الاختلاف على الحاكم لا يفسد للوطنية قضية
الأحد، 03 ديسمبر 2017 04:02 م
بين الحب والكره.. بين الاتفاق والاختلاف.. بين التأييد والمعارضة للحاكم، تتوجه أصابع الاتهام بين وطني وخائن، بين إيجابي وسلبي، بين محب وحاقد على الوطن.
الحقيقة إن دل هذا على شيء، فيدل على واقع أليم وخطير نعيشه، فأصبحنا مجتمعًا للرأي والتوجه الواحد، رأيك لا يهمني إذا كان مختلفًا وأنت نفسك لا تهمني، وقد تصبح مستباحًا أيضًا لكل أنواع الإهانات من قبل شخص آخر يري أنك عكس التيار الذي بات هو وغيره يؤمنون أو يدعون إيمانهم وتمسكهم به.
من يحمل رأيًا مختلفًا فهو بالضرورة عدوٌ لي، وقد يصل الأمر بأنه عدو للوطن.
والسؤال هنا.. هل كل رأي مختلف أصبح فاتورة يتم دفعها شكوكًا في الوطنية والشرف؟.. وهل كل متفائل يرى أن الأفضل قادم وأن الحاضر إيجابي يتم وصفه بالمطبلاتي والتابع للنظام؟
حقيقة مريرة ومريضة، وواقع أكثر من أليم نعيشه كلنا ولا أستثني أحدًا إلا القليل، الاختلاف يا سادة كما قالوا لنا هو سنة الحياة، منذ أن خلقنا الله ونحن مختلفون، فلكل منا اسم ولقب ودين وفكر وغيره، فكيف لنا أن ننتظر بأن تكون أفكارنا أو آرائنا متطابقة، فهو أمر خيالي وجنوني- إن صح التعبير.
عندما تنظر من خلال العدسة المكبرة لا ترى فقط المنظر الجميل عن قرب بتفاصيله، بل ترى الجميل والقبيح لأن هذا هو الواقع من حولنا، فأنت الذي يختار المنظر والصورة التي ترغب أن تراها فكلاهما واقع نعيش فيه.
عن الاختلاف في طريقة حب الوطن أتحدث.