"ما تخافش يابا".. ملك أصغر طفلة تقود "توك توك" بكرداسة

خصلات شعر "كستنائي"، طغت عليه لمعة الشمس، تتطاير من أسفل "طاقية ترنج فوشية"، نقشت عليه "قطط صغيرة بيضاء"، وجسد هزيل لم تنمو ملامحه بعد، المشهد للوهلة الأولى "طفلة صغيرة" لم تبلغ سن المحيض بعد، غير أن أناملها تبلغ من العمر مبلغ الرجال تتحدى مخالب الصخر.

9 أعوام هي عمر ملك محمد، الطالبة بالصف الرابع الابتدائي، ذات أنامل صغيرة، تحكم قبضتها على "مقابض حديدية" تحرك "التوك توك"، الذي يملكه والدها في منطقة كرداسة، تحكي: "الحمد لله كويسة  بشتغل علشان أصرف على أخواتي الـ 7".

ابتسامة طفلة شقت غبار وجهها الذي ملأته الأتربة، خلف زجاج "توك توك"، على خط "كردسة – صفط اللبن"، تضيف: "تعلمت السواقة بعد ما أبويا عمل حادثة من سنتين، وكان لازم أصرف على البيت، لأن إخواتي في الصغير والكبير".

"صغيرة ومفيش فيا طمع".. بتلك الكلمات أوضحت ذات الرداء "الفوشيه" سبب اختيارها من بين إخوتها: "أمي قالتلي انتي صغيرة واخواتك كبار الناس هيعاكسوهم"، تضيف: "لما برجع البيت إخواتي بيكونوا فرحانين بيا، وبيشجعوني وكمان بيساعدوني في المذاكرة".

تتحدث الصغيرة عن طبيعة عملها، قائلة: "مش بقف في موقف التوك توك، علشان محدش يضايقني، وبدور على الزباين في الشارع"، بابتسامة لا نتفك عن الصغيرة: "لما بجوع بروح البيت أتغدى وأرجع أشتغل لأذان العشاء".

لا تجد الصغيرة أي مضايقات في الشارع، فدعوات المارة تخترق مسامع "ابنة أبيها"، وصيحات أخرى تقول: "انتي بـ 100  راجل".

انقطعت ابتسامة الصغيرة، متذكرة دموع أبيها: "أبويا لما بيشوفني بيعط ويقولي معلشي يا بنتي، لكن دايما بقوله متخافش وراك رجالة"،