"ماكرون": ننتظر أن يقدم الطرف الأمريكي بنود قراره بخصوص القدس
الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 07:40 م
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، رفضه للقرار الأمريكي أحادي الجانب، باعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث أعاد "ماكرون التاكيد على أن القرار الأمريكي المشار إليه، يتنافى مع الموقف الفرنسي التاريخي من القضية الفلسطينية، كما يتنافى مع القانون الدولي.
إلا أن تأكيد الرئيس الفرنسي على رفض القرار الأمريكي، جاء معلقا على شرط أن يقدم الطرف الأمريكي كامل بنود القرار واجزائه، مبديا اعتقاده بأن القرار لا ينفصل عن مقترح السلام، والذي يقوم على حل الدولتين، على أن تكون هناك عاصمة لكل منهما هي القدس، (بحدود معترف بها دوليا وعادلة في نفس الوقت)؛ ومضمون ذلك، كان قد أكده "ماكرون\ط في 10 ديسمبر الجاري، قبل 9 أيام، خلال مؤتمر صحفي بقصر الإيلزيه، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي كان يقوم بجولة أوروبية، لنزع تأييد القرار الأمريكي بخصوص القدس، وهو ما فشل فيه، إلا أن ذلك يتوقف على قوة الموقف العربي، في استغلال الموقف الأروربي الداعم للقضية الفسلطينية..
كان قد عقد في وقت سابق، اليوم، مؤتمر صحفي لكل من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين، باعتبار الأردن الدولة العربية المشرفة على حماية المقدسات الفلسطينية؛ وذلك بمقر الإليزيه، حيث الزيارة التي قام بها الملك عبد الله لفرنسا.
ومن النقاط المهمة التي ركز عليها الرئيس الفرنسي، إشارته إلى أن الوقت الآن ليس وقت المبادرة الفرنسية، التي قدمتها الحكومة الفرنسية قبل نحو عامين، ورفضتها حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، في الوقت الذي كانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت موافقتها عليها؛ وفي نفس الوقت أكد "ماكرون" مواصلة فرنسا جهودها في المساهمة في أي حل سياسي، وربما يتم تمرير المبادرة من خلال المم المتحدة مستقبلا، على حد قوله، لافتا إلى ضرورة مواصلة الحوار والنقاش مع كافة الشركاء السياسيين، وأنه أبلغ كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بضرورة مواصلة النقاش والحوار، باعتبارهما الطرفان المتنازعان، وفي نفس الوقت هما القادرين على الوصول إلى حل سلمي.
كانت المبادرة الفرنسية، التي أعلن عنها، في وقت سابق، وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس، تنص على العودة إلى حدود عام 1967 بين الطرفين المتنازعين، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين؛ مع تحديد مدة عامين حدا أقصى أمام المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي؛ كما نصت على رعاية المفاوضات من قبل مجموعة دعم دولية تضم دولا عربية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي.
وعلى صعيد تصريحات الرئيس الفرنسي، اليوم، تلامس تصريحات فابيوس، حين طرحت المبادرة الفرنسية، والتي أكد فيها أنه من غير الوارد فرض أي حل لن يقبل به أحد؛ وذلك عقب اعتراض "نتنياهو" على المبادرة المشار إليها.
وقد جاءت تصريحات "ماكرون" اليوم، بعد أقل من 24 ساعة على فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار المصري حول القدس، والذي كان يسعي لإبطال كافة القرارات أحادية الجانب، والتي لا تعبر عن الأمم المتحدة، والتي يمثلها القرار الأمركي المشار إليه.
كان مجلس الأمن قد فشل في جلسته، مساء أمس الاثنين 18 ديسمبر الجاري، في اعتماد مشروع القرار المقدم من مصر، نيابةً عن المجموعة العربية، حول القدس، وذلك بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو)؛ بالرغم من تحليلات بعض السياسيين، والذين رأوا أن الصوت الأمريكي في مجلس الأمن، كان لا يجب الأخذ به فيما يخص القدس في القرار الأمريكي الأخير، باعتبارها الدولة المتظلم منها في مجلس الأمن.
وفي تصريحات صحفية للمستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أعرب عن أسف مصر وقلقها من أن يعجز مجلس الأمن عن اعتماد قرار يؤكد على قراراته ومواقفه السابقة بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس، باعتبارها مدينة محتلة تخضع لمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية، وفقاً لكافة مرجعيات عملية السلام المتوافق عليها دولياً.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن المجموعة العربية سوف تجتمع لتقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية مدينة القدس.