"أحبك يارب يا قوتي".. البابا ينهي عظته في 2017 بـ "مراجعة النفس"

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 08:41 م
"أحبك يارب يا قوتي".. البابا ينهي عظته في 2017 بـ "مراجعة النفس"
البابا تواضروس
كتب- محمد محسوب

تعد مراجعة النفس قبل بداية كل عام جديد، وتذكر ما فعله الإنسان خلال العام المنقضي شئ هام للغاية من أجل أن يحدد الشخص ما تمكن من تحقيقه، وما سيسعي من تحقيقه خلال العام الجديد.

البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، خصص عظته الأسبوعية، من كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس الأنبا بيشوى بالأنبا رويس بالعباسية، اليوم والتي تعد الأخيرة خلال عام 2017 لمرجعة النفس، حيث قال إن محبة الله تبدأ دائما بالشكر على كل ما صنعه معنا في العام الماضي، سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي.

وأضاف البابا تواضروس الثاني، أن المواهب الروحية لن تكون بلا زيادة إلا إذا كانت مصطحبة بالشكر، وشكر الله يجب أن يكون على كل شئ الأمور الصغيرة والكبيرة، نشكره على الفخاخ التي ينجينا منها الله حتى دون أن نعرف ذلك، فالإنسان إذا جلس لكي يحصى ما يجب أن نشكره الله عليه لن يستطيع من كثرة عطايا الله لبنى البشر.

وقال الباب في عظته، المزمرر 18 من مزامير داود النبي "أحبك يارب يا قوتى"، مفسرًر معنى الآيات التي جاءت به، وقال جملة "أحبك يارب يا قوتي" هناك 5 أشياء تؤكدها ويجب أن يتمسك بها الإنسان مع قدوم العام الجديد، فالمعنى الأول لكلمة "أحبك يارب" هى أننا نشكرك على كل حال على الستر والإعانة والحفظ وقبولنا إليه والإشفاق علينا، ومعونته لنا في كل شئ.

وأشار البابا تواضروس، إلى أن مزمور "أرحمنى يا الله كعظيم رحمتك" من الممكن أن يقيس به الإنسان توبته، وأن الإنسان الروحي يكون منتبه دائما لحياته الروحية، وأنه بعد تقديم "الشكر" و"التوبة" تبدأ مرحلة العمل الروحي من خلال الانتباه للصلاة والصوم وعمل الخير بشكل عام، وأن الانتباه للحياة الروحية يجب أن تتزامن مع تقديم الواجبات الاجتماعية والحفاظ على أسرته ورعايتها والاهتمام كذلك بعمله وأن يؤديه بكل إخلاص وأمانة إلى جانب خدمة الجميع بكل محبة وعطاء.

وأكد، أنه على الإنسان أن يعد الله بأنه سيتغير للأفضل وأن يقترب أكثر نحو الله من خلال الممارسات الروحية، وأن يضع أمامه طموحات روحية مقبولة يسعى للوصول إليها، مثل دراسة موضوع معين أو تعلم ألحان كنسية أو التخطيط لخدمة مجموعة من الناس.

 وتابع قائلا: العمل الأسمى الذي من الممكن أن يقوم به الإنسان هو الصلاة ، فهى بمثابة خيط رفيع يربط الإنسان بالسماء، تلك الصلاة القلبية العميقة التي تطلب يد الله القوية للتدخل في كافة أمور الحياة، فطلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها.

وطالب البابا تواضروس، الحاضرين بأن يكون الإنسان هادئ الطباع وقليل الكلام، وأن تكون الأسرة مداومة على الصلاة حتى تتغير الطباع السلبية إلى أخرى ايجابية، من أجل أن يتحلى المجتمع كله بالسلام والمحبة، مشددا على ضرورة أن تكون محبة الله ليس بالقول فقط وإنما مطبقة بشكل عملي من خلال المجتمع والناس وتقديم الخير للجميع بدون تمييز، لا يقف أمامها لون أو جنس أو دين أو عقيدة أو اى شئ، وأن يتسع قلب الإنسان للجميع، وأن وصية الكتاب المقدس تؤكد أن "من يستطيع أن يفعل خيرا ولا يفعل فتلك خطية له"، وأن يسلك الإنسان للدعوة التي دعى إليها بكل نقاوة وطهارة قلب.  

من جانبه قال بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الإنسان عليه أن يتوب عن كل الخطايا التي يقع فيها سواء الخفية أو الظاهرة، ومع بداية العام الجديد جيد جدا أن يقدم الإنسان توبة عن كل أمر خطأ يسقط فيه، فالله يحب الإنسان رغم كل شئ، وعلى الإنسان مع بداية العام الجديد أن ينقى قلبه، فأعمال القلب وأفكاره لا يعرفها إلا الله، وعلى الإنسان أن يصحح أخطائه أمام الله، لأنه بدون نقاوة القلب لا يستطيع أحد أن يعاين الله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة