مصر تنتصر على الإرهاب
الأحد، 10 ديسمبر 2017 03:52 م
اعتقد أن أغلب الشعب يدفع عمره كله لمعرفة ما يحدث حوله من أحداث، مثل جريمة الرعب داخل مسجد الروضة بمدينة بئر العبد، وهى غرب مدينة العريش وتبعد 40 كيلو عن سيناء.
يبدو وكأننا أمام فجور أو همجية وحشية لا تحدث حتى مع الحيوانات المفترسة، نعيش فى دوامة مقلقة تمسكنا من الرأس حتى القدمين، ولا نفهم إيه الحكاية؟ فلا جدوى من الفهم لأننا أدركنا منذ أربع سنوات أنه لا جدوى من الفهم، وعلينا المقاومة وبشراسة- كما قال رئيس الدولة السيسى- تصرفات غبية إرهابية من جماعة تقتل وتخرب، ومنذ يوم السبت حتى الآن أحداث وحوارات غريبة ومناقشات لا يتحملها العقل، بل حوارات مضحكة. الجريمة حدثت وخلاص، والشهداء دفنوا، والحمد لله والشعب المصرى يتبرع لأسر ضحايا الجريمة الشنيعة، وأصبح المبلغ 18 مليون جنيه لصندوق «تحيا مصر» لقرية الروضة وأسر الشهدا،ء حتى يواصلون الحياة مع أحزانهم وفقدان رجالهم، ولكن سمعت الأخ تامر أمين فى برنامجه «الحياة اليوم» يركز على إعادة إصلاح المسجد (مسرح الجريمة) حتى تقام الصلاة يوم الجمعة به، وتمنى أن يكون الرئيس موجودًا للمشاركة فى الصلاة، وأنا أرى أن يكون هذا المبلغ مخصص لأسر الشهداء لمساعدتهم، وعلى الدولة والأوقاف إصلاح المسجد، ويكفى أن القرية حرمت من رجالها وأطفالها وأصبحت قرية سوداء، هذه الجريمة الشاذة تعدت كل الجرائم البشعة التى سبقتها وحدثت فى سنة 2017 والأعوام السابقة، حتى أن إمام المسجد عندما بدأ حديثه عن «نبى الإنسانية» بمناسبة المولد النبوى الشريف، لم يكمل حديثه عندما شاهد الفزع على المصلين وهم يهربون من صوت الرصاص الذى انطلق فى المسجد، والصغار الذين يصلون يختفون فى أحضان آبائهم وهم غارقين فى الدماء، والبعض الآخر يحاول الهروب خارج المسجد، ولكن الرصاص يطاردهم ويسقطون شهداء نعم 30 إرهابيا مسلحين يقتلون بدون رحمة ووعى، والغريب أنهم يكبرون بعد أن اعتلى أحدهم منبر المسجد وكان يردد الله اكبر الله أكبر حتى إمام المسجد من تدافع الرجال الذين يحاولون الاحتماء خلف المنبر سقط الإمام تحتهم بعد أن سقطوا عليه جثثا من شاهدوا الجريمة يحاولون تصديق ما حدث فى بيت الله بداخل المسجد وقتل المصلين، وهؤلاء القتلة أحاطوا بالمسجد من كل جوانبه ونوافذه حتى خارج المسجد وسلالمه لم يسلم من طلقات الرصاص على الفارين وكانوا قد دمروا سبع سيارات بالحرق ودراجات حتى لا يقربوا بداخلها المصلين والقتل كان فى الرءوس والصدور وبطلقات غزيرة أعداد الشهداء حتى الآن 305 شهداء و30 طفلا و128 مصابا واثنين من رجال الإسعاف فقد انعدمت الرحمة والإحساس وكل معانى الإنسانية، أشك أن هؤلاء القتلة بشر، بل هم شياطين، يارب الرحمة مما نراه من هؤلاء، وبعد ساعات من الجريمة خرج علينا الرئيس عبدالفتاح السيسى وقال نخوض أشرس معركة على الإطلاق ضد الشر وأهله، وسنرد على هذه الجريمة بقوة غاشمة، وأنا أقول ضع تحت كلمة «غاشمة» هذه ألف خط وأصدر توجيهاته بصرف تعويض مادى 200 ألف جنيه لكل شهيد و50 ألفًا لكل مصاب، وقوف من الدولة مع أسر الضحايا والتى تغطت ولبست السواد وفقدت رجالها.
كما قضت القوات المسلحة- خلال ساعات- على عدد من منفذى المذبحة وهى تطارد هروبهم، بالطائرات، مع استهداف ما فى بؤرهم من أسلحة وذخائر وجاءت كلمة الرئيس تحمل رسائل عديدة بأن يقف المصريون جميعًا صفًا واحدًا، والآن العالم يعرف بأن مصر تواجه الإرهاب بمفردها لحماية المنطقة، وأن مصر الحبيبة هى عمود خيمة المنطقة العربية، وربنا يحمى مصر ورئيسها وشعبها، وتحيا مصر، وافرم يا رئيسنا وريحنا ولعن الله الإرهاب.