كلاسيكو الأرض.. 3 أسلحة لبرشلونة لتخطى عقبة ريال مدريد
السبت، 23 ديسمبر 2017 11:55 ص
تتجه أنظار وعشاق العالم صوب ملعب سانتياجو برنابيو، لمتابعة لقاء الذي يجمع بين عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة اليوم السبت، في تمام الثانية ظهرا، ضمن منافسات الجولة الـ19 من عمر مسابقة الدوري الإسباني "الليجا".
علي خلاف لويس إنريكي يبدو أرنستو فالفيردي، المدرب الذي تولي قيادة البلوجرانا أكثر اتزانا تكتيكيًا، وأقوي دفاعيًا، عما كان عليه سابقه .
يعتمد فالفيردي في المقام الأول علي الزيادة العددية في وسط الملعب، ويسعي لحرمان الخصوم من الوصول إلى مرماه أكثر من سعيه إلى التسجيل في مرمي الخصوم، وهو ما جعل البلوجرانا وحيدًا دون هزيمة حتى الآن .
سيبدأ فالفيردي مباراة اليوم، دون استعجال الفوز وتقسيم المباراة علي جزئيات، تكون فيها البداية أكثر حرصًا لتجنب استقبال هدف .
اللعب بخطي دفاع، والاعتماد علي منظومة دفاعية مكونة من 8 لاعبين هي سلاح فالفيردي الدائم والذي لن يتخلى عنه بالطبع أمام مدريد .
تشكيل برشلونة أمام ريال مدريد سيتكون من رباعي دفاعي دون مفاجآت، من اليسار إلى اليمين جوردي ألبا، خافيير ماسيكرانو، جيرارد بيكيه، وسيميدو .
خط الدفاع الثاني للبارسا سيكون عند رباعي الوسط بوسكيتس وباولينيو في قلب الملعب وإن كان الأخير يتقدم أمام الأول، علي اليسار إنيستا، ويبقي علي الخلاف الوحيد لاعب الوسط الأيمن والذي يكشف كيف يفكر فالفيردي في المباراة ؟.
الطبيعي أن راكيتيش هو لاعب الوسط الأيمن، لكن في مباراة ذات حسابات خاصة وفي إطار الحرص الدفاعي، ربما يكون أندري جوميز أو سيرجيو روبيرتو الأنسب لهذه المواجهة لمجهوداتهم الدفاعية الكبيرة .
يعيب "راكيتيتش" قلة مجهوداته الدفاعية وتخليه عن أدواره أمام الظهير الأيمن سيميدو، لذلك كانت ثغرة كبيرة الفترة الماضية .
وجود ربيرتو صاحب المعدلات البدنية الأكبر قد يعطي لوسط البارسا أكثر قوة ويمنحه دفاعات الصلابة المطلوبة، لأن اللاعب الشاب يمتلك معدلات جري عالية ويقوم بعملية الضغط علي الخصوم بقوة ويستطيع افتكاك الكرات بشكل أقوي كثيرًا من راكيتيش .
قبل عامين جلس ميسي بديلًا في الكلاسيكو الشهير، والذي انتهي برباعية نظيفة، وكان ربيرتو كلمة السر في الانتصار .
ريال مدريد هذا الموسم عاني كثيرًا، وظهر الفريق بثوب مغاير عما كان عليه الموسم الماضي، فكيف أسقط الخصوم كتيبة زيدان .
احترام مدريد وعدم ترك مساحات والضغط بخطوط متقاربة، أمور نجحت من خلالها فرق صغيرة مثل جيرونا، وبيتيس، التفوق علي فريق زيدان، في حين فشلت أندية كبيرة تضم أسماء عملاقة مثل بروسيا درتموند وإشبيلية فقط لأنها لم تحترم الريال وخرجت تدافع من الأمام فتركت مساحات في خط الوسط فكان العقاب قاسيًا وفوزًا مستحقًا للميرنجي .
إذا أول أمر مطلوب منك للتفوق علي الريال هو احترام الخصم وعدم ترك مساحات، وزيادة الكثافة العددية في الوسط، وهو ما قد يفعله فالفيردي بالاعتماد علي خطي دفاع كما أوضحنا .
الضغط الأمامي كان سلاحًا لدرتموند وإشبيلية فخسرا، وربما لن يكون مفيدًا للبارسا أيضًا، في ظل ضعف إنيستا وراكيتيش في حال بدأ المباراة بدنيًا، وتدنٍ مستواهم فيما يتعلق بعملية الضغط، وهو ما يسهل ضرب فلسفة الضغط الأمامي بتمريرات سريعة من قبل لاعبي الريال .
السلاح الأمثل أمام مدريد هو الاعتماد علي دفاع بعد خط الوسط وعدم الخروج لخطف الكرة في المناطق الأمامية لأن ذلك سيخلف مساحات كما أوضحنا يمكن لإيسكو استغلالها بالتمركز بين خطي الدفاع .
