البرتقال المصري الحائر.. تلف 450 حاوية في موانئ السودان بسبب " العند"

تحظى الصادرات المصرية من الخضروات والفاكهة بسمعة طيبة بين عدد كبير من دول الجوار، ورغم الاتفاق على هذا المبدأ فهي أيضا من أكثر السلع التى كانت ضحية قرارات سياسية لا علاقة لها بجودة المنتج من عدمه، بدليل إلغاء قرارات حظر استيرادها من عدة دول فى فترة وجيزة وبدون شروط تتعلق بالجودة.

واقعة طريفة تعرض لها عدد من التجار السودانيين مؤخرا، تعكس أحد جوانب طبيعة التطورات التى يتعرض لها ملف الصادرات الزراعية المصرية بالخارج، حيث قام هولاء التجار مؤخرا بشراء كمية كبيرة من محصول البرتقال المصرى تعادل نحو 450 حاوية بغرض تسويقها بالسوق السودانية، ولكن سرعان ما تم ايقاف هذه الكمية فى ميناء بورسودان، تطبيقا لقرار هيئة المواصفات والمقاييس السودانية بحظر استيراد الخضروات والفاكهة المصرية الطازجة، وفقا لأحد الموردين المصريين للسوق السودانية.

ويكمل المصدر، بأن الحاويات التى تحمل البرتقال المصرى كانت معرضة للتلف وبالتالى تحقيق خسائر للتجار السودانيون، فلم يجدوا حلا إلا اعادة تصدير الحاويات إلى كل من تركيا ولبنان، بحيث يتم تعبئتها وإعادة تصديرها إلى السودان مرة أخرى، وبالتالى تجنب قرار الحظر الصادر بحق الفاكهة المصرية من دخول السودان، ولكن المفاجأة هى اكتشاف مسؤولى التفتيش فى الميناء بأن هذا البرتقال المصرى، نظرا للمواصفات التى يتمتع بها قياسا بالبرتقال المصدر من لبنان أو تركيا، لذا تم إيقاف الحاويات مرة أخرى وتعرضت للتلف وتركها التجار السودانيين فى الميناء.

ويعتبر البرتقال المصرى، أحد أهم عناصر صادرات الحاصلات الزراعية المصرية بالخارج، لما يتمتع به من مميزات نسبية وقياسية لا تتوافر فى مثيله من الدول المجاورة فى المنطقة، ويجعل من مسألة فرزه عن غيره أمرا سهلا، كما يعطيه أفضلية كبيرة فى الأسواق العربية المجاورة والأجنبية أيضا، ومن بينها السودن.