بين رشوة هرتزل للسلطان عبدالحميد الثاني ومساعدات ترامب للسلطة الفلسطينية .."القدس ليست للبيع"
الخميس، 04 يناير 2018 04:00 ص
في تغريدة على تويتر وهو جالس على مكتبه في البيت الأبيض هدد الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية لأنها لا تحترم قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل وبين تغريدة ترامب ورشوة هرتزل للسلطان عبد الحميد الثاني 117عاما من الكفاح والنضال والدم من أجل أن تبقى القدس عربية وليست للبيع كلمات قالها السلطان عبد الحميد الثاني لهرتزل كما قالتها السلطة الفلسطينية ردا على تهديد ترامب بقطع المعونات الأمريكية.
فبعدما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية برئاسة تيودور هرتزل مابين عام 1897م واتخذوا عدة قرارات أطلق عليها "برنامج بال" أو "البرنامج الصهيوني" وكان أهم قرار اتفقوا عليه تأسيس وطن قومي في فلسطين، وبعد أن كانوا يطمحون أن يكونوا فيها تحت سيادة الدولة العثمانية.
أصبحوا بعد هذا المؤتمر يطمعون بالسيطرة على فلسطين راقب السُلطان عبد الحميد المؤتمر ومقرراته عن قرب، واتخذ قرارا جديدا هو منع اليهود من السكن في فلسطين ومنع اليهود الأجانب من دخول مدينة القدس ولم تتوقف المؤتمرات الصهيونية عن الانعقاد وكانت في كل مرة تزيد عددا وقوة، ولم تتوقف جهود "تيودور هرتزل" للاجتماع بالسُلطان عبد الحميد الثاني وسافر للعاصمة إسطنبول مايو 1901م وقابل السلطان بعد أربعة أيام ثم قابله مرتين أخريين وعرض عليه إصدار فرمان يجيز لليهود الأجانب الهجرة إلى فلسطين ومنحهم حكما ذاتيا، مقابل دفعهم ثلاثة ملايين جنيه وفي بعض المصادر مليوني جنيه عندها قال السلطان كلمته الشهيرة للصدر الأعظم "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حيّ، فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"
وبعد 117 عاما ردت الرئاسة الفلسطينة على تغريدة ترامب بقطع المساعدات التي تزيد عن 300 مليون دولار وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة: إن القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ليست للبيع لا بالذهب ولا بالمليارات.
وأضاف أبو ردينة "إذا كانت الإدارة الأميركية حريصة على مصالحها الوطنية عليها أن تلتزم بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على أي تقدير أو احترام وهم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع إسرائيل.
وتفيد أرقام نشرت على الموقع الإلكتروني لوكالة مساعدات التنمية الأمريكية (يو اس ايد) أن الولايات المتحدة دفعت 319 مليون دولار إلى الفلسطينيين عبر وكالتها تضاف إلى ذلك 304 ملايين دولار من المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى برامج الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية.