"الأقصى" ينهار يا سادة
الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 02:29 م
أؤكد أن المخطط الإسرائيلى لفرض واقع جديد فى "مدينة القدس" المحتلة لن يتوقف،وأن قرار الرئيس الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة ما هو إلا مجرد "إعلان حماية" للدولة الصهيونية،لإستكمال تغيير ديموغرافية وتاريخ وواقع وثقافة المدينة العربية،وأن الشهور القليلة القادمة سوف تشهد مذيدا من الكوارث،طالما استمر الصمت العربى والإسلامى على التجاوزات الإسرائيلية.
فقد كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت الإسرائيلية" منذ أيام" علنا"عن خطة تبنتها الحكومة الصهيونية،أسندت الإشراف عليها لوزيرة الثقافة والرياضة "ميرى ريجيف" رصدت بموجبها ما يزيد عن 71 مليون دولار لسلطة الآثار الإسرائيلية، لإجراء حفريات جديدة أسفل المسجد الأقصى، للتنقيب عن "الهيكل السليماني" المزعوم، والبحث عن أثار يهودية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وعلى الرغم من كذب الإسرائيليين طوال السنوات الماضية،وإنكار حقيقة ما ترتكبه من كوارث أسفل الأقصى بغرض هدمه،واستكمال الكذب بإعلان بأن ما تم رصده من أمول يأتي ضمن خطة لحماية آثار القدس، إلا أن الواقع الكارثى يؤكد أنهم يسعون إلى "هدم الأقصى" وأنهم تمكنوا خلال السنوات الماضية، من إزالة نحو 50% من الحوائط السفلية للأقصى، خاصة في المنطقتين الجنوبية والغربية المليئتين بالمقدسات الإسلامية، وأن عدد الأنفاق أسفل المسجد أصبحت الآن تزيد عن الـ 40 نفقا بعمق 45 مترا للنفق الواحد، وأن المسجد بالفعل أصبح على وشك الإنهيار.
وأن الكارثة الأكبر تكمن فى أنهم بدأوا بالفعل منذ شهور،فى تغيير ملامح المسجد، لفرض واقع جديد بمجرد انهيارة، حيث شرعوا في تشييد 3 معبد يهودية ضخمة داخل الأنفاق أسفل المسجد، وانتهوا بالفعل من تشييد إحدهم، وسيعلنون خلال أيام عن افتتاحه، بعد تشيده بشكل فخم للغاية، في واجهة ما يسمى بـ "الحجر الكبير" حيث سيحتوى على ألواحا معدنية مدون عليها "أسفار توراتي" وعشرات المقاعد، والمنصات الخشبية تم تصميمها بشكل دائري.
ولعل ما يدعو للدهشة في الكارثة، أن الأمر أستفز عدد من العلماء اليهود منذ سنوات، لدرجة أنهم خرجوا بشهادات وصفوا فيها ما تقوم به إسرائيل بـ "الكشوف الهمجية" مؤكدين انه لا وجود لـ "الهيكل السليماني" أسفل الأقصى، ولا وجود لآثر واحد يمت لليهود بصلة بمدينة القدس العربية.
وقد دعم تلك الشاهدات، البروفسور الإسرائيلي "زائيف هسلوج" أستاذ علم الآثار الدولي "الإسرائيلي" الذي عمل في الحفريات مع فريق كبير من العلماء اليهود، ونشر نتيجة أبحاثه في جريدة "هآرتس" الإسرائيلية، حيث قال: "حاولنا أن نتتبع موارد التاريخ كافة حول بعض الأمور مثل "مطاردة الفرعون المصري لليهود، ونزول التوراة على موسى، ومملكة الهيكل السليماني" إلا أننا لم نجد لأى منها أثرا يدلّ على صدقها.
كما كذب العالم الإسرائيلي "رافاييل جرينبرج" الأستاذ بجامعة تل أبيب،المزاعم الإسرائيلية بوجود الهيكل السليمانى أسفل الأقصى قائلا: "كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئا بعد كل هذه المدة من الحفر، إلا أنهم لم يعثروا ولن يعثروا على شيء".
ولعل ما يدعو للأسف هنا، أن كل الدول العربية والإسلامية التى عجزت عن إتخاذ موقف موحد لحماية المدينة المقدسة، قد فشلت حتى فى "فضح" ما تقوم به إسرائيل من كوارث بحق الأقصى أمام العالم، وفشلوا جميعا فى استثمار الانتصارات العالمية داخل "اليونسكو" خلال السنوات الأخيرة لـ "إسلامية الأقصى" وحرمة المساس بآثار القدس، وأخرها اعتراف المنظمة الدولية بـ "الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة" في مدينة الخليل، كمواقع تراثية وتاريخية فلسطينية خالصة، وإدرجهما على قائمة التراث المهدد بالخطر.
للأسف أن حد الفشل العربى والإسلامى فى القضية، وصل لدرجة العجز حتى عن استخدام ما نمتلكه من وثائق تاريخية، تؤكد كذب المزاعم الإسرائيلية في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وأخرها الوثيقة التي كشف عنها عالم الآثار المصري الدكتور "محمد الكحلاوى" أمين اتحاد الأثريين العرب، والتي تعود إلى عام 1939، وتم تداولها وفحصها بمعرفة لجان أوروبية وأمريكية متخصصة ومحايدة، وتؤكد أنه لا حقوق للإسرائيليين في "حائط البراق" الذي يسميه اليهود بـ "حائط المبكى".
ولله الأمر من قبل ومن بعد.