في أزمة منع التونسيات من السفر على الخطوط الإماراتية.. أبوظبي تؤكد حقها لحماية أمنها.. وتونس تنتظر اعتذارا رسميا
الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 11:20 م
تونس والإمارات بلدان وعضوان شقيقان فى الجسد العربي، الذي مهما هبت عليه الرياح والعواصف، وحاول مثيرو الفتن والوقيعة أن ينالا من استقرارهما، فإن مساعيهم محكوم عليها بالفشل، وسوف تتحطم محاولاتهم الدنيئة على صخور الروابط والأواصر والوشائج العربية، التى لن يفصمها محاولات البشر، مادامت النوايا صادقة بين الشقيقين العربيين، ولن يتأخر رأب الخلاف في وجهات النظر الذى حدث الجمعة الماضية بين تونس والإمارات، عندما منعت الأخيرة صعود تونسيات على طائراتها المتجة إلى أبو ظبى، بحجة التعليمات الأمنية، وقد ردت تونس على ذلك بمنع دخول الطيران الإماراتي إلى أراضيها.
وفي تونس، قالت المحامية دليلة مبارك مصدق، إن 3 تونسيات (طبيبتان وطالبة)، من اللاتي شملهن قرار المنع من السفر على الخطوط الإمارتية يوم الجمعة الماضية، توجهن إليها بطلب توكيلها لرفع قضية ضد شركة الطيران الإماراتية.
وأضافت المحامية، اليوم الثلاثاء، أنها بصدد تشكيل هيئة دفاع من مجموعة من المحامين المتطوعين، للبدء فى تفعيل توكيل المعنيات بقرار المنع من السفر، بعد إعداد ملفات القضايا، مشيرة إلى أن هذه الملفات سيتم إيداعها لدى القضاء التونسي مع بداية شهر يناير المقبل، وذلك للمطالبة بالتعويضات عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق المعنيات بهذا القرار.
وبينت دليلة مبارك أن التوجه إلى القضاء سيتزامن مع توجيه شكاوى تظلم لدى منظمات حقوق الإنسان الدولية والأممية، والمنظمات المختصة في الطيران المدني، وذلك بهدف دفعها نحو الإقرار بإثبات صيغة التمييز والعنصرية على أساس الجنس والجنسية والذي يعكسه القرار الإماراتي الجائر.
يذكر أنه كان من المنتظر تنفيذ وقفة احتجاجية غدا الأربعاء، للتنديد بهذا القرار الإماراتي، قبل أن يتم تأجيلها إلى يوم الجمعة المقبل، في انتظار تقديم دولة الإمارات لاعتذار رسمي ومكتوب، وفق ما صرحت به الطبيبة بثينة الشيحي الزين، إحدى المتقدمات بقضية ضد شركة الطيران الإماراتية.
من ناحيته، اعتبر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في تصريح صحفى اليوم الثلاثاء، أن القرار الذي اتخذته تونس بعد منع تونسيات من السفر على الخطوط الاماراتية هو "موقف إيجابي ومشرف لتونس" مبررا أن "حرائر تونس" هن اليوم نموذج يحتذى به في العالم .
14f73779-01aa-4681-9154-ec7bb11261b8
وقال الطبوبي في نفس السياق "نحن نريد أن نبني قرارنا على استقلالية قرارنا الوطني ،مهما كانت الظروف التي نمر بها ،وأن اعتزازنا بأنفسنا وببلادنا هو أكبر من كل شيىء"
وكانت منعت شركة الطيران الإمارتية، الجمعة الماضى بمطار تونس قرطاج الدولي، عددا كبيرا من التونسيات من السفر على متن طائرتها الموجهة إلى دبي دون الافصاح عن سبب ذلك.
ونشرت الناشطة الحقوقيّة مهى الجويني، صباح السبت الماضى فيديو على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أكّدت من خلاله أنّه تمّ منعها من السفر في مطار رفيق الحريري ببيروت على متن رحلة تابعة لخطوط الاتحاد الإماراتيّة كانت متّجهة إلى الصين عبر أبو ظبي.
ومن جهته أكد المواطن التونسي هيثم المصمودي السبت الماضى أنه تم منعه أيضا من مغادرة مطار أبو ظبي الدولي برفقة زوجته دون تبرير واضح من السلطات المسؤولة.
كما أصدرت جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية بيانا مشتركا، دعت فيه الحكومة التونسية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه منع التونسيات من السفر عبر شركة الخطوط الإماراتية للطيران.
