2018 عام توحش "القاعدة".. روح بن لادن الشريرة تحوم في الشرق الأوسط
الإثنين، 25 ديسمبر 2017 04:00 م
رغم الضربات الأمنية المشددة التي تعرضت لها التنظيمات الإرهابية في دول الشرق الأوسط في عام 2017، إلا أنها تمخضت عن تنظيمات أخرى أكثر شراسة في دول شرق ووسط آسيا، وهو ما نبه له مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية.
حدد المرصد في بيان له أسماء مجموعات مسلحة، هي: "الرايات البيض" و"خراسان" و"السفياني" و"المتطوعون"، وأنها بدأت في تكثيف حضورها الإعلامي بإصدار بيانات وتسجيلات على الإنترنت، ما يعني أن هناك محاولات لتصدر الساحة الإرهابية بدلًا من التنظيم الأكثر شراسة داعش.
المرصد قال إن محاولات تلك الجماعات للظهور هي مؤشر على انشطار تنظيم داعش لكيانات تحمل نفس الفكر بمسميات أخرى، خاصة وأنها احتوت الفارين من بؤر التنظيم في العراق وسوريا، والبالغ عددهم أكثر من 40 ألف مقاتل، وفق تقديرات أجنبية.
عناصر داعش
الانشطار الداعشي يأتي في ظل حالة من التوحش الإرهابي يعيشها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري، والذي انتهز هزائم داعش المتكررة في الظهور، في محاولة لتصدر المشهد المتطرف بمركزه سوريا والعراق مرة أخرى.
التحركات القاعدية في الوقت الحاضر هي الأنشط منذ سنوات تبلغ ذروتها في 2018، وهو ما أشار له مرصد الفتاوى بالقاهرة، في أن العام الجديد سيشهد عودة تدريجية لتنظيم القاعدة الإرهابي، فالتنظيم الأم عاش حالة من "البيات" في محاولة للملمة أوراقه وترتيب حساباته مرة أخرى، بعدما تراجع بشكل كبير في العام 2013، بعد انفصال فرع التنظيم في العراق "تنظيم الدولة– فيما بعد"، وتراجع أكثر بعد الضربة القاصمة التي أحدثت شرخًا كبيرًا بانشقاق فتح الشام بقيادة أبي محمد الجولاني عن التنظيم الأم –جبهة النصرة.
التحرك القاعدي تأكد في عدة قرارات اتخذتها أفرع التنظيم، في أفريقيا أعلنت 4 كيانات إرهابية هي: "إمارة منطقة الصحراء الكبرى" و"تنظيم المرابطون" و"جماعة أنصار الدين" و"جبهة تحرير ماسينا"-، اندماجها في تنظيم واحد "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، بإمارة إياد أغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين، في 2 مارس 2017.
سبق الاندماج القاعدي في أفريقيا، اندماجًا من قبل الميليشيات السورية ذات الأيدلوجية القاعدية هي "جبهة فتح الشام، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة"، في 8 يناير من العام الجاري، تحت لواء "هيئة تحرير الشام" والتي اعتبرها الباحثون أحدث نسخ تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط.
تلك المحاولات لإثبات الوجود في أفرع جديدة تضمنت مناورات سياسية للهروب من الضربات الأمريكية، وهو ما تمثل في تغير جبهة النصرة لباسها إلى جبهة فتح الشام، في 2016.
تزامن ذلك مع محاولات أيمن الظواهري على مدار العام للظهور مرة أخرى، وتصوير توسع القاعدة وحياتها وإمكانية استعادتها لقيادة الجهاد العالمي بعد تراجع واندحار داعش وانشقاقاته على نفسه، وخسرانه دولته التي تميز بها عن القاعدة، كذلك تأسيس كيانات جديدة بعد شهرين من إعلان داعش لدولته، ففي 3 سبتمبر سنة 2014 أعلن الظواهري عن فرع "القاعدة في الهند"، وبجواره عاصم عمر زعيمها الذي قتل فيما بعد، وهي لا تتجاوز الـ600 عنصر تتوزع على بلدان شبه القارة من بقايا جيش لشكر طيبة ومجاهدي كشمير وغيرهم.
الباحث مصطفى زهران قال في تصريحات سابقة لصوت الأمة، أنه لا يمكن لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أن يترك المشهد لحماسة الحالة الجهادية الشابة في ثوبها الجديد والتى لم تنصت لخبرة حكماء التكفيريين بعدما أوغلوا في النقد والتجريح لحد التكفير والردة وفق أدبيات تلك الجماعات، موضحًا أن ما أسماه بالثعلب العجوز ظل بعد مقتل رفيق دربه أسامة بن لادن يشغل مساحة المراقب والمتابع وهو يجمع الأوراق مجددًا ويعيد الحسابات بشكل مغاير، تؤازره وتدعمه الجيوب القاعدية المتناثرة أملًا في إعادة التموضع مجددًا، مضيفًا أن التراجع الجغرافي للخصم التقليدي للقاعدة "داعش" ساهم في ذلك أيضًا، ما يعني أن المنطقة تتجه ناحية توحش جديد لهذا التنظيم.
ولفت المرصد إلى أن انشطار داعش وعودة القاعدة يُتوقع أن يصحبه صراع شرس بين التنظيمين الإرهابيين، خصوصًا في أفغانستان، بعد أن وصلت عناصر من "داعش" إلى ولاية جوزان فى أفغانستان، حيث أقاموا معسكرًا للتدريب بموافقة تنظيم "طالبان" الإرهابى ودعمه، وذلك بسبب عناصر تنظيم القاعدة التي يحتفظ بها في أفغانستان واليمن والصومال واليمن وغرب إفريقيا.
من المحتمل أن تلتحق بعض عناصر داعش الإرهابية الفارَّة من العراق وسوريا بالقاعدة، بحسب المرصد، وقد تصطدم به بعض العناصر الأخرى فى مزيج من التحالف والمواجهة، وتوقع متخصصون أن هناك احتمالات للمشهد القاعدي، أولها تشكيل تنظيم إقليمي قاعدي، أو تكوين تنظيم "قُطري" يضم عناصر السلفية الجهادية، ومجلس شورى درنة، وجماعة المرابطين في الجنوب الليبي، وأعضاء سابقين في داعش بمصر.
واختتم المرصد تحليله بأن عودة القاعدة وتشظى داعش من المحتمل جدًّا أن يرافقه عدة عمليات إرهابية ضخمة تُحدِث دويًّا إعلاميًّا تستهدفه التنظيمات الإرهابية على تنوعها، مما يستوجب ضرورة تكثيف التعاون بين كل الدول المشاركة فى مكافحة الإرهاب.
وهو بالفعل ما بدأت فيه أفرع القاعدة في تنفيذ عمليات أكثر شراسة أخرها هجمات جماعة أنصار الإسلام والمسلمين في مالي، وأجناد الإسلام في حادث الواحات بمصر، وغيرها من العمليات التي يشهدها العالم.