ثاني الأمور التي يجب أن ينتبه إليها فالفيردي هي اللعب علي سميدو، فكثيرًا ما يهرب إيسكو إلى الجهة اليسرى ويشكيل مع مارسيلو ثنائية خطيرة لذلك فوجود سيرجو روبيرتو أمام سيميدو سيكون ضمانة لشكل دفاع أقوي للبارسا .
يركز فالفيردي هجومه دائمًا علي ليونيل ميسي الذي يلعب في مركز المهاجم الوهمي تارة، وصانع الألعاب تارة أخري، ويراهن علي عملية المرونة واللامركزية في تبادل الأدوار بينه وبين الثنائي باولينيو ولويس سواريز .
خروج سوارير الدائم علي أحد طرفي الملعب ومنح ميسي حرية اللعب في المنطقة مابين دفاع ووسط الخصم .
وجود ميسي في هذه المنطقة يٌجبر قلبي دفاع الخصم دائمًا علي الخروج والتقدم لتضييق المساحات أمامه وهو ما يخلق المساحة خلفها، ويستغلها بشكل جيد البرازيلي باولينيو.
بالولينيو رغم أنه يلعب في الارتكاز إلا أنه يتميز عن غيره من لاعبي وسط البارسا بعدة أمور أولها الذكاء في التمركز الهجومي، وتوقيت دخوله مناطق الخصم عوضًا عن قدراته التهديفية العالية، وقوة تسديداته .
قبل باولينيو لم يكن إنيستا ولا راكيتيش يقومان بتلك الأدوار الجديدة علي وسط البارسا، فاللاعب الذي يأتي من الوسط كمهاجم ثاني مع سواريز بينما يقوم ميسي بصناعة اللعب في الوسط ويسحب معه مدافعي الريال، يكون كلمة السر في أوقات كثيرة جعلته يسجل 6 أهداف هامة في مشوار الفريق هذا الموسم .
إلى جانب مرونة ميسي وعدم تقيده بمركز واضح لإرباك دفاع الخصم، وصعود باولينيو دون رقابة، فإن البارسا لديه نقطة قوة أخري متمثلة في قطار الجبهة اليسرى جوردي الألبا الذي يعلب مع ميسي جملة محفوظة لكن الخصوم لم يستطيعوا توقيفها .
إذا أراد زيدان توقيف ألبا ومنع خطورته فيجب الدفع بجناح صريح في الجهة اليمني، لكن زيدان لا يقوم بهذا الأمر ويعتمد علي عودة إيسكو مع ثلاثي الوسط كاسميرو ومودريتش وكروس، لتكوين ستارة دفاعية رباعية في الوسط أمام خط الدفاع الأخير .
يعتمد زيدان علي عملية الترحيل بين رباعي الوسط فعندما تكون الكرة في الجهة اليمني يتحول مودريتش كجناح دفاعي أمام كارفخال وينضم كروس إلى جوار كاسميرو كلاعبي ارتكاز في حين يعود إيسكو أو أحد المهاجمين في الناحية الأخرى .
العكس عندما تكون الكرة في الناحية اليسري بحوزة الخصم، يتحول كروس علي الطرف الأيمن للدفاع أمام مارسيلو وينضم مودريتش مع كاسميرو في الارتكاز في حين يعود إيسكو أو أحد المهاجمين في الاتجاه الأخر بحسب الأقرب إلى الكرة .
عملية التحول والترحيل هذه تترك مشاكل كبيرة لزيدان علي «الجبهة الميتة»، وهي الجهة العكسية التي لا تتواجد بها الكرة، فعدم وجود لاعب رابع يدافع بشكل صريح مع الثلاثي المعتاد، يؤدي دائمًا علي خلو الطرف العكسي أو الجهة الميتة، فيتمكن الخصم بضرب الريال عبر الكرات العكسية وهو ما يجيده ليونيل ميسي الذي يتسلم في الوسط وبالقرب من الجهة اليمني للبارسا ويستطيع ضرب كل الخطوط بالكرة القطرية للقطار السريع جوردي ألبا الذي يصعد في ثوان ويختار التوقيت الأمثل حيث المساحات الفارغة في ظل عدم عودة أحد مهاجمي الريال للالتزام به .
إذا لجأ زيدان لخيار جاريث بيل أمام كارفخال فهذا سيحرم البارسا كثيرًا من مساحات ستتوفر له في حال أعتمد علي إيسكو وبنزيما ورنالدو كثلاثي هجومي، وبين اعتماد فالفيردي علي ربيرتو من عدمه، ولجوء زيدان إلي خيار بيل من عدمه، سيتحدد شكل المباراة ونتيجتها.