قصة كل يوم: اهتمت بعملها على حساب زوجها وبيتها.. ضربها فخلعته
الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 06:24 مإسلام ناجي
عادت "فوزية" من العمل مرهقة، فبدلت ملابسها بسرعة، ودخلت إلى المطبخ تفتش فى الثلاجة عن بواقي طعام الأمس علها تنجدها من قضاء ساعات فى تحضير وجبة غداء جديدة، وبالفعل وجدت بعض الطبيخ والقليل من الأرز، وقطعتي لحم، فصنعت سلطة خضراء، وانتهت من تجهيز سفرة بسيطة بالتزامن مع عودة زوجها إلى البيت، الذى نظر إلى الطعام باشمئزاز، قبل أن يدخل إلى غرفته ليبدل ملابسه، ويخرج مرة أخرى يسألها تحضير طعام يليق بتعبه فى العمل طول اليوم.
بررت "فوزية" موقفها بإرهاقها هى الأخرى من قضاء 8 ساعات أمام شاشة الكمبيوتر أثناء العمل فى أحد البنوك الأجنبية، وعجزها عن طهي وجبة جديدة إلا أن الزوج لم يقتنع بأعذارها، وأصر عليها تجهيز الطعام له، فأذعنت له فى النهاية، وتحاملت على نفسها، وصنعت الوجبة التى يريدها، وحضرت السفرة مرة أخرى رغم تعبها الشديد، وإرهاقها، فجلس يتناول الغداء وسط تعليقاته اللاذعة، ونقده الهدام، لكن الزوجة لم تعيره إنتبهاء، فتعبها كان أكبر من غضبها، وآثرت الصمت بدلاً من الجدل.
مرت الليلة سريعًا، فعقب إنتهاء "فوزية" من تنظيف المطبخ، استسلمت لتعبها، وغطت فى نوم عميق، استيقظت منه على صوت زوجها يسألها تحضير العشاء فى تمام الحادية عشر، فأعتذرت منه لرغبتها فى النوم، وطالبته بتناول الجبن، فرفض، وثار عليها يتهمها بالإهمال وعدم المسئولية، فلم تتحمل "فوزية" طريقة زوجها المستفزة، وصاحت به تعد له مهامها اليومية منذ الاستيقاظ مع طلوع الشمس، وحتى النوم متأخرًا، فلم يهتم لكلامها، وسخر منها ومن مهامها التى يراها بسيطة فى نظره، وواجب على كل الزوجات.
تطورت المشادة الكلامية بين الزوجين، وأنفعل الزوج بشدة، وصفع "فوزية" على وجهها بقوة لتسقط على الأرض، وأخذ يركلها بشدة فى بطنها حتى غابت عن الوعى من شدة الألم، وتركها على حالها، وارتدى ملابسه، وتوجه إلى القهوة ليقضى الساعات الأولى من الفجر برفقة أصدقائه، وعند عودته كانت الزوجة لا تزال على حالها إلا إنها كانت تنزف، فحملها بين يديه، ووضعها فى أول سيارة أجرة، واصطحبها إلى المستشفى القريب، ليكتشف هناك حملها فى بداية الشهر الثالث، وإجهاضها.
لم تميز "فوزية" شعورها فى هذه اللحظة، فهي من ناحية سعيدة بخبر حملها، ومن ناحية أخرى متألمة لفقدها جنينها لكن الشعور الذى سيطر عليها فى هذه اللحظة هو فقدان الأمان مع زوجها، وتقطع الروابط بينهما، شعرت بدماء طفلها تسيل بين يدي زوجها، وقررت فى هذه اللحظة الإنفصال عنه للأبد، لكنها أخفت مشاعرها حتى استعادت عافيتها، وتمكنت من مغادرة المستشفى إلى منزل والديها، ومنه إلى محكمة الأسرة حيث رفعت دعوى خلع ضد زوجها.