وكيل "الصيادلة" السابق: أزمة البنسلين ستستمر.. والمتحكم بالعقار مافيا تعجز الوزارة عن مواجهتها

قال الدكتور محمد سعودي وكيل نقابة الصيادلة السابق تعليقا على أزمة النقص الحاد في عقار البنسلين إن الأزمة لن تنتهي في القريب العاجل مثلما أعلنت وزارة الصحة، مشيرا إلى أن بيان الصحة جاء لبث الطمأنينة في قلوب  المرضي فقط، مدلللا على كلامه بالتكدس الشديد الذي تشهده صيدلة الإسعاف" باعتبارها صيدلية حكومية "للمرضي الذين لا يجدون العقار.  

وأضاف سعودي في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن بداية الأزمة في وزارة الصحة التي تفتقد لوجود "لجنة توقع الأزمات" وهي لجنة تنحصر مهمتها في متابعة النقص الحاد في كميات الأدوية الهامة والحيوية، بحيث يتم ابلاغ الوزارة بالعقاقير التي قاربت علي الانتهاء لتبدأ الوزارة في الاعلان عن مناقصة لتوريد العقار، وهو ما لم يحدث في أزمة البنسلين، لتفاجأ الوزارة بأن العقار انتهي من مخازنها، وأن المخازن صارت خالية من البنسلين، وهو ما يستدعي محاكمة المسئولين عن الإدارة المركزية لشئون الصيادلة.

وأشار سعودي إلى أن ازمة عقار البنسلين هو أنه غير مجزي اقتصاديا للشركات التي تنتجه أو تستورده، وهو ما يجعل هذه الشركات تقوم بتعطيش السوق من العقار بحيث يتم رفع سعره مع زيادة الطلب وقلة العرض، ويتم ذلك في غيبة من الوزارة التي تركت العقار لمافيا تتحكم في وجوده وسعره بالسوق على حساب المرضى.

كانت أزمة نقص البنسلين تصاعدت وسط مطالبات من نواب البرلمان والأهالى للدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، بسرعة حل الأزمة وتنفيذ وعوده بتوفير الأدوية عقب زيادة سعرها.

كما اتهم خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة أحد رؤساء مجلس إدارة شركة قطاع الأعمال التابعة للدولة "أكديما إنترناشيونال"، التي تمتلك حق استيراد 90 % من "البنسلين"، بأنه قام بتحويل نشاط الاستيراد من شركة "أكديما أنترناشيونال" إلى شركة خاصة به من الباطن هي "تكنو فارم".

وأوضح مجاهد في تصريحات صحفية أن هذا فساد يعرض حياة المواطن للخطر، متابعًا: "هذا الشخص تعاقد على استيراد 900 ألف أمبول بنسلين واحنا مش لاقين أميول واحد ولم يسدد قيمة التعاقد للمستورد الصيني، ومنع المستورد وهدده بعدم ادخال العقار إلي مصر "، وأوضح أن الوزارة فتحت تحقيقا في هذه الأزمة.