القضاء يثأر من أول خلية تكونت عقب ثورة يناير لـ"استهداف بيوت الله"
الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 05:11 م
570 يوماَ مرت على أولى جلسات محاكمة 154 متهما من أخطر عناصر تنظيم داعش الإرهابى، حيث قضت المحكمة العسكرية باحالة 11 متهما فى القضية رقم 2 لسنة 2106 جنايات عسكرية شرق والمعروفة إعلاميا بقضية "أنصار بيت المقدس 3" للمفتي، وحجز القضية للحكم لجلسة 20 ديسمبر المقبل.
احالة 11 متهماَ للمفتى
والمتهمون الـ11 الصادر ضدهم قرار الإحالة هم: " هشام على عشماوي، وشادي عيد سليمان، وسلمى سلامه سليم، وصبري خليل عبد الغني، ومحمد أحمد على نصر، وأيمن أنور عبدالرحيم، وكمال علام محمد على، وفايز عيد عوده، وإسلام محمد أحمد الدسوقي، وأحمد فؤاد أحمد عبدالغني، وهيثم رمضان على أحمد.
هشام العشماوى زعيم الخلية
يحاكم في القضية 66 متهما حضوريا، فضلا عن 89 متهما غيابيا من بينهم هشام على عشماوى ضابط الصاعقة المفصول، ومحمد أحمد نصر قائد تنظيم كتائب الفرقان المتهم باستهداف سفينة أثناء عبورها لقناة السويس وضرب مقر القمر الصناعى بالمعادى، وسلمى المحاسنة عضو مجلس شورى التنظيم وفقا للتحقيقات، بالاضافة قيادات أخرى للتنظيم.
القضية استغرقت نحو 13 جلسة على مدار عام ونصف، منذ بداية الجلسات التى انعقدت بتاريخ 19 مايو 2016 من الاستماع لطلبات الدفاع وفض أحراز القضية وسماع شهود الإثبات والنفي، ومرافعتي الدفاع والنيابة.
أبرز المتهمين
أبرز المتهمين فى القضية هم كل من : "توفيق فريج المقيم بسيناء، وسلمى سلامة سليم المكنى بـ"أبوإسراء"، وهشام على عشماوى 34 عاما واسمه الحركى "أبومهند"، وهو ضابط سابق بوحدة الصاعقة بالقوات المسلحة، وعماد الدين أحمد محمود عبدالحميد 36 عاما، واسمه الحركى "رمزى" ضابط سابق بالقوات المسلحة، ومحمد حمد عويس 40 عاما ضابط شرطة، واسمه الحركى"أبوعبدالرحمن"، وكان يعمل فى مرور القاهرة قبل حبسه، وعبدالفتاح عبدالله غانم 60 عاما، مساعد قوات مسلحة بالمعاش، ورائد العطار 42 عاما، القيادى بحركة حماس "هارب" وأيمن نوفل 39 عاما، قائد كتائب عزالدين القسام "هارب".
التحقيقات كشفت أن العناصر متهمة بتفجير مديريات أمن الدقهلية والقاهرة وجنوب سيناء، واغتيال 40 من ضباط وأفراد الشرطة وقتل 15 مواطناً، والهجوم على منشآت شرطية فى القاهرة والمحافظات، حيث ارتكبوا جرائمهم فى غضون الفترة من 2009 حتى مايو 2014 بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية والإسماعيلية والدقهلية والشرقية وكفر الشيخ والفيوم والمنيا وقنا وشمال وجنوب سيناء.
أول خلية حاولت استهداف عبد الفتاح السيسى
كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل فى تلك القضية، حينما كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن التنظيم استهدف تفجير اعتصام "رابعة العدوية" أثناء وجود أنصار "مرسى" داخله، ولكن خللا في الدائرة الكهربائية فى العبوات الناسفة التى تم تجهيزها لاستخدامها للتفجير، حال دون ذلك، كما خططوا لاستهداف وزارة الدفاع ووزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسى، قبل استقالته من منصبه، كما خططوا لاستهداف المجرى الملاحى لقناة السويس باستخدام غواصة، عن طريق تحميلها بكميات كبيرة من المواد المتفجرة وإلقائها فى المجرى الملاحى للقناة، وتبين أن المتهمين استخدموا 3 عبوات فى تفجير موكب وزير الداخلية واستخدموا 800 كيلوجرام من المتفجرات فى إستهداف مديرية أمن القاهرة.