يذكر أن وزير الخارجية الإماراتي محمد أنور قرقاش، قال تعليقا على منع بلاده التونسيات من السفر عبر خطوطها الجوية أو مطاراتها منها وإليها ، أن الإمارات تواصلت مع السلطات التونسية حول معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية.
وقالت وزارة النقل في بيان لها الأحد الماضى، إنها ''قررت تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية إلى تونس لحين تمكن الشركة من إيجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية'' وذلك في إطار الرد على منع شركات الطيران الإماراتية التونسيات من السفر على متن طائراتها.
وكان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي قد استقبل أمس الإثنين بقصر قرطاج، وزير الشؤون الخارجية خميّس الجهيناوي.
وتناول اللقاء آخر مستجدّات التحرّكات الدبلوماسية التونسية إثر الاجراء الإماراتي المتعلّق بمنع التونسيّات من السفر إلى وعبر الامارات، حيث شدّد رئيس الجمهورية على ضرورة صون كرامة كلّ المواطنين التونسيين داخل وخارج أرض الوطن، مؤكدا حرصه على عدم المسّ بحقوق المرأة التونسيّة مهما كانت الدواعي والمبرّرات وفق ما ذكره خميّس الجهيناوي.
كما أوصى رئيس الجمهورية بالعمل على تجاوز هذه الإشكاليات في أقرب وقت حفاظا على علاقات الإخوة والتعاون القائمة بين الشعبين التونسي والإماراتي، مؤكدا على أن قرار تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية إلى تونس سيظلّ قائما إلى حين مراجعة إجراءات سفر التونسيّات طبقا للقوانين والمعاهدات الدوليّة الجاري العمل بها.
وقالت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش أمس الإثنين إنه بخصوص قرار الدولة التونسية تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية إلى تونس، فإنه تمت الإحاطة بهذه المشكلة منذ البداية وحدث الاتصال بالسفير الإمارتي الذي لم يكن على علم، واصفة القرار التونسي بـ''الجدي وليس بالهين''.
وجاء القرار التونسي بتنسيق من رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة ووزارة النقل وقرر منع الطائرات الإماراتية من الهبوط في المطارات التونسية وفق ما ذكرته سعيدة قراش على موجات إذاعة شمس أف أم.
كما تطرقت إلى أن وزير الدولة للديبلوماسية الاقتصادية في الإمارات قدّم معطيات لرئيس الجمهورية ليأخذ بدوره قرار المنع "دفاعا عن التونسيين وكرامة مواطنيها" على حد تعبيرها .
وأرجعت قراش سبب قرار الإمارات بمنع التونسيات من السفر على متن خطوطها الجوية إلى وصول معلومة استخباراتية للسلطات الإماراتية تتعلق بعمليات إرهابية مما جعلها تتحرك بسرعة مضيفة "ونحن أيضا تحركنا بسرعة".
وفي نفس السياق أكدت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية أن الإماراتيين متأكدين من معلوماتهم ،لافتة إلى أن المسألة غير ممكن التحكم فيها والخطوط الجوية الإماراتية هي المستهدفة من نساء حاملات جواز سفر تونسي.
كما أكدت المتحدثة بأن تونس لا يمكنها قبول ما حدث مع التونسيين في المطارات مشيرة إلى أن الأزمه لم تدر بروح عدائية ،وهي ليست أزمة ديبلوماسية وفق تعبيرها.
وفي ختام حديثها قالت قراش " أرجو من التوانسة أن يكون عندهم ثقه في دولتهم ونحن لسنا من هذا النوع الذى يأخذ قرارات متسرعة بطرد السفير".
وكان وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، أعلن أمس الإثنين أنه تلقى اعتذارات من مسئولين إماراتيين حول القرار بحظر سفر التونسيات، لكن بلاده تريد اعتذارا رسميا من دولة الإمارات، وفق ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقال الجهيناوي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي التونسي إنه تلقى اتصالات من المسؤولين الإماراتيين حيث قدموا اعتذاراتهم، مضيفا تونس تريد تقديم اعتذار علني من الإمارات.
وأعلنت قنصلية الجمهورية التونسية بدبي والإمارات الشمالية عبر صفحتها الرسمية بموقع ''فيس بوك'' أنه تمّ أمس الإثنين تشكيل خلية متابعة تعمل على مدار الساعة بمقر القنصلية لمتابعة بعض الأوضاع التي تخص مسافرين تونسيين عبر مطار دبي وللإجابة عن استفسارات أبناء الجالية التونسية في هذا الشأن.