حماتي حشرية ونكدية.. دليل التعامل مع القنبلة الذرية
الجمعة، 05 يناير 2018 12:00 ص
"خدى يا عروسة اكسريلى البندق ده " و"أنا مدوباهم اتنين" أشهر مقولتان للفنانة مارى منيب فى دور الحما بأفلام الزمن الجميل،والتى سار على خطاها العديد من الفنانات أثناء لعبهن دور الحما فى السينما و الدراما المصرية ،وحاولت فنانات أخريات تقليدهن أبرزهن الفنانة ميمى شكيب التى نافست مارى منيب فى دور الحما الشريرة كثيرة المشاكل وشاركتها فى العديد من الأفلام أبرزها "الحموات الفاتنات".
وقبل أن تنزعج الحموات من الحديث عنهن ووصفهن بالعنصر الهدام أو القنبلة الذرية يجب أن ننتبه إلى أن لكل قاعدة شواذ فليس كل الحموات قنابل موقوتة فى البيوت المصرية.
هناك قلة من الحموات تعتبر بمثابة الأم الثانية سواء للزوج أم للزوجة ولكن القاعدة تؤكد ان الحموات هن مصدر الخلافات الأساسية بين الزوجين
إذا تصفحت أخبار محكمة الأسرة تكتشف أن أغلب الخلافات مصدرها الحموات فهن السبب الرئيسى فى هدم معظم بيوت الأسر المصرية أو على الأقل نشوب خلافات متتالية فلا يخلو بيوت مصري من وجود" الحما" التى وصفوها فى السينما المصرية بـ"القنبلة الذرية".
بحسب ما استقبلته محكمة الأسرة من قضايا وما نشاهده فى المجتمع نجد أن الحموات غالبا ما تكون والدة الزوج وليس والدة الزوجة ويرجع ذلك إلى أن والدة الزوج تشعر بعد زواج ابنها بأن هناك من اختلست منها عنصر أساسى فى أسرتها تعتمد عليه كرجل داخل الأسرة على عكس والدة الزوجة والتى دائما ما تسعى إلى أن تكون الحياة الزوجية بين ابنتها وزوجه مستقرة حتى لا تعكر صفو حياتهم بمشاكل قد تهدم أسرتهم وينتج عنها فى النهاية خسارة الزوجة طبقا لعادات مجتمعنا وتقاليده منذ القدم.
كما ذهبت سيدة أخرى طالبة الخلع من زوجها أمام محكمة الأسرة معللة ذلك بأن حماتها تدخل فى كافة أمور حياتهما فتطرق بابهما فى الصباح الباكر ولا تنصرف إلا مساء اليوم، وتحاول التدخل فى ترتيب المنزل على عكس زوق الزوجة، ولم تكف عن توبيخ الزوجة عن أسلوبها فى تحضير الطعام أو تنظيف المنزل وأيضا معاملتها مع زوجها إلى أن قررت الزوجة أن تشكو لزوجها لعله يقف بجانبها ويحاول أن يخطر والدته بأن تحد من التدخلات إلا أنه رفض الشكوى وقال "امى تعمل اللى هى عاوزاه" مما جرأ الحما على زوجة ابنها أكثر وأصبحت الحاكم الناهى فى المنزل وهو ما لا تستطيع الزوجة تحمله فقررت أن تلجأ إلى محكمة الأسرة لطلب الخلع.
وهذا على سبيل المثال وليس الحصر، فهناك الآلاف من قضايا الخلع الموجودة داخل محكمة الأسرة يرجع سببها إلى الحموات، وهو ما أبرزته السينما المصرية على مختلف العصور، فلا نستطيع التحدث عن الحموات دون أن نتذكر الفنانة مارى منيب أشهر حموات السينما المصرية والتى لعبت دور الحما فى عدة أفلام، وكان ومازال دور الحما مصدر غنى بالأفيهات و المواقف التى تتعلق فى أذهان المشاهدين على مدار عقود.
هناك أنواع عديدة من الحموات فهناك الحما الحشرية، والمتسلطة، والغيورة، والخبيثة أيضا، لتقوم الحموات حسب نوعها فى محاولة لكيد زوجة الابن بقدر المستطاع ولا نستطيع اغفال أن هناك حموات لديهم القدرة على جمع هذه الأنواع فى شخيصة واحدة لتجتمع فيها الحشرية والمتسلطة والغيورة والخبيثة لتكون حقا القنبلة الموقوتة التى تعانى منها زوجة الابن.
