إلهام شرشر.. صمتت دهرا ونطقت كفرا
الخميس، 07 ديسمبر 2017 04:00 ص
"صمتت دهرا ونطقت كفرا" بعد 6 أعوام على اندلاع ثورة 25 يناير، وسقوط نظام مبارك، وتقديم أغلب رجالاته إلى محاكمات بتهم الفساد المالي واستغلال النفوذ وغيرها من التهم المخلة بالشرف، وكان من بينهم وعلى رأسهم اللواء حبيب العدلي وزير داخلية مبارك أو "فرعون مصر" كما يلقبونه.
بعد اندلاع ثورة يناير، تم تقديم حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه والرئيس الأسبق حسني مبارك، للمحاكمة في القضية المعروفة إعلاميا بإسم "قضية القرن"، والخاصة بشأن قتل متظاهرين 25 يناير، والتي تداولتها المحكمة على مدار 4 أعوام، حصل خلالها على حكم بالبرائة وباقي المتهمين، وخلال جلسة النطق بالحكم برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، أفرد حيثيات حكم البرائة وقال كلمة وصفت بالتاريخية، عبر خلالها أن مواد القانون الجنائي قاصرة وتفتقر إلى الإنصاف ولولا أن المحكمة تحكم بالأوراق المقدمة لها والأدلة والبراهين، لكان حُكمه على مبارك والعادلي وأعوانه هو الإعدام.
انفرد الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج "كل يوم"، بعمل مداخلة هاتفية مع "زوجة فرعون مصر..إلهام شرشر"، للحديث عن خبر القبض على زوجها حبيب العادلي، واستجلاء حقيقة مما إذا كان سلم نفسه للشرطة أم أنه تم القبض عليه بعد هروبه لأكثر من 265 يوم من تنفيذ حكم بالسجن 7 سنوات في قضية فساد وزارة الداخلية التي يحاكم عليه، ضمن4 قضايا أخرى.
بدت شرشر للوهلة الأولى كأنها لم تكن لترغب في عمل المداخلة، أو حاولت إظهار ذلك حتى تعطي انطباعً للمشاهد أنها أكبر من أن تكون مادة "انفراد"، وهي التي لم تدل بأي تصريحات إعلامية منذ اندلاع ثورة يناير، وكانت مداخلة أمس هي الأولى لها، إلا أنها تناست خلال مداخلتها مع أديب، أن ثورة 25 يناير في الأساس لم تخرج على مبارك، بينما خرجت على حبيب العادلي بعد تجبره على الشعب المصري، وارتفاع حالات التعذيب خلال فترة توليه لمنصبه كوزير للداخلية وتزايد حالات الوفيات داخل أقسام الشرطة، وحالات القبض العشوائي وتلفيق التهم لأبناء الشعب.
زوجة فرعون، ولأكثر من مرة قاطعت محاورها عمرو أديب، وانفعلت عليه بصورة غير لائقة، وكأنه أحد عساكر زوجها، وطالبته بعدم مقاطعتها والإنصات لحديثها عن الوطنية وكيف ضحى زوجها من أجل مصر وأمنها، ليس هذا وحسب بل أعطت عمرو أديب درسا في المهنية الإعلامية وأن هناك موضوعات أهم كثيرا من الحديث عن زوجها، وبنبرة استعلاء، وكأنها فرصة لها لابد من انتهازها واستثمارها، شكرت إلهام شرشر الشعب المصري على تحضره ورُقيه في وقوفه بجانبها وزوجها في محنتهم، وقالت نصً "هبلغ حبيب بك حبكم ليه وتعاطفكم معاه"، وأسهبت في تلقين الشعب دروس الوطنية وكيفية التكاتف والتلاحم والوقوف خلف رموزه، وبلطبع هنا هي تقصد رموز نظام مبارك ومن بينهم فرعون مصر.
عملت إلهام شرشر كمحررة صحفية في صحيفة أخبار الحوادث بجريدة الأهرام، وكانت زوجة رجل الأعمال أشرف السعد صاحب شركات "السعد"، حيث تحفظت الدولة على جميع ممتلكاته خلال فترة الثمانينات في قضايا توظيف أموال.
كان زواج أشرف السعد من إلهام شرشر هو السبب الرئيسي في شهرتها، إلى أن وقع الطلاق بينهما بسبب شخصيتها القوية وتسلطها، ومن خلال تردد إلهام شرشر على وزارة الداخلية، اعجب بها العادلي وتزوجها، حتى أن جريدة الأهرام لجأت إلى نشر صورة شرشر على الصفحة الاولى لمجلة نص الدنيا التي كانت ترأس تحريرها أفكار الخرادلي، التي كلفت بعمل حوار صحفي مع زوجة وزير الداخلية، وتصدرت صورتها الغلاف وهي جالسة على كرسي يشبه كرسي العرش وكأنها سيدة مصر الثانية، وكان الغريب في الأمر، هو عدم اعتراض سوزان مبارك – وقتها ــ على تصدر شرشر لغلاف نصف الدنيا في هذا المشهد، وهي من كانت سيدة مصر الأولى ولا تسمح بمتشبه بها، فخرجت الشائعات التي تناثرت حول أن شرشر إبنة عم سوزان مبارك، وهي سمحت بهذا المشهد بسبب القرابة ولثقتها أن العادلي هو القادر على حماية مبارك وعائلته.