وراء كل مثل حكاية.. هذه قصة "موت يا حمار"
الجمعة، 05 يناير 2018 05:00 م
"موت يا حمار" تردد هذا المثل الشعبي على ألسنة الجميع بلا إستثناء، حتي وفي بعض الاحيان قد تجد نفسك استخدمته في الكثير من المواقف دون تركيز منك، ولكن الكثير مننا يستعين به ليوصل معنى محدد، ولكن دون دراية منه من هو "الحمار"، وما هي القصة التى خلقت من بينها هذا المثل.
وترصد "صوت الأمة" جميع القصص وراء هذه الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول قصة إحداهما الذى حاز على شهرة واسعة، وهو" موت يا حمار".
بدأت قصة هذا المثل في مدينة كان يحكمها ملك يتسم بـ"الجنون"، كان جميع سكان القرية يعانون من سلوكه غير السوي، فلم ينجو منه إنسان أو حيوان، وشهد على قصصه الصغير منهم قبل الكبير، واتسع الأمر حتى كانت القري المجاورة تتحادث بأفعال هذا الحاكم.
وفي صباح يوم من أحد الأيام، شاهد هذا "الملك المجنون" حمارًا دخل إلى بستان القصر الخاص به، والذي يهتم دائمًا برعايته، فأمر بإحضار الحمار وإعدامه، وعندما تعجب جميع الحكام من حوله على هذا القرار، اتجه نحو الوزير وهمس في أذنه قائلًا"إنه حمار يا مولاي".
واستجاب "الحاكم المجنون" إلى ما قاله الوزير، ولكن ببعض الشروط فأمر على الحمار أن يتعلم الأصول ويراعي الأوامر الملكية، وأن يحترم أملاك الغير ولا يذهب إلى أى مكان لا يخصه، وأمر أن يبحث الجميع عن شخص لديه القدرة على تعليم "الحمار" تلك الاشياء.
وذهب الجميع يبحث عن هذا الشخص، وأذن مؤذن في جميع ارجاء المدينة، بدعوة إلى من يملك القدرة على تعليم الحمار، فليخبرنا بذلك ويتقدم إلى حاكم القرية، وله من المال ما يشاء، ولكن هذه الدعوة أستقبلها جميع السكان بالغرابة الشديدة.
خشى جميع السكان هذا الأمر، ولكن تقدم رجلًا لهذه المهمة، وقرر أنه سوف يخوض هذه التجربة ويعلم الحمار، ولكن كان لديه شرط وهو أن يمنحه السلطان قصرًا يعيش فيه ومالًا وفيرًا، وبستانًأ كبيرًا، ومدة للتعليم عشر سنوات.
وافق الحاكم المجنون علي هذا الشرط، وأخبر الرجل المعلم بذلك ولكن أن لم يفلح في تعليم الحمار سوف يقطع رقبته ويعلقها، وانطلق الرجل إلى زوجته يخبرها بالخبر السعيد وبالقصر والحياة الرغدة التي تنتظرهما، ولكن المرأة شغلها الأمر فسألته عن مصيره المحتوم، بعد انتهاء المدة المحددة، فهي تعلم أن الحمار لن يتعلم والحاكم سوف يقطع رقبة زوجها، إن لم يفلح، فرد الرجل: "بعد عشر سنين إما سيموت السلطان أو أموت أنا، أو يموت الحمار".
ومن هنا حرف العرب المقولة إلى"موت يا حمار"، ومن هنا جرى استخدام التعبير، وصار مرتبطًا في الوطن العربي بالأشخاص الذين يعتمدون على عنصر الزمن في التنصل من مسؤولياتهم أو الهروب من التفكير فيما يخفيه القدر".