الحما المتسلطة
أما عن أنواع الحموات فلعل أبرزها هو الحما المتسلطة ولعل أبرز مقولة قد تتردد منها هى "كلامى يمشى عليك وعليها" والتى توجهها الحما لابنها ليعلم أسلوب حياته الزوجية فى بداية زواجه وأنها لا تتركه لوحده يأخذ قرارات دون الرجوع إليها خاصة إذا كانت تساعده ماديا لتلبية احتياجات أسرته الجديدة، لتكون الأموال أو المساعدة أيا كانت هى المفتاح الرئيسى وسلاحها الذى تكسر به عين زوجته أمامها وتتحكم فى حياتهما كما يحلو لها، وهذا النوع من الحموات لا تتقبله الزوجة صاحبة الشخصية القوية.
فهذا النوع من أنواع الحموات هو الأكثر انتشارا فى الأسر المصرية والتى ربت أولادها على ألا يكون لهم شخصية أمامها أو رأى مخالف لرأيها وأن يكونوا تحت طوعها طوال الوقت، فمما لا شك فيه أن رضا الأم والأب واجب، ولكن هناك حموات تستغل هذه النقطة لتتسلط على حياة أبناءها فى كل كبيرة صغيرة حتى بعد زواجهم وأنهم أصبحوا مسئولين عن منزل وزوجة.
طرق التعامل مع الحما المتسلطة
-لكى تتغلب الزوجة بقدر المستطاع على تسلط حماتها فى حياتهم فيجب ألا تخبرها على كافة تفاصيل حياتهم بل تخبرها على ما تريد إخبارها اياه فقط ولا يفتعل مشكلة أو تصادم فى الآراء.
-يجب أن يكون للزوج شخصية مع والدته ليستطيع التفاهم معها دون أن يغضبها أو يغضب زوجته ويقنعها بكافة الطرق أنه أصبح لديه حياته الخاصة يحاول بناءها مع زوجته دون تدخل أو سيطرة من أحد.
-على الزوجة عامل كبيرة لتكسب رضاء الحما المتسلطة بقدر الإمكان بالابتسامة الهادئة وكلمة "حاضر" لترضى غرور حماتها.
الحما الغيورة
غيرة الحما على ابنها من زوجته قد يكون أسبابه هو حبها المتزايد لابنها فحين يتزوج ابنها تشعر والدته بأن هناك امرأة أخرى حصلت على ابنها التى قضت سنوات طويلة فى تربيته وتعليمه "على الجاهز" كما يزداد شعورها بالغيرة فى حالة ما إذا كان ابنها الوحيد أو أول ابن لها يتزوج فيكون إحساس الغيرة لديها متزايد.
وتظهر غيرة الحما من زوجة ابنها فى أكثر من شئ سواء فى الطبخ أو المظهر أو اهتمامها بابنها، فنجد دائما الحما الغيورة تحاول أن تثبت بشتى الطرق لزوجة ابنها أنه لا يستطيع الأكل إلا من يد والدته أو على الأقل بنفس طريقة تحضير الأكل وتبدأ فى المنافسة ويضطر الزوج فى كثير من الأوقات أن يتظاهر بأن أكل والدته ليس له مثيل وأن زوجته أقل خبرة من والدته فى الأكل لإرضاء والدته بدلا من الدخول فى صراعات ما بين والدته وزوجته.
وفى هذا النوع من الحموات تستمع الزوجة دائما مقولة "أكل ماما" فى كل اجتماع للعائلة على مائدة الأكل تردد هذه المقولة لكى تذكر ابنها وكافة المجتمعين بأن أكلها ليس له مثيل ولا يوجد من يستطيع منافستها، وتستطيع زوجة الابن التعامل مع هذا النوع من الحموات بمنتهى السهولة حيث أن هذا النوع غير مؤذى للدرجة فى حال إعطائها مكانتها وتوصيلها لإحساس أنه ليس هناك منافسة بينها وبين زوجة الابن على الإطلاق وأنها "بريمو" فى كل شئ ولا يعلى على أكلها.
