثلا حط عالزمالك.. ولما شاب يكون مغرور وبيتكلم كتير بنقول عليه "عايش الدور وبيرغى في أي هتش"، وعن انطباع والده عن لغة الحوار يقول دائما ما تكون لغتنا ومصطلحتنا محل انتقاد منه، معبرا عن ذلك بجملة يقولها "شباب آخر زمن".
عبد العاطي
تعالي معايا "سكه ودغروي"
تقول أسماء حمدي، آداب تاريخ، إنها تحب الحديث مع أصدقائها بمصطلحات جديدة وترى أن وجود لغة حوار خاصة بالشباب شيء جيد وعن أهم التعبيرات التي تستخدمها قالت "دائما لما أحب شخص يتكلم بصراحة ووضوح أقوله "تعالى معايا سكة ودغروي".
تضيف: "عندما يعرض أشياء لا أفضل عملها أقول (أحبوش) ودا لازمة كانت تقولها الفنانة أيتن عامر في مسلسل الزوجة الرابعة وحول أكثر الكلمات تداولا بين الشباب قالت عندما نوافق علي أي حوار نقول قشطة أو اشطات".
"اتفسح معانا وأنا هشهيصك"
أما عمرو محمد، خريج كلية صيدلة، قال "كل جيل له طريقته اللي بيعبر بها عن نفسه وعن أكثر الكلمات التي يستخدمها قال عندما لا يعجبني كلام شخص أقول "كلام فاكس" وحول أكثر الكلمات المتداولة بينه وبين أصدقائه قال: "عامل إيه يا ماو إنت كنت فين يا نجم تعالي اتفسح معانا وأنا هاشهيصك بمعنى إن الفسحة هاتكون جميلة وعندما نقوم بعملية حسابية أو كتابة رقم نقول "زيرو ونين" بمعنى "02" وهذه لازمه قالها الفنان أحمد حلمي في فيلم آسف للإزعاج
"مشي علي بلكونه يبوزع مكرونة"
أما شيماء محمد، خريجة كلية إعلام فقالت إن أكثر الكلمات المتداولة في حوارات الشباب "انت فين يا أسطى" أو "يا برنس" أو "يا كبير"، وعندما يتعرض أحدنا لمشكلة نقول له "كبر جي" وهذه الجملة كانت لازمة لأحمد مكي في فيلم مرجان أحمد مرجان بطولة عادل إمام.
شيماء محمد
تضيف: "في موضوع الألش لما صديقنا يقول أنا ببحث عن واحد نقول"وتنين" ممكن يرد "وتنين السنين" لو سألنا عن شخص وقال "مشي" ممكن نقوله "مشي على بلكونه يبوزع مكرونه" أو قابلنا شخص الصبح نقولة "صبح صبح يا عم الحج" وهى لازمة محمد سعد، ولو حد رخم علينا نقوله "فكك مني".
أما هبة عبد الغفار، خريجه أداب، قالت إن هناك كثير من الكلمات التي يستحدمها الشباب في لغة حوارهم مثل كلمة "مش طالبه" لما شخص يكون رخم وعندما نطالب من شخص يكون متسامح نقوله "خليك لارج" ولما أهم الإفيهات المستخدمة مقتبسة من أغاني المهرجانات "اديني رمضان" وعندما يصمت شخص أثناء الحوار نرد عليه ونقولة "بس سكت وبعدين عيطت" أو "وفجاة لقيتني ماسك الهوي" وبنقول على أيام الدراسة أو ركوب المواصلات أيام "الكحرته"
أفيهات الافلام الاكثر تداولا بين الشباب
وجيه ندي
المؤرخ والباحث في التراث الفني، وجيه ندى، تناول في بعض مؤلفاته "إفيهات" الأفلام التي أثرت على الشباب ومنها ما يتعلق فى أذهاننا بعبارات الأفلام المصرية القديمة وأيضا الحديثة ولا يمكن أن نغفلها أو ننساها ومن تلك "الإفيهات" لفظ "متعودة " أمام أي مصري وربما أي عربي دون أن يكمل لك الجملة بقوله "دايما" متأثرا بالعبارة الشهيرة لعادل إمام في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة"، وفق وجيه ندى.
"رقاصة وبترقص.. ومتعودة دايما"، إلى هذا الحد تؤثر الأعمال الفنية فى وجداننا وتحفر عباراتها وشخصياتها فى ذاكرتنا، وتصير جزءا من لغة الحياة، وتصوراتنا عن الواقع.. وعادل إمام بالذات هو واحد من أكثر الفنانين فى تاريخ السينما والمسرح الذين يحفظ الناس جمل شهيرة لهم ويرددونها فى مناسبات كثيرة، ومن عبارات الزعيم فى مدرسة المشاغبين "بعد 14 سنة خدمة فى ثانوى بتقولى اقف".. وفى فيلم "عنتر شايل سيفه" هناك عبارة "الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب".. وفى "كراكون فى الشارع" الجملة التى قالها عادل ليسرا "أنا شربت حشيش يا سعاد".
