لحظات التضحية والدم.. 10 مشاهد من الهجوم على كنيسة حلوان (صور)
الجمعة، 29 ديسمبر 2017 04:09 م
المشهد الأول:
الهدوء يعم في محيط كنيسة مارمينا بحلوان، قوات التأمين ترابط كل في مكانه المحدد سابقا، مصلون يمرون من الشوارع في طريقهم إلى المساجد، المآذن تصدح في يوم الجمعة بصوت النقشبندي "مصر الكنانة ما هانت على أحد، الله يحرسها عطفا ويرعاها، ندعوك يا رب أن تحمي مرابعها، فالشمس عين لها والليل نجواها، والسنبلات تصلي في مزارعها، والعطر تسبيحها والقلب مرعاها".
المشهد الثاني:
في نحو الساعة الـ10.30 صباح الجمعة، ظهر ملثم يستقل دراجة بخارية في طريقه بأقصى سرعة إلى كنيسة مارمينا، من شارع أحمد بدوي المتفرع مباشرة من شارع أطلس، وترجل من الدراجة البخارية ماشيا بوسط الشارع ممسكا بآلي محاولا اختراق الحرم الأمني.
مواطنون يصرخون من النوافذ، وقوات تأمين الكنيسة تتأهب فور اقتراب الملثم من الكشك الأمني وإطلاق ما بين 12 إلى 15 طلقة نارية في محيط الحادث، بعضها في اتجاه مواطنين، وبادلته القوات إطلاق النيران.
محيط الكنيسة ينقلب رأسا على عقب، لا أحد من المواطنين في الجوار يستوعب ما يحدث، نصف ساعة كاملة من تبادل النار، يظهر أمينا شرطة ومجند على الأرض مصابين، على بعد أمتار سقط منفذ الهجوم غارقا في دمائه، بينما أفراد شرطة يهرعون لتفقد الوضع في محيط المكان.
المشهد الخامس:
أذان صلاة الجمعة يرتفع بالجوار، وأفراد من قوات تأمين الكنيسة يسيطرون على الملثم الساقط على الأرض، غارق في دمائه وبحوزته عبوة ناسفة، و150 طلقة، بسرعة تتم السيطرة عليه بعد إصابته.
المشهد السادس:
نحو الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، مواطنون يهرعون إلى محيط الكنيسة، يساعدون آخرين ملقون على الأرض، الدخان يملأ المكان، قوات تأمين أخرى تنضم إلى القوات الموجودة، في دقائق كان كل شبر مؤمن بالكامل، الشوارع أُغلقت تماما بلافتات "ممنوع المرور".
المشهد السابع:
إنذارات سيارات الإسعاف تدوي في المكان، تنقل المصابين إلى المستشفيات، ومواطنون بالجوار يساعدون المصابين على الأرض "أفراد من الأمن الإداري بالكنيسة وأفراد شرطة".
المشهد الثامن:
الداخلية تصدر بيانا رسميا عن تفاصيل الحادث جاء فيه "أنه صباح اليوم الموافق 29 الجاري تصدت الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مار مينا بحلوان لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجى للكنيسة.
قدم رئيس الجمهورية تعازيه لأسر شهداء هذا الهجوم الارهابي الخسيس الذى استهداف أحد الأماكن المقدسة فى الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد، كما قدم خالص الأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل.
وقد وجه كافة الأجهزة المعنية بالدولة لإتخاذ ما يلزم لتقديم الرعاية المطلوبة لأسر الشهداء والمصابين، وكذا وجه سيادته باستمرار تكثيف أعمال التأمين للمنشأت الحيوية بالدولة.
وتؤكد رئاسة الجمهورية في هذا الإطار بأن هذه المحاولات الارهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الارهاب والتطرف. كما تشيد رئاسة الجمهورية بالروح البطولية والتضحيات الغالية التي قدمها رجال الأمن خلال تصديهم للهجوم الإرهابي الآثم ونجاحهم في إحباط محاولات الارهابيين لتفجير الكنيسة، والتي تعكس مرة الأخري التضحيات الكبيرة التي يبذلها أبناء الوطن في سبيل الحفاظ على أمن مصر واستقرارها في مواجهة يد الارهاب الغاشمة.
بيان الكنيسة:
نعت الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر وعلي رأسها البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، شهداء الواجب من رجال الشرطة وشهداء الإيمان والذين رحلوا في الحادث الأليم، اليوم، بعد محاولة تفجير كنيسة مارمينا بحلوان .
بيان الأزهر:
أدان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف ظهر اليوم الجمعة كنيسة مارمينا في حلوان، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، من رجال الشرطة والإخوة الأقباط.
ويشدد الإمام الأكبر على أن تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التي تستهدف الإخوة الأقباط في أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف، وأنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر ما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك، لذا فإن الرد الموجع عليها يكون بإفشال أهدافها، والتمسك أكثر بروح الحب والمودة التي تجمع المسلمين والمسيحيين.
ودعا الإمام الأكبر أبناء الشعب المصري كافة إلى التصدي لهذا المخطط الخبيث، وجعل هذه الأيام الطيبة، فرصة للتأكيد على ذلك، من خلال مشاركة المسلمين لإخوتهم الأقباط في الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام.
وتقدم الإمام الأكبر بخالص العزاء لأسر الشهداء، داعيا الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بعاجل الشفاء.