أما غيرة الحما من زوجة ابنها فى المظهر أمر بسيط فلا تفاجأ الزوجة إذا ما ظهرت حماتها بملابس مشابهة لها أو وضع مستحضرات تجميل بنفس الألوان التى تستخدمها زوجة الابن، فهذا النوع من الحموات تجدها تسأل الزوجة كثيرا عن ملابسها ومظهرها ومن أين تشترى لوازمها وعن مصفف الشعر وكل ما يخص بمظهرها لتقليدها أو الاهتمام بمظهرها أكثر من الزوجة نفسها لتظهر فى مظهر أفضل منها.
وهذا النوع من غيرة الحموات بسيط وسهل التغلب عليها وعدم حدوث خلافات إذا ما عاملتها زوجة الابن كأنها والدتها أو أختها الكبرى وأجابت عن أسئلتها مع الأخذ فى الاعتبار أن مهما الحما فعلت فى مظهرها فالزوج يلتفت انتابه إلى مظهر زوجته وليس والدته.
الحما الخبيثة
يظهر الخبث فى الحما منذ بداية لقاء التعارف فى منزل العروسة فنجدها تقول "انا مش حما خالص اعتبرينى مامتك التانية" وتنخدع أغلب العرائس فى هذه المقولة لتبدأ التعامل مع حماتها بحسن نية، لتكتشف مع مرور الوقت أنه لا يوجد مثل أمها وأن الحما ستظل حما.
فمن أكثر أنواع الحموات خطورة هى الحما الخبيثة "السوسة" تعامل زوجة ابنها أفضل معاملة أمام ابنها وباقى الأقارب إلا أن بينها وبين زوجة ابنها تظهر صورة الحما فى الشكل المتعارف عليه من خبث ويظهر الكلام والمعاملة على عكس التعامل أمام باقى أفراد الأسرة، ويكون الغرض وراء هذا التصرف هو لعب دور الحما على أكمل وجه دون أن تستطع زوجة ابنها الشكوى، فلا يصدق أحد ما تشكو منه لأنهم لم يروا من حماتها إلا المعاملة الطيبة والأسلوب الأمثل مع زوجة ابنها وكأنها أمها الثانية حقا.
ولكن للتغلب على الخلافات التى قد تثيرها الحما الخبيثة يمكن لزوجة الابن اتباع كل ما يلزم لعدم جلوسها مع حماتها بمفردهم دون وجود الزوج أو أفراد باقى الأسرة حتى لا تستطيع الحما إيذاء زوجة الابن بكلام غير مرغوب فى سماعه على انفراد، وعلى زوجة الابن اتباع مقولة "الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح".
الحما الحشرية
تظهر الحما الحشرية منذ فترة الخطوبة فى بعض المواقف حيث "تصطاد فى الميه العكرة" وعندما تجد ابنها على خلاف مع خطيبته تتدخل على الفور أيا كان حجم الخلاف لتقول للعروسة "احكيلى فى ايه وانا هاقرصلك ودنه" وهذه الجملة تعتبر باب التدخل فى حياة العروسين دون أن يلتفت له الطرفين.
وتستغرب العروسة فى البداية أن حماتها قد تتشاجر مع ابنها من أجل خطيبته بعد أن تحكى لها سبب الخلاف ولو بسيط ولكن الهدف الأساسى فى موقفها ضد ابنها هو طمأنة العروسة أنها ستظل فى صفها فى أى خلاف بينها وبين ابنها لتلجأ إليها العروسة فى أى خلاف وبالتالى تستطيع التدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتهم الشخصية ويكون بذلك باب خلفى للتحكم بطريقة غير مباشرة.
وهنا نجد أن العروسة عليها عامل كبير فى التصدى لتطفل حماتها منذ فترة الخطوبة عن طريق اقتصار المشاكل الخاصة بها مع خطيبها عليهما فقط ولم تسمح لتدخل أطراف أخرى، ومنع التدخل بطريقة لطيفة دون الدخول فى صراعات من خلال عدم إظهار وجود أى خلاف بينها وبين خطيبها أو زوجها مع مراعاة إخبارها عن أحداث كثيرة بينها وبين خطيبها أو زوجها لإرضاء فضولها بخلاف المشاكل حتى لا تكون فرصة قوية للتدخل.