مايك بنس.. يحلم بزعامة أمريكا بعد إزاحة ترامب على عربة فضائحه.. والأمريكيون يرونه البديل الأكثر اتزانا
الخميس، 21 ديسمبر 2017 02:00 ص(نقلا عن العدد الورقى)
يعد مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هو المدبر الرئيسى للقرارات المهمة التي يتخذها البيت الأبيض، وأكدت تقارير غربية عديدة أن بنيس هو المخطط الرئيسى لاختيار توقيت الرئيس الأمريكي، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
بينس هو أول مَن بشّر اليهود بذلك، خلال لقائه ببعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، في أثناء الاحتفال بالذكرى السبعين لتصويت الأمم المتحدة على إقامة دولة يهودية، وأكد لهم أن إدارة ترامب عازمة على الاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل، وأنه سيتم تفعيل قرار الكونجرس الأمريكى الخاص بنقل السفارة الأمريكية الصادر منذ عام 1995 ولم يستطع أى رئيس أمريكي أن ينفذه بسبب المخاوف على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، موضحا لهم أن الفرصة الآن أقوى ما يكون بسبب انشغال العديد من الدول العربية بالشئون الداخلية والحروب المشتعلة في أكثرمن بلد عربى، فضلا عن شخصية الرئيس ترامب الذي أعلن في برنامجه الانتخابى عزمه الاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل.
نائب الرئيس الأمريكى «بينس» هوالمخطط الرئيسى لاعتراف أمريكا بأن القدس عاصمة إسرائيل، وهوالقرار الأخطر في الصراع العربي - الإسرائيلي، بعد وعد بلفور قبل مائة عام، حيث ضرب هذا القرار كل القرارات الصادرة من قِبل مجلس الأمن بحل الدولتين، والغريب أن يدفع ترامب بـ«بينس» إلى المنطقة لاحتواء الغضب العربي من القرارالأمريكى والانحياز الأمريكى الواضح من الصراع العربي الإسرائيلى تجاه الكيان الصهيونى المغتصب للأراضى المقدسة والأراضى العربية.
اختار ترامب «بينس» نائبا له من خلال تغريدة على «تويتر»، وجاء توقيت اختياره في نفس توقيت أكبر عملية إرهابية تشهدها فرنسا بمنطقة نيس في يناير الماضى، وهو ما دفع ترامب إلى إلغاء المؤتمر الصحفى الذي كان مزمعا عقدة للإعلان عن اسم نائبه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكأن مجىء بينس مرتبط بالأعمال الإرهابية.
بينس الذي أصبح على مقربة من رئاسة أمريكا في حال الإطاحة بترامب، بسبب الفضائح المتتالية التي تلاحقه؛ بعد أن كشف معلومات عن وجود علاقات «مشبوهة» بين بعض معاونى ترامب مع روسيا بغرض التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية، كان آخرها الكشف عن اجتماع عقده ابنه الأكبر دونالد جونيور ومستشاره وصهره جاريد كوشنر مع محامية روسية على صلة وثيقة بالكرملين، بعدما زعمت أن لديها معلومات حصلت عليها من حكومة بلادها تضر بالمرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة هيلارى كلينتون وخضع «كوشنر» للاستجواب أمام لجنة الاستخبارات في الكونجرس، وأقر باتصالات أجراها مع شخصيات روسية، وبدت بوادر انقلاب ضد ترامب داخل حزبه الجمهورى.
كان الرئيس الأمريكى ترامب، اشتكى من تخلى الجمهوريين عنه في تغريدة عبر حسابه على موقع «تويتر» واتهمهم «بأنهم لا يحمونه»، وتقول تقارير إعلامية إن ترامب يخطط لإقالة المحقق الخاص بالتدخلات الروسية بالانتخابات الرئاسية روبروت مولر لأنه بدأ بالإطلاع على المعاملات المالية للرئيس وأفراد عائلته.
السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام، هاجم تهديد ترامب بإقالة مولر، خاصة أن مولر رئيس سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى، وقال ليندسى «إن هذه الخطوة هي البداية لنهاية وجود الرئيس في البيت الأبيض» ليتراجع ترامب عن تهديده بإقالة مولر.
«بينس» أصبحت له جماهيرية كبيرة بسبب حالة الكراهية المتزايدة من الشعب الأمريكى لترامب، خاصة أن بينس معروف عنه بأنه مسيحى محافظ ويهتم بقضايا المرأة والمجتمع، وما زاد من شعبية بينس أنه كان حاكما ناجحا لولاية إنديانا في الفترة من 2013 إلى 2017 وسبق أن انتقد بينس ترامب بشدة، في قراره بمنع دخول المسلمين إلى أمريكا، كما أنه يحظى بقبول شديد في مجلس النواب خاصة من الجمهوريين الذين وقعوا في حيرة بسبب سياسات ترامب، لذا فهم يجدونه البديل الأكثر رزانة وقبولا في حال استقالة ترامب في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجه الرئيس الأمريكى، خاصة أن الدستور يصعّد نائب الرئيس لرئاسة البلاد في حال استقالة الرئيس.
بينس يبلغ من العمر 57 عاما وهو محامٍ، حيث تخرج في كلية هانوفر وحصل على درجة في القانون من كلية روبرت مكينى، بجامعة إنديانا قبل أن يزاول المحاماة.
ترأس عام 1991 مؤسسة للأبحاث حول سياسة ولاية إنديانا. وتولى مايك بينس فيما بين 2005 و2007 قيادة «لجنة الدراسة الجمهورية» التابعة لمجموعة محافظة بالحزب الجمهورى، ليشغل بعد ذلك منصب حاكم ولاية إنديانا منذ عام 2013، وكان هناك حديث قبل ذلك عن إمكانية ترشيحه للتنافس حول رئاسة البلاد عامى 2008 و2012.