حلاق النبي.. قصة صحابي جليل هدم داعش ضريحه بليبيا
الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 06:00 م
حظيت بعد بلدان المشرق العربي بنزول عدد من صحابة رسول الله خلال الفتوحات الإسلامية، وكان من بين الناس الذين عبروا البحر إلي الأندلس عام 92هـ ، ثم عاد إلى طرابلس الغرب، وأقام فيها إلى أن توفي هو الصحابي "المنيذر الإفريقي"، والذي أطلق عليه حلاق الرسول الكريم وهدم المتطرفون ضريحة عقب ثورة 17 فبراير 2011 فمن هو هذا الصحابى الجليل؟
تذكر بعض المؤلفات التاريخية أن "المنيذر الإفريقي" دخل الأندلس، ولا يعرف له نسب أو سلف، وروي البعض أنه دخل مصر، ويعود اسمه علي تصغير لفظ "المنذر"، وفسر ابن بشكوال علة تصغير الاسم " انه أطلق عليه لكونه من أحداث الصحابة رضي الله تعالى عنهم".
عرف "الصحابي" أيضًا باليماني، وتفيد بعض الأدلة أن إفريقية "وهي تونس حاليًا" دار هجرته، وليست موطنه الأصلي، وفي الترجمة التي عقدها له ابن عبد الملك المراكشي في "الذيل" ذكر أنه "من مدحج، ويقال من كندة"، وهذا يؤكد الأصل اليماني له".
كان الصحابي الجليل "المنيذر"علمًا لمدينة طرابلس الغرب، ودليلًا على دخولها في دين الله منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراوي الحديث الوحيد له، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، فأنا الزعيم له فلآخذن بيده فلأدخلنه الجنة" كتاب الاستيعاب لابن عبد البر، ترجمة رقم 1581، ص 708-709، كما أورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
ويشاع عن "المنيذر" في ليبيا كونه حلاق النبي، ولكن كتب السنة لم تستند ذلك، فروي حديث عن النبي في صحيح مسلم عن أنس قال: رأيت رسول صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق خذ وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر" وفي الصحيحين عن كعب بن عجرة أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم محرماً فقمل رأسه ولحيته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فدعا الحلاق فحلق رأسه "، ولكن لم يذكر اسم أو أي دلاله عن "المنيذر".
وكان "المنيذر" له ضريح، ويعد من الأضرحة المعروفة في العاصمة الليبية، طرابلس، حيث دفن بالمقبرة التي حملت اسمه من بعد وفاته وعرفت في وقتنا هذا بمقبرة "سيدي منيذر"، ولكن تم تفجيرها.