أقارب عهد التميمي: الفتاة صفعت جنود الاحتلال بعد قتلهم ابن عمها
الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 11:37 ص
هى فتاة فلسطينية بشعر ذهبى وعيون زرقاء.. تقاوم الاحتلال منذ أن كان عمرها 4 أعوام، غير خائفة من الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح، استيقظت قبل أيام على نبأ استشهاد ابن عمها محمد التميمى لتخرج لساحة بيتها فى قرية النبى صالح قرب را الله فتجده مضرجا فى دمائه وما زال حيا فما كان منها إلا أن هجمت على الجنود وصفعت أحدهم، عل ذلك القلم يشفى غليلها.
الفتاة عهد التميمى ابنة الـ 17 ربيعا اعتقلها جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد حملة تحريض فى الإعلام العبرى الذى رأى أنها "أهانت جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي"، بعد انتشار فيديو على وسائل التواصل الاجتماعى الذى يظهرها وهى تصفع جندياً إسرائيلياً اعتدى على حرمة منزل عائلتها واستخدمه منصة لقنص الطفل محمد التميمى فى رأسه والذى لم يستشهد ولكنه يرقد حاليا فى حالة حرجة فى قسم العناية المكثفة بالمستشفى.
وقالت نجية التميمى شقيقة ناريمان التميمى وخالة الطفلة "عهد" ان جنود الاحتلال أحاطوا بمنزل باسم التميمى واعتقلوا ابنته "عهد" ودمروا كل شيء حتى الولد الصغير لم يسلم منهم هجم عليه 4 جنود وأخذوا منه هاتفه.
وتابعت "أما الأم ناريمان فاعتقلوها هى الأخرى عندما ذهبت لمركز التحقيق الإسرائيلى من أجل محاولة حضور التحقيق مع ابنتها عهد، لأنها قاصر، والقانون الدولى ينص على ضرورة وجود ولى الأمر مع المعتقل القاصر.. إلا أنها بعدما دخلت ومعها ملابس لتعطيها لعهد لم تخرج.. ثم تفاجأت باتصال بى من مكتب المحاماة يقول لى عودى إلى البيت لأن الأم ناريمان تم اعتقالها هى الأخرى".
وقالت منال التميمى لوكالة أنباء الشرق الأوسط "عرفنا ان سبب اعتقالها هو الفيديو الذى نشر على مواقع التواصل الاجتماعى والذى يظهر هجومها على الجنود الإسرائيليين ولكنه لا يبين أن هذا الفعل ما هو إلا ردة فعل على قنص محمد التميمى (15 عاما ) ابن عمها الذى أصيب فى رأسه .. وهذا الفيديو تم تصويره بعد إصابة محمد بحوالى نصف ساعة، لذا فمن الطبيعى أن يكون للأطفال بل وللكبار ردة فعل خصوصا انهم اعتقدوا انه استشهد.. كما ان ابن عمها الآخر أحمد التميمى جرى اعتقاله من المدرسة قبل أسبوع.. واليوم جرى اعتقال نور التميمى بنت عمها أيضا.
وقالت ان اعتقالها جاء بعد حملة إعلامية.. وما صرح به نفتالى بينيت وزير التعليم الإسرائيلى عندما قال "انه لابد بالحكم عليها بالمؤبد"، أما وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان فدعا إلى ضرورة معاقبة كل عائلة التميمى لتحديها الجنود.
وأكدت أن ما يحدث يدل على كمية الخوف والارتباك الذى يعيشه الاحتلال فيعتقل أطفالا يستخدمون حقهم فى المقاولة السلمية.. لافتة إلى أنهم أطفال وليس معهم سلاح.
صديقتها جنى التميمى نشرت شريط فيديو بعد اعتقال عهد، ظهرت فيه وهى تشرح باللغة الانجليزية ما جرى الليلة الماضية، كان واضحاً حجم الدمار والخراب الذى أحدثه الاحتلال، كتب مدرسية ومريول أخضر، فعهد هذا العام تتقدم لامتحان الثانوية العامة.
من جانبها ،قالت "احترام غزاونة" منسقة وحدة التوثيق والدراسات بمؤسسة الضمير ان اعتقال الطفلة عهد ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة.. ففى عام 2017 ومنذ الأول من يناير وحتى 31 أكتوبر تم اعتقال 1150 طفلا بالإضافة إلى مئات الاعتقالات التى وقعت فى شهرى نوفمبر وديسمبر والذى يجرى توثيقهما حاليا، مشيرة إلى أن وتيرة الاعتقالات زادت بشكل ملحوظ منذ 6 ديسمبر الجارى (أى منذ إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل).
وأكدت أن هناك حملة إسرائيلية ممنهجة حاليا تستهدف اعتقال الأطفال الفلسطينيين خاصة فى القدس والخليل، مشيرة إلى أن هذه الحملة ليست من فراغ والهدف منها تدمير بنية كاملة من المجتمع الفلسطينى وهم أطفال المستقبل.
ولفتت إلى ما جرى مع الطفل فواز الجنيدى (14 عاما ) قبل أيام، وجنود الاحتلال يحيطون به من كل جانب وهو معصوب العينين.. وانتشرت صورته بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام، والتى تُعرّى جنود الاحتلال الذين يلاحقون الأطفال والفتية فى محاولة فاشلة لقمع هؤلاء الصبية التى خرجت نصرة للقدس.