قصة جلد الحمير.. مصدر "أكسير الشباب" عند الصينيين

لم يكن للحمار يوما أهمية كتلك التي يحملها هذه الأيام، والسبب ليس كثرة الاعتماد عليه في أعمال الحرث والجر لمساعدة الفلاحين في الحقول كما هو الوضع من قديم الأزل، بل لأن أهميته ميتا أصبحت أكبر من تكلفة إطعامه مدى الحياة، فكانت النتيجة ارتفاع حوادث ذبح الحمير في عدد من المحافظات بنسبة كبيرة.

وتعتبر الصين صاحبة الفضل في كشف فوائد عديدة لجلود الحمير، وقصة كشف هذه الفوائد يعود تاريخها لعام 1952 تقريبا، كما يذكر أحمد مرسي وكيل شركة DONG E E JIAO Com Ltd  الصينية هي الوحيدة المستوردة لجلود الحمير في الصين ومن أكبر مستخدميه في العالم، حيث كشف الأطباء الصينيين وصفة صنع دواء كان يستخدم منذ آلاف السنين لحفظ الشباب "اكسير الشباب"، وقادهم إلي هذه الوصفة أحد الكتب القديمة تم العثور عليه في مقاطعة شاندونغ الواقعة في شرق الصين وهو موقع الشركة الصينية حاليا، وبدأت الشركة الصينية في إنتاج الدواء من جديد، وجلد الحمير يحتوي على بعض مكونات هذه الوصفة، ثم أكتشفوا منتجات دوائية أخري من جلد الحمير من بينها السرطان، على حد قوله.

وتعتبر مصر أول دولة إفريقية تصدر جلود الحمير إلى الصين وفقا لأحمد مرسي، حتى أنها مسجلة ضمن 5 دول فقط تتعامل مع الشركة الصينية لها معاملة تفضيلية عن الدول المصدرة الأخرى، وحتي عام 2014 كان سعر الحمار في مصر ما بين 300:200 جنيه، وكانت القدرة الإنتاجية للمصنع في الصين معالجة نحو 3 آلاف جلده يوميا، ولكن الشركة الصينية قررت رفع القدرة الإنتاجية لها لتصل إلي معالجة 20 ألف جلده يوميا، وهو ما يفسر ظهور سماسرة وتجار لجمع جلود الحمير من السوق المحلية وبيعها للخارج، وارتفع سعر الحمار إلى 400 جنيه والجلدة وحدها تباع بـ700 جنيه، ولكن تراجعت الأسعار منذ 6 أشهر لتوقف الشركة نسبيا في الإنتاج.

ولا يوجد حتى الآن إحصائية حكومية رسمية لعدد الحمير في مصر، ولكن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" تقدر عدد الحمير في مصر بنحو 1.5 مليون حمار، ولم يحدد مرسي أسعار بيع جلود الحمير بالخارج، فيما قالت مصادر بالمجلس التصديري للجلود إن سعر الجلدة الواحدة لا يقل عن 500 دولار، ويصل في بعض الأحيان إلى 800 دولار للجلدة الواحدة.

وكشفت الشهور الماضية أهمية كبيرة للحمير في الدول الأوروبية، حيث تحتوي ألبانها على قيمة غذائية عالية ويباع بأسعار باهظة هناك، وفي مصر تتلخص أهمية الحمير في الحصول علي جلودها فقط.