"الاهتمام بالآثار على رأس أولوياتنا".. تصريحات أتلفها الهوى لمحافظ القاهرة

"القاهرة متحف آثرى مفتوح، والاهتمام بآثار وتراث العاصمة على رأس أولوياتنا"، بتلك الجملة بدأ المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة الحالى، حديثه عن عظمة الآثار الإسلامية والقبطية الموجودة بالعاصمة، بعد 3 أيام فقط من توليه المنصب منذ أكثر من عام تقريبا، خلال أول لقاء له مع الصحفيين، وأكد حينها على أنه جاء لإعادة الوجه السياحى للعاصمة.

 

 

وعد أطلقه محافظ القاهرة الحالى، تجاه كم الآثار الكبير الموجود بقلب العاصمة، وبالتحديد القاهرة الفاطمية، باعتبارها أكثر المناطق التى تضم كم هائل من المساجد والقصور والأسبلة الآثرية التى يعود تاريخ انشاءها إلى أكثر من 600 عام، فبعضها يعود للعصر المملوكى والبعض الأخر يعود للعصر الفاطمى.

 

 

فالمنطقة الواقعة خارج أسوار القاهرة القديمة، والتى تضم الكم الأكبر من الآثار المهملة، لم تعرف مذاق الاهتمام ولو مرة منذ تولى المحافظ الحالى المنصب، فالمنطقة الواقعة خارج سور القاهرة الجنوبى، تمتد لأكثر من كيلو متر مربع، تبدأ من الخيامية وتنتهى بمنطقة منشأة ناصر، فتلك المناطق كانت قبل ثورة يناير، أحد أكثر أماكن تجمع السياح فى مصر، بهدف شراء الخيام والتماثيل وغيرهم.

 

 

 لعل أهم أسباب تدهور حالة الآثار بأحياء مصر القديمة ووسط القاهرة والخليفة والسيدة زينب والمطرية وغيرهم، هو الغياب الكامل لدور محافظة القاهرة ووزارة الآثار، فالاهتمام بهذه الأماكن الفريدة يتطلب جهود الطرفين من أجل إحيائها من جديد، فيبدأ العمل من خلال إخطار أحد هذه الأحياء لمنطقة الآثار التابع لها بالمشكلة التى يعانى منها الآثر، وعلى المنطقة أن تدفع فريق للبدء فى عملية الترميم، بعد إخطار قيادات الوزارة، ولكن تلك العملية لم تحدث قط.

 

 

حى وسط القاهرة، أحد أكثر أحياء محافظة القاهرة ضما للآثار الإسلامية، عندما تحدثنا مع رئيس الحى، المهندس ناصر رمضان، عن أسباب تدهور حالة منطقة الخيامية، وتحولها لمكان خطر يهدد حياة المارة وأصحاب المحلات، فضلا عن تحوله إلى مكان آثرى مشوه، فكان رده أنه أخطر منطقة الآثار بعد استشعار خطورة الأمر على المارة، ولكن منطقة الآثار لم تستجب للشكوى.

 

 

وفى حى الخليفة، وخلال تولى المهندس عاطف عبد الحميد منصب المحافظ، تبدل على رئاسة هذا الحى 3 رؤساء أحياء، لم يتواصل أحدهم مع منطقة الآثار التابع لها الحى، لإنقاذ ما تبقي من المناطق والمنازل والمدارس والأسبلة الآثرية الواقعة بمنطقة شارع الأشراف والإمام الشافعى والخليفة، وتحول كل منهم إلى مكان لإلقاء قمامة أهالى الحى.