السودان تلعب بالنار مع تركيا..بدء تشكيل حلف جديد بالقرن الأفريقي لدعم الإرهابية
الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 08:00 م
المتغيرات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، تستلزم تغير جذري في قوانين اللعبة من جديد، وهو ما جعل أصحاب المؤامرات يخطون بخطى متسارعة وتخبط من أجل اللحاق بأي قدر من الفوز، فالأمر الأن بدأ حقا وكأنه «أحجار على رقعة شطرنج»، يسعى فيها الفريق المهزوم إلى حماية «الطابية» قبل أن أوشك الشوط الأخيرعلى الإنتهاء، وهو ما يحاول أصحاب مؤامرة التفتين والتقسيم تنفيذه في المرحلة الراهنة، وما تجد خلال جولة الرئيس التركي رجب أروغان، في المنطقة والتي بدأ أمس بزيارته للسودان، التي أبرم خلالها اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين أنقرة والخرطوم.
المثير في الأمر أن جزيرة سواكن التي تبعد عن العاصمة الخرطوم 642 كيلومترا مركزا بحريا مهما بالبحر الأحمر تضم الميناء الأقدم في السودان، وله خلفية تاريخية، حيث كان تحت سيطرة الدولة العثمانية، ومقرًا للحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
اهتمام تركيا بأمن البحر الأحمر يأتى فى إطار بحثها عن نفوذ إقليمى ودولى وتوجيه رسالة سياسية لمصر ودول الخليج بأنها موجودة فى هذه المنطقة ، وهو ما كشفت عنه محاولاتها الحثيثة التواجد في منطقة القرن الافريقي لمحاصرة مصر باي شكل، وهو ما تأكد بحصولها علي القاعدة العسكرية في العاصمة الصومالية مقديشو وافتتاحها لتوطيد العلاقات التركية الصومالية وتأسيس وجود لها في شرق أفريقيا، كما حاولت الحصول علي قاعدة في جيبيوتي لإكمال حصار مصر بمنطقة البحر الاحمر إلا انها فشلت في ذلك .
تحركات اردوغان الاخيرة لحصار مصر تعكس قلقه من تحرك الرئيس عبد الفتاح السيسي في البحر المتزسط ببناء خط أنابيب مع اليونان وقبرص ، وتقليل الأهمية عن الموانئ التركية كـ"مصب للغاز" على البحر الأبيض المتوسط.
الغريب أن حرص تركيا علي بناء علاقات قوية مع السودان في هذا التوقيت، جاء في ظل تقارب مشبوه بين قطر والسودان يكشف الحلف الجديد الذي بدأ يتكون داخل منطقة القرن الافريقي، وهو الحلف الاشرس بين تحالفات تلك المنطقة المهمة من القارة الافريقية، لأنه الحلف الذي يدعم الارهابيين بكل قوة، وهو ما يكشف مدي خطر هذا التحالف الإرهابي الجديد والذي يتكون من قطر وتركيا والسودان والذي دخل القارة الافريقية عبر علاقات متشعبة للدول االثلاثة .
وهو ما أجاب عنه الدكتور خالد رفعت المحلل الاستراتيجي، ومدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، وقال « لم يكتف أردوغان بتصريحه السابق بأن نصف إرهابي داعش الذين فروا من الرقة في سوريا، ذهبوا إلى سيناء، بل تمادى في تحدي واستفزاز مصر بصورة لم تعد مقبولة على الإطلاق ، مشيرا إلى أنه أثناء زيارة أردوغان إلى السودان أمس، صرح علانية أنه دائما يتذكر رابعة والليلة الظلماء، ولم ينسى عمل شارة رابعة الشهيرة، في إعلان صريح منه أنه مستمرا في العداء والتحريض ضد مصر مهما يكن الثمن.
وأوضح خالد رفعت، أنه خلال زيارة أروغان، تم توقيع 21 اتفاقية مشتركة مع السودان بالمليارات، مشيرا أن أخطرها هو اتفاقية التعاون الاستراتيجى المشترك وإنشاء قاعدة عسكرية تركية في جزيرة سواكن السودانية، التي تبعد مرمى حجر من حدود مصر الجنوبية، وهو ما يوضح الإصرار على المضي في طريق العداء ضد مصر.
كما أوضح مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن اجتماع رؤساء أركان الجيوش التركية والسودانية والقطرية، معا لأول مرة في الخرطوم والتقاط الصور التذكارية علنا، يؤكد صحة المؤامرة التي تحاك ضد مصر، وبعد أن كانت تدار في الخفاء ومن خلف ستار بدأ إعلانها رسميا وعلى الملأ، ولفت إلى أن رئيس الأركان القطري لم يرافق تميم في زيارته لإثيوبيا، وذهب للخرطوم للاجتماع بنظيريه السوداني والتركي، كان أمرا غريبا، وتحديدا بعد إعلانهم بعد الاجتماع تعهدهم بحماية أمن البحر الأحمر .
وقال: «افتتاح تركيا لأكبر قاعدة عسكرية في الصومال لتتمكن من التحكم في مدخل البحر الأحمر، ولذلك لم يأت تعهدها بالحفاظ على أمن البحر الأحمر من فراغ »، مشيرا أن الانتشار الغير مسبوق للجيش التركي فى 5 دول عربية، المتمثلة في تمركز قوات تركية في شمال العراق حتى منطقة الزاب، وفي شمال سورية حتى حدود ادلب، وقاعدة عسكرية تركية في قطر، وقاعدة عسكرية آخرى في الصومال، والأن الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية تركية فى سواكن بالسودان، يؤكد تشابه هذه الحالة مع التغلغل الإيراني في الوطن العربي بقوات وطنية لكنها موالية لها، ومنها حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، وقوات إيرانية صريحة من فيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، لافتا إلى أنه لا توجد قوات تركية على الأرض في ليبيا حتى الأن، ولكن هناك تواجد دائم من سلاح الجو التركي في قاعدة بني وليد بغرب ليبيا، ومن المتوقع عمل قاعدة عسكرية هناك في حال تمكن حكومة السراج من الحكم.
وأوضح مدير مركز طيبة، أن توقيع تركيا لمعاهدة دفاع مشترك مع إثيوبيا في إبريل 2015 وتم التصديق عليها من كلا البرلمانين، وتابع قائلا: «بعد زيارة الخرطوم، اتجه أردوغان لزيارة تونس، ثم منها إلى تشاد، في زيارة لها معان كثيرة بالنسبة للقاهرة، ويصطحب معه 200 من رجال الأعمال الأتراك الذين يوقعون عقود بالمليارات لشراء ولاء الأفارقة .
ومن جانبه، أوضح المستشار أحمد صفي الدين، مستشار منظمة شباب مصر أن المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، من أصعب المراحل التي قد تمر بها، مشددا على اللعبة الأن دخلت في مرحلة المواجهات المباشرة، وقد تؤدي إلى حرب طاحنة انتهى فيها دور الإنابة وإستخدام الأطراف بديلة وبدأ الدور المباشر دون الوساطة.
وقال:"الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه منصبه بالدولة كرئيس للجمهورية، وهو على علم بالمؤامرة ويعلم جيدا الأطراف المشاركة فيها، التي تتبنى تنفيذها قطر وتركيا والسودان، وهذا ما دفع الرئيس لزيادة قدرة الجيش التسليحية، وتنويع مصادره وتحديث أنواعه، لتجنيب مصر الوقوع فريسة تحت سطوة الدول الراعية والمنفذة لمخطط تقسيم مصر والشرق الأوسط.