"نستقوي بأخواتنا المسلمين على الأرض".. كيف رد عم صلاح والشخ طه على البابا تواضروس؟
السبت، 30 ديسمبر 2017 08:00 م
حضر إلى المسجد كعادته كل أسبوع، قبل موعد صلاة الجمعة بساعتين، لفتح المسجد وتهيئته للصلاة والاستعداد لإلقاء الخطبة، حتى دخل عليه أحد الأشخاص مسرعاً، يحذره من وجود شخص في الشارع ممسكا ببندقية في يده ومتجها إلى الكنيسة، وقال له «الحق يا مولانا في واحد رايح عند الكنيسة ومعاه بندقية في أيده»، فما كان من الشيخ طه رفعت، إمام وخطيب مسجد الدسوقي بحلوان، إلا أن ذهب مسرعا إلى مكبرات الصوت في المسجد، وردد بأعلى صوته «اذهبوا إلى الكنيسة..الكنيسة تتعرض لهجوم إرهابى.. احموا أخواتكم الأقباط».
ما أقدم عليه الشيخ طه رفعت، كان واجب وطني يصدر من شخص يريد الحفاظ على مصر من الإرهاب ونشر العنف بين نسيج الشعب الواحد، فالمشهد لا يبدو غريبا على المصريين المعروف عنهم تلاحمهم وتراحمهم، ومحبتهم لبعضهم مسلمين وأقباط، وهو ما جسده شجاعة المصريين خلال أحداث محاولة الإعتداء على كنيسة مارمينا بحلوان، التي تعرضت صباح أمس الجمعة لمحاولة إرهابيبة غادرة، استشهد على آثرها 10 أشخاص، من بينهم أمين شرطة، بعد محاولة مجموعة من الإرهابيين يستقلون دراجة نارية، أطلقوا النار على القوة الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة، قبل إلقاء عبوة ناسفة على الكنيسة، لإحداث أكبر قدر من الإصابات وحالات الوفيات.
نبرة صوت إمام وخطيب مسجد الدسوقي، المحذرة من الهجوم الإرهابي، كانت السبب في انتباه البطل المصري «صلاح الموجي» 51 عاما، لم يخشى من الإرهابي ولم يهاب الموت،ة فأسرع وانقض على الإرهابي في وسط الشارع، وخطف منه الرشاش الذي كان يحمله، وقام بإخراج خزينة السلاح الذي بيد الإرهابي وضربه بها على رأسه.
المواقف البطولية التي حدثت أمس وسط الحدث المؤلم الذي وقع لكنيسة ماريمينا، كانت هي التجسيد الحقيقي لما قاله البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ردا على الذين يتهموم المسيحيين بالإستقواء بالخارج، قائلا:«نحن لا نستقوي إلا بإثنين الله.. وأخواتنا المسلمين على الأرض في الوطن»، والتي قالها في حضور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال زيارته للكاتدرائية المرقسية، لتهنئته البابا تواضروس بعيد الميلاد المجيد.