لم تكن تلك هى الإتهامات الوحيدة التى وجهت للمتهمين من عناصر أنصار بيت المقدس قبل انضمامها إلى تنظيم داعش الإرهابى، حيث حاولوا اغتيال المقدم محمد مبروك مرتين قبل واقعة قتله، ولكن المرة الأولى منعهم من ذلك وجود ابنته وزوجته معه، والمرة الثانية لاحظ مراقبتهم له وأفلت منهم قبل تمكنهم من اغتياله فى المرة الثالثة بـ26 رصاصة، منها 9 طلقات أصابته فى وجهه و4 فى فمه مباشرة، والباقى فى أنحاء متفرقة من جسده.
بداية التنظيم
تأسس التنظيم قبل عام 2010 على يد توفيق فريج زيادة، الذى دعم التنظيم فى سيناء ومدن القناة، وفي 25 فبراير 2011 خرج القيادى الثانى للتنظيم محمد على عفيفى من المعتقل بقرار عفو صادر من المشير طنطاوى، والتقى المتهمان واتفقا على تأسيس 8 خلايا للتنظيم بجميع أنحاء الجمهورية، على أن يتولى "فريج" القيادة فى مدن القناة، ويتولى "عفيفى" القيادة فى 8 محافظات، هى: القاهرة الكبرى -التى تضم القاهرة والجيزة والقليوبية- وبنى سويف والدقهلية وكفر الشيخ وقنا والإسماعيلية والشرقية.
قائمة ببعض الشهداء
عناصر التنظيم -حسب التحقيقات- قتلا الطفلة مريم نبيل فهمى ومحمد إبراهيم على وسمير فهمى عازر وكاميليا حلمى عطية عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم المصمم على قتل مرتادى كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بمنطقة الوراق، وقتلوا محمد السعيد سعد الدين - لواء شرطة مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، وقتلوا خالد سمير عطية ومحمد رشدى عبدالشافى وتوماس قصدى فكرى - أفراد شرطة - وسمير محمد محمد أحمد، وآخرون .
أول وقائع استهداف المساجد عقب ثورة يناير
ومن العمليات التي ارتكبت تفجير مبانى سجن الاستئناف والإدارة العامة لمباحث القاهرة وإدارة شرطة النجدة ومتحف الفن الإسلامى ودار الكتب، ومنقولات وآثار بتلك المبانى ، وأتلفوا - وآخرون توفوا - مبانى معدة لإقامة شعائر الدين بأن أتلفوا مسجدى يوسف أغا والسلطان شاه المعدين لإقامة شعائر الدين الإسلامى، وفجروا معسكر الأمن المركزى بمحافظة الإسماعيلية، وسرق المتهمون المبالغ النقدية والسلاح النارى المبينة قدرا وسلفا بالتحقيقات والمملوكة للبنك الأهلى سوستيه جنرال والشركة المصرية لنقل الأموال "أمانكو"، وكذا مكتب بريد بلقاس، كما استولوا على المصوغات الذهبية المملوكة للمجنى عليه مجدي إسكندر واصف حبشى والأموال المودعة بجهاز الصرف الآلى المملوكة لبنك الإسكندرية فرع القنطرة غرب .
علاقة التنظيم بالقاعدة
التحقيقات كشفت عن علاقة تنظيم أنصار بيت المقدس بتنظيم القاعدة الإرهابى وعناصر حركة حماس، حيث أن الجماعة تولى زعامتها المتهم الأول توفيق محمد فريج زيادة، واضطلع إبان تأسيسها بالتواصل مع تنظيم القاعدة بالخارج لمبايعة زعيمه أيمن الظواهرى، والتواصل مع ألوية الناصر صلاح الدين الفلسطينية، بقطاع غزة، لمد الجماعة بدعم مالى وعسكرى ولوجيستى للقيام بعمليات عدائية بالبلاد، مستغلاً الأوضاع الأمنية فى أعقاب يناير 2011 - فأسس هيكلاً تنظيمياً لها، قائماً على إنشاء خلايا عنقودية تعمل كل منها بمعزل عن الأخرى، تلافياً للرصد الأمنى، وتولى ضم عناصر للجماعة من معتنقى ذات الأفكار من الهاربين من السجون إبان ثورة 2011 وممن تلقوا تدريبات عسكرية على يد عناصر تنظيم القاعدة بالخارج وآخرين تم استقطابهم.