(القتل فى المحراب).. «اقتلوا الحيات».. 4 شيوخ أجازوا حرق وهدم المساجد

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 12:00 ص
(القتل فى المحراب).. «اقتلوا الحيات».. 4 شيوخ أجازوا حرق وهدم المساجد
هدم المساجد
السعيد حامد -أمل غريب (نقلا عن العدد الورقى)

يقولون إن الناس لم يتحولوا إلى مواكب بليدة وراء أى شيخ أو واعظ دينى ليؤمنوا بآرائه وليصنعوا له الانتصارات مثلما فعلوا وراء السيف ومن أجل السيف، لقد ظل السيف أوقح المعلمين والشيوخ وصناع التعليم والمذاهب والمعتقدات، لكنه أيضا ظل الكذاب الذى لا يوجد أصدق منه والفاجر الذى لا مثيل له فى تقواه الدينية والمذهبية والأخلاقية والنفسية.
 
لقد كان السيف هو العقول والآذان والعيون التى رأى بها الناس، والتى بها سمعوا وصدقوا كل فتاوى التكفير والقتل والحرق والخراب والدمار طيلة التاريخ الإسلامى، إن أوقح وأخطر ما فى السيف أنه ساعد وساهم وأعان كل الشيوخ والمعلمين والوعاظ على امتطاء أكتاف الناس، لأنه لا يستطيع أن يحيا أو يتعامل إلا بالخوف والتخويف أى بأن يكون خائفا وبأن يكون مخيفا، وربما فسر هذا كل العنف والدمار فى القرون الأولى، ورغم تطور المجتمعات البشرية وتخلص أوروبا من حكم الكنيسة والقتل على الهوية الدينية، ظل السيف حيا لا يموت داخل النفوس فى الأراضى العربية، لماذا هذا؟ وكيف حدث هذا؟ لأنه بالأخير يمكنك قتل الأشخاص لكن لا تستطيع قتل الأفكار، ويعج الفقه الإسلامى بالعشرات من الفتاوى التى تبيح على سبيل المثال اقتحام وحرق المساجد، تحت مسميات مختلفة.

مساجد الضرار
يقول الشيخ جمال الدين القاسمى، وهو يتكلم عن قول الله تعالى: {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً.. }: «دلت الآية على أن كل مسجد بُنى على ما بُنى عليه مسجد الضرار أنه لا حرمة له، ولا يصح الوقف عليه، وقد حرق الراضى باللـه كثيراً من مساجد الباطنية والمشبهة والمجبرة وسبَّل بعضها، نقله بعض المفسرين».
وذكر العلماء أنه لا يجوز أن يُبنى مسجد جنب مسجد، وإنما يُوسَّع المسجد الأول، إلا إذا كانت هناك حاجة كأن لا يستطيعون توسعة المسجد الأول لضيق مكانه، فيُبنى المسجد عند الحاجة، قال الإمام القرطبى: «قال علماؤنا: لا يجوز أن يُبنى مسجد إلى جنب مسجد، ويجب هدمه، والمنع من بنائه لئلا ينصرف أهل المسجد الأول فيبقى شاغراً، إلا أن تكون المحلة كبيرة، فلا يكفى أهلها مسجد واحد فيُبنى حينئذ، وكذا قالوا لا ينبغى أن يُبنى فى المصر الواحد جامعان وثلاثة، ويجب منع الثانى، ومن صلى فيه الجمعة لم تجزه، وقد أحرق النبى -صلى الله عليه وسلم- مسجد الضرار وهدمه». وقال: «قال علماؤنا: وكل مسجد بُنى على ضرار أو رياء وسمعة فهو فى حكم مسجد الضرار لا تجوز الصلاة فيه».
ومن مساجد الضرار المساجد التى تُبنى على المقابر، فإن فيها ضرراً كبيراً على المسلمين لأنها تمس جانب التوحيد، فهذه المساجد تُهدم ولا يجوز أن تبقى، ولا يجوز الصلاة فيها.

