إذا أكرمت اللئيم تمردا.. لماذا سافر معتمر الإمارات "شفيق" إلى فرنسا؟

يبدو أن حدة الأحداث تتصارع بسرعة البرق، فمنذ إعلان أخر رئيس لوزراء مصر في عهد مبارك والمرشح الرئاسي السابق أحمد فريق عن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المُقبلة، مساء أمس الأربعاء والأمور تجري وراء بعضها.

 

فإعلان «شفيق» نيته الترشح قوبل بموجة غضب من مؤيدي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي تبعتها بموجة فرح مكتوم من معارضين للنظام، في فكرة ترشح شفيق للرئاسة لما رؤوه محاولة لتحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية.

 

 

شفيق والجزيرة
لكن «شفيق» بعد إعلان الترشح عبر فيديو بثته وكالة الأنباء الدولية «رويترز»، فاجيئ الجميع بعدها بما يقل عن ساعة زمنية ببث فيديو له عبر قناة الجزيرة القطرية -المعروفة لعدائها لمصر ولقربها من جماعة الإخوان  المسلمين الإرهابية- ، يقول فيه أن السلطات الإماراتية منعته من السفر خارجها.

 

حديث شفيق عبر قناة الجزيرة  حمل بين طياته تحليلات تؤجج لصراعات في المنطقة خاصة أنه أعلن نيته الترشح من دولة الإمارات ثم هاجم الإمارات نفسها في فيديو بثته قناة الجزيرة المتحدثة باسم دولة قطر والتي يُمارس عليها حصار من الإمارات والسعودية ومصر والبحرين بسبب دعمها الشديد للإرهاب ولتفتيت دول المنطقة.

 

لم يستغرق إعلان شفيق عبر الجزيرة أنه محتجز في الإمارات سوى دقائق وظهر وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش بتغريدات عبر حسابه الشخصي  على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها نصاً: «تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ الى الإمارات هارباً من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه».

 

 

إذا أكرمت اللئيم تمردا
وتابع الوزير الإماراتي: تؤكد دولة الإمارات بأنه لا يوجد عائق لمغادرة الفريق أحمد شفيق الدولة، وللأسف وفِي هذا الموقف الذي يكشف معادن الرجال، لا يسعني إلا أن أضيف مقولة المتنبي، شاعر العرب الكبير، إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد.

 

عدد من المُقربين لـ «شفيق»، قالوا عبر تغرديات على مواقع التواصل الاجتماعية  فيس بوك وتويتر أن رئيس وزراء مصر الأسبق الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2012 بفارق ضئيل عن مرشح الإخوان وقتها محمد  مرسي – المحبوس على ذمة قضايا تخابر وإرهاب- ، أن شفيق كان يعتزم الترشح  للانتخابات المقبلة منذ أواخر أكتوبر الماضي، وأنه تواصل مع إعلاميين مصريين لإقناعهم بعمل حوار صحفي يُعلن  من خلاله عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المُقبلة لكنهم رفضوا، وهو ما جعل شفيق يتجه إلى وكالة الأنباء العالمية "رويترز" لبث من خلالها إعلانه الترشح للرئاسة.

لماذا ذهب لباريس؟
اليوم الخميس وفي الثانية ظهراً ظهرت دينا عدلي الوكيل القانوني للفريق أحمد  شفيق على قناة بي بي سي  عربي أن "شفيق" قرر السفر لفرنسا لعمل مقابلة تلفزيونية مع وكالة الأنباء رويترز وإعلان ترشحه على رئاسة الجمهورية، وأيضاً القيام بجولة في دول أوربية لمقابلة الجاليات العربية هناك بعد إعلان ترشحه وطلب دعهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة أن شفيق لم يهاجم الإمارات ووجه لها الشكر لاستضافته لسنوات.