الولايات المتحدة الأوروبية .. حلم القارة العجوز لتشكيل جيش موحد يقترب

" تأسيس قيادة عسكرية طبية ومراكز لوجستية وكذلك مركز تدريبي لمدربين عسكريين تحت قيادة ألمانية "..هذا ما تعتزم الدول الأوروبية تدشينه قريبا ليشكل ذلك قوام جيش أوروبى موحد بعد أن أقرت دول الاتحاد الأوروبي، للمرة الأولى، إقامة تعاون عسكري دائم.

يقول مراقبون أن:" الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تأسيس دفاع أوروبي مشترك باتخاذ خطوات تدريجية، مثلما تم تأسيس الاتحاد بعد إجراءات بسيطة حول التجارة والتعاون الاقتصادي انطلقت مند أواخر خمسينات القرن الماضي".

تدشين التعاون المنظم الدائم بين الدول الأوروبية سيأتى وفق بحزمة مشاريع  من قبيل تأسيس قيادة عسكرية طبية ومراكز لوجستية وكذلك مركز تدريبي لمدربين عسكريين تحت قيادة ألمانية.

من المتوقع ايضا تحسين المراقبة البحرية وتطوير مركبات سلاح المشاة، كما أنه من المقرر العمل على توفير إمكانية أن يرسل الاتحاد الأوروبي مستقبلا قوات إلى دول أخرى بشكل أسرع في حالات الأزمات.

من ناحيته دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا إلى إنشاء تكتل أطلق عليه تسمية الولايات الأوروبية المتحدة.

وكانت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موجيريني، قد أعلنت  أن الاتحاد الأوروبي سيطلق حزمة مشاريع للتعاون في مجال الدفاع والأمن.

أكدت موجيريني إنه "تم تحديد 17 مشروعا، وسيطلق تنفيذها على الفور التعاون المنظم الدائم في مجال الدفاع والأمن".

 يذكر أن الأوروبي هو جمعية دولية للدول الأوروبية يضم 28 دولة و أخرهم كانت كرواتيا التي انضمت في 1 يوليو 2013.

جاء تأسيس الاتحاد الأوروبى وفق اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي.

لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فدرالي حيث أنه يتفرد بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم فمن أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية. لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة.

ويقول مراقبون أن الازمات المتتالية منذ 2014  من قبيل ضم القرم الى روسيا في 2014 والنزاع في شرق اوكرانيا وموجة اللاجئين ثم التصويت على بريكست في بريطانيا ووصول دونالد ترامب الى السلطة في الولايات المتحدة، غيرت افكار الأوروبيين حول ما كان يقولونه حول سيادة على دولة على حدا.

 وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان  قال فى تصريحات له معززا الرأى السابق  "مبادرة التعاون المنظم الدائم جاءت ردا على تطور الاعتداءات" في خريف 2015، وكذلك "ردا على أزمة القرم". وأضاف "ظهرت رغبة في استقلالية الدفاع الاوروبي، تجلت بهذا الشكل".