إحياء «مسجد ضرار»
ويعد سيد قطب، أحد أبرز الشيوخ الذين أباحوا استهداف المساجد بعدما أسقط مصطلح «مسجد ضرار» على مساجد اليوم، لذا لم يكن غريبا أن نرى ونشاهد تفجير واستهداف المساجد فى أرجاء الوطن العربى كله.
 
يقول قطب فى كتابه الشهير «فى ظلال القرآن» فى معرض حديثه عن المسجد الضرار: هذا المسجد- أى الضرار- لا يزال يُتخذ فى صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التى يتخذها أعداء هذا الدين تتخذ فى صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه، أو تتخذ فى صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتترس وراءها وهى ترمى هذا الدين! وتتخذ فى صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام لتحذّر القلقين الذين يرون الإسلام يذبح ويمحق.. ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وإنزال اللافتات الخادعة عنها، وبيان حقيقتها للناس، وما تخفيه وراءها».
 
ويضيف فى موضع آخر، خلال تفسيره قول الله تعالى: {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} «يونس: 87» بعد أن قرر فيما سبق دخول مسلمى العصر فى إطار المجتمع الجاهلى: «وهنا يرشدهم الله إلى اعتزال معابد الجاهلية «مساجدها»، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلى». ولم يكن سيد قطب، وحده من تحدث عن مساجد الضرار، فإن منظر التيار التكفيرى فى الأردن والأب الروحى لـ«أبومصعب الزرقاوى» مؤسس تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين «أبومحمد المقدسى»، تحدث هو الآخر عن تقسيم المساجد والحض على كراهيتها واستهدافها إن أمكن، بعدما ربط المقدسى بين هدم المساجد والتمكين، بحيث يتم التنفيذ.

هجران المساجد
وتحت عنوان «هجران مساجد الضرار» تحدث أبوقتادة الفلسطينى أحد أهم المنظرين الفكريين للتنظيمات الإرهابية فى رسالته، عن جواز هجران المساجد التى وصفها بأنها تعد «مساجد ضرار»، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن أبوقتادة أفتى بهدمها وحرقها بقوله: «إنه من الجائز لأهل الولاية والقدرة هدم هذه المساجد وإزالتها، بعضها واجب الإزالة وبعضها مما يجوز لهم هدمه وحرقه وإزالته». ويضيف: «ومما تدخل فى معنى مسجد الضرار، وينطبق عليها الوصف الشرعى، تلك المساجد التى بناها الطواغيت لتذكر فيها أسماؤهم وتسمى بهم، وهذه المساجد فيها الكثير من معانى الضرار؛ منها أنها بنيت رياء وسمعة وأموالها إنما بنيت من سرقات هؤلاء الطواغيت وبعضها من الربا».
 
«أبو قتادة» لم يكتف بذلك بل وضع بنفسه عدة أمثلة على المساجد التى يجب حرقها وهدمها حيث قال: «ومنها؛ ما تبنيه الجماعات والأحزاب والطوائف من مساجد خاصة لهم لينفردوا بها عن باقى مساجد المسلمين العامة، وهى أشبه بتكايا الصوفية التى بسببها اعتزلوا مساجد أهل الإسلام، ومثل حسينيات الروافض، فهذه كلها فيها معنى الضرار وعلى من قدر من المسلمين إزالتها وهدمها».
 
أبوبصير الطوطوسى، أحد المفتين الذين تعتمد عليهم التنظيمات الإرهابية يذهب لنفس الأحكام، حيث يورد سؤالا فى رسالته عن مساجد الضرار هو: هل يجب هدم وحرق مساجد الضرار؟ ويجيب قائلا: «مرد الأمر إلى الإمام أو من ينوب عنه من أمراء الجند والجهاد من ذوى الشوكة والقوة والمنعة، فإن رأى من المصلحة والسياسة الشرعية حرقه وهدمه يُحرق ويهدم، وإن رأى من المصلحة أن يغير صورته ويخرجه عما وضع له، فله ذلك كذلك».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق