"صوت الأمة" داخل سوق الفضة.. من يحمي ملوك الـ925؟ (صور)

بعد ارتفاع أسعار الذهب، اتجه المواطنون لشراء "الفضة"،  البائعون بسوق خان الخليلي، أكدوا أن نسبة شراء الفضة ارتفعت بسبب قلة سعرها عن الذهب، ولكنهم يعانون من مشاكل كثيرة، أهمها على الإطلاق اندثار الصناعة اليدوية، وعدم اهتمام  المسئولين بعودتها. 

"صوت الأمة" تجولت داخل سوق الفضة، واستمعت إلى شكاوى واقتراحات أصحاب المحال والورش -الذين يطلق عليهم  ملوك الـ925- ، لإعادة المهنة إلى سابق عهدها .

عمال المسبك يؤكدون: "حياتنا بلا تأمين"

بدأت "صوت الأمة" جولتها في سوق الفضة مع مصطفي السيد وهو عامل "المسبك" أو "الوجاء" مثلما يطلقون عليه وهو عبارة عن فرن به نار كثيفة يتم من خلالها صناعة الفضة وتجميعها في سبيكة واحدة، قال مصطفى إن حياتهم دائما في خطر دون تأمين عليهم، وأشار أنهم فى المهنة منذ سنوات عديدة ويعتبر سوق الفضة من أهم أماكن جذب السائحين ولكن لا أحد يهتم به أو يأتي للعاملين به لمعرفة مطالبهم قائلا:" مفيش ولا مسئول جه زارنا قبل كدة".

أزمة الإمكانيات

تعتبر أزمة توفير إمكانيات محددة في سوق الفضة أهم مشاكل العاملين به، حيث أكد سيد مسعد أحد أصحاب المحلات أن السوق يعاني من عدم وجود ماكينات تسمي "ماكينات السحب" وهي المسئولة عن صناعة الفضة التي تأخذ شكل الدائرة، بالإضافة إلي أن الماكينات التي يعملون بها الآن منذ زمن بعيد من السبعينات والثمانينات، مؤكداً أن الشعبة التجارية لا تفعل لهم أي شيء، رغم تقديمهم كثير من المقترحات والمطالبات الكثيرة ومناشدتهم بأن صوتهم يصل للمسئولين، واختتم حديثه قائلاً:"ياما إتكلمنا ومفيش فايدة .. إحنا بس عايزين الدنيا تمشي".

أزمة الخامات وغلو الأسعار

تعتبر أزمة الخامات وغلو أسعارها أحد المشكلات المهمة، التي تقف في تطوير سوق الفضة بمصر، قال محمود الكيلاني من أشهر أصحاب محلات الفضة أن السلع تم زيادة أسعارها بنسبة 300%، وأن الخامات التي كانت بـ 4 جنيهات أصبحت الآن بـ 12 جنيها، وما كان يتم شراؤه بـ30 جنيها أصبح الآن بـ 100 جنيها، وأكد أنه يوجد بعض الخامات يتم استيرادها من الخارج، ويواجه بائعو وتجار الفضة مشكلة في هذا الأمر حيث أن استلام الخامات الخاصة بهم من الجمارك يتم استلامها بعد 3 أو 4 شهور وهذا يسبب لهم عطل كبير في العمل، بالإضافة إلي أن الجمرك زاد الآن عليهم بنسبة 100%.

مطالبات بعمل برتوكول مع ألمانيا

قال محمد يحي أحد أصحاب محلات الفضة بخان الخليلي،إن الدولة لابد أن توفر ماكينات حديثة لكي يتم منافسة الدول الأخرى، بالإضافة إلي توفير خامات جيدة لتصنيع الفضة والمنافسة من خلالها عالميا، مؤكدا أن ذلك سوف يعمل علي توفير السياحة بشكل أكبر، وأضاف يحي أنه يطالب أيضا بتقليل نسبة الضرائب، والتوعية والحديث المستمر من خلال وسائل الإعلام عن سوق الفضة بالإضافة إلي تفعيل المشاركة بالمشغولات اليدوية المصرية بين مصر والدول الأوربية، وذلك عن طريق تعاون مشترك بين مصر وألمانيا لتوفير الماكينات الحديثة لصناعة مشغولات الفضة، وأشار يحي إلي أنه يطالب أيضا بتبادل الثقافات بين الشغل المصري والأعمال اليدوية المصرية والأوربية، ويتم ترويج للمنتج المصري مؤكدا أن السائحون ينجذبون إلي شراء بعض المشغولات المصرية مثل نفرتيتي وتوت عنخ آمون.

وأضاف يحي أن الشغل اليدوي الخاص بالآيات القرآنية والشمعدان قد اندثرت في الآونة الأخيرة بسبب غلو الخامات الخاصة بها وقلة الربح منها بسبب عدم توفير ماكينات خاصة بها.

تفعيل المدارس الصناعية

اقترح يحي أيضا أن يتم زيادة التعاون بين وزارة التربية والتعليم والمدارس الصناعية، لتخصيص هذه المدارس بحي الجمالية وتجهيزها بالماكينات اللازمة، لتعليم الطلاب الحرف اليدوية والتي تعتبر اندثرت الآن، للعمل على عودتها من جديد والترويج لها في الخارج عن طريق إعداد جيل جديد لها.