فيس بوك وجوجل يخطفان لقمة عيش الصحفيين.. خبراء يستغيثون بالحكومة ضد سطوة مواقع التواصل: الخسائر كبيرة ولابد من قوانين لحماية الصناعة
الثلاثاء، 05 ديسمبر 2017 06:03 م
قررت لجنة المنافسة في أستراليا (ACCC) التحقيق مع فيس بوك وجوجل وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة ما إذا كانت محركات البحث والمواقع الاجتماعية تضر بالمنافسة مع الناشرين والصحف، ومعرفة ما إذا كان التحول على المدى الطويل إلى الأخبار الرقمية يحد بشكل غير عادل من قدرة الناشرين ووسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات الصحفية على إنتاج المحتوى، وما يترتب على ذلك من تراجع عائدات الإعلانات ونوعية الأخبار.
"صوت الأمة" تطرح أمام المتخصصين، ملف تأثير محركات البحث الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي على أوجه الإنتاج الإعلامي والصحفي في مصر، ومدى تأثير ذلك على قدرة وكفائة إنتاج محتوى إعلامي جيد ومدى الخسائر التي يتكبدها مُنتجوا الصحف والناشرين.
الخسائر كبيرة والتحديات صعبة
من جانبه قال الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، "إن وسائل التواصل الاجتماعي - فيس بوك وتويتر - ومحركات البحث ومنها جوجل، خلقت تحديات أمام المطبوعات المختلفة ومنها صحف ومجلات وغيرها من وسائل النشر، من حيث سرعة التغطية، كذلك من حيث إعادة النظر في طريقة تحرير وسائل النشر المطبوعة، فضلا عن أن وسائل الاجتماعي سحبت الكثير من الموارد الإعلانية للناشرين والصحف".
وأوضح الدكتور سامي عبد العزيزفي تصريح خاص لـ"صوت الأمة" أن هذه التحديات وضعت الناشرين والمؤسسات الصحفية أمام ضرورة إعادة النظر في نمط إدارتها وطبيعة إصداراتها وكذلك سياساتها التحريرية.
خلق الإنطباع الأولي أسهل من تغييره
كما أكد عبد العزيز، أن هناك تأثير سلبي تسببت فيه وسائل الاتصال الجديدة، موضحا أنها تعتبر أسرع وسيلة انتار تبث أخبار لحظية مجهلة المصدر، كما أنها سابقة على المصادر الرسمية، مشيرا إلى أن ذلك دائما يضع المصدر الرسمي في "موقف دفاعي"، وتابع قائلا: "خلق الإنطباع الأولي أسهل من تغيره".
وعن إمكانية وضع آليات لوقف تغول مواقع التواصل الاجتماعي على الناشرين والصحف، أكد الدكتور سامي عبد العزيز، أنه لا يمكن وقف ذلك التغول أو موانع أو حواجز، موضحا أنه تلك الوسائل تعتمد على السرعة والمبادرة أو"السبق".
وقال: أمريكا سحبت منذ فترة ترخيص قناة "روسيا اليوم" لديها، وهي بلد الديموقراطية، لكنها حينما وجدت أن هذه القناة تهدد أمنها القومي أو أن تمويلها حوله شكوك، موضحا أن الإجراء الذي اتخذته أمريكا بسبب أنها من كبرى الدول التي تملك سُبل الردع كما أنها تمتلك مواد تكنلوجية تستخدم كبدائل.
وأكد الدكتور سامي عبد العزيز، أن سن القوانين والتشريعات داخل مجلس النواب، قد يقلل تغول الوسائل الحديثة لكنها لن تمنعهم، وتابع قائلا "القراصنة أسرع من الصناع الحقيقيين".
فيسبوك وتويتر "مسيطرين"
على الجانب الآخر، أكد الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي، أن تغول مواقع التواصل الاجتماعي، كبد الناشرين والمؤسسات الصحفية خسائر ضخمة وحرمها من عائدات مشروعة، موضحا أن مواقع التواصل تستغل المحتوى الإعلامي والإخباري الذي تعده وسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات الصحفية في بناء شبكاتها الإخبارية، لافتا إلى أن الجمهور يتعرض لوسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الصحف والوسائل الإعلامية التقليدية.
الناشرين لا يحصلون على العائد المناسب
وتابع عبدالعزيز: فيسبوك وتويتر وجوجل ليسوا منتجي أخبار، في نفس الوقت أصبحوا أكبر موزعي أخبار، وهما المسيطرين الآن على نسبة كبيرة من عائد هذه الأخبار، الأمر الذي يهدد الوسائل الإعلامية التقليدية بالبوار، ويضعها أمام تحديات كبيرة، وتسائل "لماذا تنفق وسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات الصحفية مبالغ طائلة ويدفعون مرتبات ضخمة للعاملين بها، وفي نفس الوقت تستحوذ فيس بوك وجوجل على النسبة الأكبر من العائدات المادية وتترك القليل للمؤسسات التقليدية؟".
مواقع التواصل تعتمد على المعلومات المضللة
أوضح الخبير الإعلامي، أن محركات البحث تعتمد على سرعة انفرادها بالمعلومة، مشيرا إلى أن تلك الوسائل قد لا تنقل معلومات خاطئة بقدر اهتمامها بسرعة نقلها للخبر دون النظر في مصدر الخبر أو المعلومة كما أنهم لا يعتدون بالتحقق والتدقيق بقدر سرعة الإنفراد، حيث أنهم لا يمتلكون وسائل التحقق الموجودة في وكالات الأنباء والمؤسسات الصحفية وغيرها، إلا أنهم فقط يعتمدون على سرعة انتشار الخبر، وبالتالي من الممكن أن تتسرب كثير من المعلومات المفبركة والمضللة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب الخبير الإعلامي، بإنضمام مصر للدول الرافضة لتغول محركات البحث، والتي بدأت تشعر بخسائر نتيجة لعرض أخبارها دون الإشارة إلى مصدرها الحقيقي، أو من دون تعويضها ماليا، وقال"يمكن التواصل مع جوجل وفيس بوك وتويتر على صيغة اتفاق ملزم بحيث يجري تقاسم عائدات المطالعة والمشاهدة، كذلك التوصل إلى اتفاق لقواعد التحقق والتثبت من الخبر".