يضيف وجيه ندى: "والأستاذ الراحل فؤاد المهندس كان له إفيهات كثيرة تحولت إلى عبارات وجمل مأثورة لدى الناس.. مثل وبلاها سوسو خد نادية.. سيبيه يمسكها يا فوزية"، وحتى النجوم الجادين ونجوم التراجيديا لهم جملهم المشهورة، وأشهرهم بالطبع عادل أدهم صاحب "أنا الصباع اللى يوجعنى.. ماعالجوش.. أقطعه" و"تعالى يا قطة".
خفيف الظل، مثل الراحل توفيق الدقن صاحب "يا آه يا آه.. أحلى من الشرف مافيش" و"أنا الباز أفندى" وهى نفس المدرسة التى يعتبر العبقرى استيفان روستى هو رائدها والمعلم الأكبر فيها، ولا يمكن أن ننسى له بالطبع "نشنت يافالح" محمد نجم وعبارته الشهيرة فى مسرحية "عش المجانين".. "شفيق يا راجل".
إفيهات نجوم الكوميديا الجدد
تحولت الشخصية التى أداها محمد سعد فى فيلم "اللمبى" بطريقتها فى الكلام و "تون" الصوت إلى "لازمة " لدى الشباب،مثل "صبح صبح ياعم الحاج" ومن أشهر الإفيهات التى يستخدمها الشباب للتعبير عن حياتهم للضحك والترفيه عن أنفسهم: "يا ناس يا لوكال يا شعبيين".. وهو من فيلم "H دبور" للفنان أحمد مكى "طير أنت"
"يا عم أنت فاكرنى جدو أول ما أنزل هجبلك الجون" فهى جاءت فى فيلم "لا تراجع ولا استسلام"،وتستخدم حاليا عند بدء العمل أو الدراسة وفشل الفرد فى تحقيق هدفه مباشرة،لأن الهدف يحتاج إلى مراحل لتحقيقه. "ابعت يا اللى بتبعت".. من فيلم "يا أنا يا خالتى"،عبر فيها الفنان "لطفى لبيب" عن الرزق والدعاء له بالحضور إليه سريعا،ويستخدمها غالبا الباعة فى الأسواق،والشباب فى عدة مواقف. "زيرو ونين".. من فيلم عسل أسود،وتم استخدامها بعد إطلاق الفيلم مباشرة فى أرقام التليفونات كأسلوب مختلف يمكنك تذكر به الأرقام ".
كل جيل له لغته ومصطلحاته
ويقول محمد حماد،أستاذ علوم اللغة في كلية دار العلوم،جامعة القاهرة: "إن السبب الرئيسي والأساسي في ظهور هذه اللغة هو التطور الاجتماعي والنفسي فكل جيل له لغته ومصطلحاته وخصائصه التي يتميز بها ويتعامل به"
محمد حماد
وفيما يتعلق بلغة الروشنة الحالية، يقول " حماد" :"الكبار فقط هم الذين يعتبرونها لغة روشنة،ولكنها لغة طبيعية لهؤلاء الشباب،الذين لهم الحق في أن يصيغوا لغتهم كما تكون، وكما يتفاهمون بها شرط أن تعبر عن طبيعتهم، وعن حياتهم التي يحيونها، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حياة علمية أو فكرية أو نفسية. فأنا كمتخصص في علم اللغة أرى أن هذه اللغة طبيعية جداً ومعبرة عن روح العصر الذي يعيشه هؤلاء الشباب".
يتابع حماد "ولا أرى أي مخاطر مطلقا نتيجة استخدام هذه اللغة الجديدة؛ لأنها تعتبر موضة من الموضات تختفي باختفاء الجيل الذي يستعملها - فمثلاً جيل الثلاثينات والأربعينات كانت لهم لغة، وجيل الخمسينات والستينات كانت لهم لغة، والسبعينات والثمانينات لهم لغة أيضاً، والتسعينات والألفية لهم لغة، فكل جيل يصنع تعابيره الخاصة به واصطلاحاته، والتي يمكن تسميتها "اكلاشيهات"، ولكن هذه التعبيرات إذا حللناها تحليلاً لغوياً محايداً،نجد أنها تمت للغة العربية الفصحى والعامية،ومن ثم ليس لها أي مخاطر على الإطلاق؛لأنها سوف تنتهي بانتهاء هذا الجيل،وسوف تظهر بعد ذلك موضة أخرى جديدة، حيث سينشأ جيل جديد له ظروفه المختلفة والمغايرة لظروف جيل شباب اليوم، وسوف يصطنع لغة أخرى للتفاهم ويطلق عليها تسمية أخرى"