ولا جن ولا عفريت.. معزة وحمار قادا العلماء لاكتشاف أهم الآثار
الإثنين، 04 ديسمبر 2017 08:00 م
هي وحدها بطل معظم الاكتشافات الأثرية، إنها الصدفة التي قادت إلى العلماء إلى الكشف عن آثار مصرية مدفونة في باطن الأرض، آخرها الكشف الأثري أسفل مسجد الإمام الشافعي بعد هبوط أرضي به.
في مسجد الإمام الشافعي وقع هبوط أرضي، ظهر من خلاله درج من المرجح أنه يؤدي إلى جبانة أثرية أسفل قبة الإمام الشافعى، وفي عام 1871 تعثرت إحدى العنزات في جبال الدير البحري لتقود صاحبها إلى الكشف عن مومياوات وعتاد جنائزي لأكثر من خمسين فرعون مصري؛ ليتحقق أعظم كشف أثري في القرن التاسع عشر، وسمي الكشف بخبيئة الدير البحري.
وبعد هذا الكشف بستة عشر عاماً وتحديدا في عام 1898 قادت الصدفة الأثري الإنجليزي الشهير هيوارد كارتر إلى كشف أثري عندما كان ممتطيا جواده في نزهة بالدير البحري، وعندما اقترب الجواد من الفناء المفتوح للمعبد الجنائزي لمنتوحوتب الثاني، مؤسس الأسرة الحادية عشرة، تعثرت قدم الحصان ليسقط هيوارد كارتر من أعلي جواده ليكتشف بالصدفة البئر المؤدية للدفنة الرمزية للفرعون منتوحوتب الثاني، كما عثر علي أحد أجمل التماثيل الفرعونية على الإطلاق سليمًا وملفوفًا باللفائف الكتانية وكأنه مومياء وليس تمثالاً من الحجر الرملي الأحمر يمثل الفرعون جالسا؛ ملتحفا رداء الاحتفالات ، حيث تم تسجيل الكشف في كتب التاريخ باسم تمثال باب الحصان.
أما أغرب صدفة قادت لأهم كشف أثري في التاريخ حتي الآن كان وراءها صبي، ففي 4 نوفمبر 1922 كان العالم ومعه الأثري هوارد كارتر على موعد مع أهم كشف أثري بالقرن العشرين، وهو الكشف عن مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون سليمة لم تمس، ولم تفارق كنوزها مكانها منذ أن تم وضعها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام ، حيث يعود هذا الكشف إلي حمار صبي يدعي حسين عبد الرسول، كان يحمل عليه جرار الماء للعمال؛ وفي ذلك اليوم دخل الحمار إلى الوادي حاملاً المياه ووراءه الصبي يمشي، وابتعد الحمار عن المكان الذي يعمل فيه العمال وتوقف في مكان ظليل، وبينما يحاول الصبي تمهيد الأرض لوضع جرار الماء يعثر على أول درجات السلم التي قادت هيوارد كارتر إلى الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون.
وفى 28 سبتمبر 1900 يختفي حمار أحد الاشخاص بينما هو يقوم بتحميل عربة الكارو بالأحجار المتناثرة بمنطقة كوم الشقافة الأثرية بالإسكندرية؛ حيث سقط الحمار في بئر عميقة ليكتشف أروع آثار الإسكندرية المعروفة باسم مقابر الكتاكومب بكوم الشقافة.
وفى صيف عام 1997 كانت الواحات البحرية على موعد مع كشف أثري مذهل حدث بالصدفة، حيث كان حارس معبد الإسكندر الأكبر يستعد لمغادرة المكان إلا أنه لاحظ أن حماره الذي تركه يلهو كعادته لا يأتيه ويجري مذعورًا ذهابًا وإيابًا بالقرب من مكان بعينه، وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار سقطت في حفرة بالأرض، وعندما نظر داخلها وجد وجوهًا من الذهب وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.
وفى أهرامات الجيزة تعثرت قدم حصان تمتطيه سائحة لتكون هذه هي بداية الكشف عن مقابر العمال بناة الأهرامات.
كما لعبت الصدفة دورا في اكتشاف مومياوات أهم ملوك مصر القديمة مثل رمسيس الثاني، ووالده سيتي الأول، وأحمس قاهر الهكسوس، وتحتمس الثالث مؤسس أول إمبراطورية في التاريخ عندما كان أحد الافراد يبيع كنوز المقبرة لأحد التجار ليتم القبض عليه وتم فتح تحقيق حول هذه الآثار المهمة التي كانت تبيعها الأسرة وقد اعترفوا باكتشافهم مقبرة في الدير البحري.
واصلت الصدفة دورها في الاكتشافات الاثرية بعد أن تم الكشف عن معبد لتحتمس الثالث بالبدرشين أثناء قيام بعض الأشخاص بالحفر خلسة أسفل منزل أحدهم فى منطقة حوض زليخة بتل العزيز بالبدرشين، تم اكتشاف كتل خرسانية منقوش على أحدها خرطوش الملك تتحمس الثالث، وبقايا معبد يرجع لعصر للأسرة ١٨ من الدولة الحديثة ، وبعد الإبلاغ عن الواقعة قامت وزارة الاثار بمعاينة موقع الكشف وتجفيف أماكن الحفر من المياه الجوفية، وتمكنت من اكتشاف شواهد أثرية متمثلة فى ٩ قطع، من بينها ٧ لوحات جدارية وبقايا قواعد لأعمدة من الجرانيت الوردي، كما تم انتشال تمثال من الجرانيت الوردى لشخص جالس كان غارقا فى المياه الجوفية، يبلغ ارتفاعه ٢,٥متر .
وفي منطقة عرابة ابيدوس بمحافظة سوهاج، تم الكشف عن مقصورة أثرية من الحجر الجيرى الجيد تعود إلى عصر الاسرة الحادية عشرة، يظهر عليها نقوش بارزة تحمل ألقاب الملك نب حتب رع " منتوحتب الثاني" مؤسس عصر الدولة الوسطى ( 2045 – 1995 ق.م)، وأهمية هذا الكشف تكمن فى ندرة المقتنيات الأثرية المكتشفة للملك أمنتوحتب الثانى فى ابيدوس، حيث لم يعثر لهذا الملك بهذه المنطقة سوى على اجزاء من بلوكات حجرية تم الكشف عنها قديما داخل معبد اوزوريس، لافتا إلى أن وجود مقتنيات أثرية لهذا الملك فى أبيدوس يعود سببه إلى اهتمام الملك ببناء آثار له داخل حدود المدينة المقدسة «أبيدوس» لبسط نفوذه فى الشمال والتقرب إلى المعقبود «أوزوريس خنتى أمنتى» معبود أبيدوس.