"خناقة" الظواهري ومشايخ التكفير على زعامة "المُغيبين" في مصر
الخميس، 14 ديسمبر 2017 08:01 م
"زعامة المغيبين".. الوصف الأقرب لحالة التنافس والتناحر بين مشايخ التكفير والفتنة، على تولي إمارة المجموعات المسلحة، التي كشفت عنها اعترافات قيادات الخلايا الإرهابية في مصر، أثناء استجوابهم بنيابة أمن الدولة العليا في مختلف قضاياهم.
رغم النجاح الأمني على مدار أكثر من 4 سنوات في مواجهة أقوى موجة إرهاب في العصر الحديث، وما قدمه جهاز الشرطة بمختلف قطاعاته من تضحيات تحطمت فوقها موجات التفجير والاغتيالات، تظل دائما التفاصيل والأسرار حبيسة الوثائق في أرشيف النيابة العامة والجهات المختصة.
آلاف المستندات، وثقت أخطر مرحلة مرت بها الدولة المصرية، وهددت وحدتها، منذ دخول مندوب جماعة الإخوان محمد مرسي، إلى قصر الاتحادية، والسماح للجماعات التكفيرية بالتمدد ضمن اتفاق لتكوين ظهير مسلح للتنظيم، يمكن استخدامه ضد الشعب في أي محاولة للإطاحة بهم من السلطة.
وتظل التساؤلات مطروحة عن كيفية عمل تلك الجماعات التكفيرية، وأسباب اختلافها في المسميات رغم توحد الأهداف والمرجعية، لتجيب عليها اعترافات قادتهم بلسانهم أمام النيابة، إنها "زعامة المغيبين" باسم الله والدين.
تذخر تحقيقات النيابة مع أمراء الدم – قادة الخلايا التكفيرية المسلحة – بمعلومات في غاية الأهمية، عن الاختلاف والشقاق بين فطاحل التكفير، الذين تصارعوا في فترة تمددهم إبان حكم الإخوان على الزعامات، حتى وصل الأمر بكل شيخ أن يؤسس جماعة لا يزيد عدد أفرداها عن 5 أشخاص.
ومن أبرز وقائع الصراع بين مشايخ التكفير، التي وثقتها تحقيقات النيابة العامة، ما كشفت عنه اعترافات مسئول إحدى الخلايا التابعة لتنظيم داعش، المدعو "طارق أحمد السيد"، حيث تناول خلال أقواله أمام جهات التحقيق أسرار الفترة السابقة على مبايعة المجموعات الجهادية المصرية لأمير الإرهاب أبو بكر البغدادي.
وذكر القيادي – محبوس حاليا – أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري طالب الجماعات الجهادية أثناء تولي محمد مرسي الرئاسة، استغلال تلك الفترة التي سمح لهم فيها بالعمل، لتأسيس جماعة كبرى تضم كافة التكفيريين والخلايا المسلحة.
إلا أن الصراع على زعامة تلك الجماعة بين مشايخ السلفية الجهادية، وفي مقدمتهم محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، حال دون اتمام المخطط المرسوم لاتحاد التكفيريين في كيان واحد، كانت جماعة الإخوان بصدد استخدامه فيما بعد كظهير مسلح لمواجهة مؤسسات الدولة.
عن مشايخ السلفية الجهادية، يقول المتهم إن الشيخ محمد حجازي السابق اتهامه في عدة قضايا إرهاب، وهو أحد منظري الجماعات الجهادية في مصر، حمل على عاتقه تنفيذ تكليفات أيمن الظواهري، بالتخطيط لتوحيد التنظيمات والخلايا في جماعة واحدة، غير أنه واجه أزمة رفض من كل شيخ يتزعم مجموعة من العناصر، الأمر الذي دفعه لتأسيس ما يسمى بمجلس شورى يضم 8 من الأسماء الشهيرة أبرزهم عمر رفاعي سرور، وأشرف الجزار، ومحمد الظواهري.
واجتمع زعماء المجموعات بشقيق زعيم تنظيم القاعدة محمد الظواهري، لعرض جهود تأسيس الجماعة عليه، ومطالبته بالانضمام ومجموعته للتنظيم الجديد تنفيذا لرسائل وتكليفات أيمن الظواهري، إلا أن نتائج الاجتماع كانت صادمة للساعين إلى توحيد جبهة الجهاديين، حسب مزاعمهم.
وتابع القيادي المتهم اعترافاته قائلا: "رفض الشيخ محمد الظواهري توحيد المجموعات.. وأكد على أن كل فريق له قيادة وموارد.. ورفض أيضا الشيخ سيد أبو خضرة المسئول عن مجموعة الإسكندرية الاندماج بسبب زعامة الجماعة الجماعة الجديد.. باعتبار أنه أمير مجموعته".
لم يكشف مضمون الاعترافات أمرا جديدا، فكثيرا ما كشفت الدولة والمؤسسات والخبراء والتحقيقات عن الأغراض الشخصية لتلك الجماعات، لكن هذه المرة الحديث بلسان أحدهم، شخص لم ينكر أمام جهات التحقيق أفكاره المتطرفة ولم ينشق عن جماعة ما، لتعري كلماته هؤلاء المشايخ الذين اتخذوا من دماء وأشلاء الأبرياء شراب وطعام، لحصد أموال التبرعات، ومتحصلات الاستحلال، والتمويل الخارجي، أمام حفنة من "المغيبين" المنجذبين لشذوذهم.