عبدالعال يمنع النواب من الحديث: هقول كلمة "شهداء الروضة" بالنيابة عنكم
الإثنين، 27 نوفمبر 2017 12:35 ممصطفى النجار
قال الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، منذ قليل، في الجلسة العامة، إن الحادث الإرهابي الأليم الذي وقع في مسجد الروضة ببئر العبد، ألقى بظلاله على الجميع، مؤكدًا أن جلسة المجلس اليوم هي جلسة طارئة تنظر الأعمال التي دعيت من أجلها وأى خروج عن هذا السياق يؤدي لبطلان الجلسة، مضيفا:"لن أعطى الكلمة لأحد للحديث ولو أصر أحد على الحديث سألغي الجلسة الطارئة".
وأضاف عبدالعال أن الإجراءات اللائحية تحتم عليه وعلى النواب الالتزام بجدول الأعمال فقط وعدم الخروج عن المقرر الحديث فيه.
واستطرد رئيس مجلس النواب:"سوف أقوم بإلقاء كلمة بالنيابة عنكم ونناقش جدول الأعمال، ومن المقرر أن نخصص جلسة يوم الأحد المقبل في موعدها المحدد لمناقشة الحادث الإرهابي".
وقاطعه النائب مصطفى بكرى طالبا للكلمة إلقاء بيان عاجل حول الحادث، إلا أن عبدالعال طلب منه الجلوس قائلا:" سيادة النائب اتفضل اجلس"، متابعا:"الحادث موجع كما ذكرت ومؤلم، لكننا أمام محددات دستورية ولائحية".
وقاطعه عدد كبير من النواب في الجلسة، فرد عليهم عبدالعال: اسمعوني ولا مش هتكلم، رجائي الخاص الجلوس والهدوء، المشكلة كلنا في مركب واحد، أما أن نخصص هذه الجلسة للحديث وبالتالى لا يجوز لنا الحديث عن مشروعات القوانين إطلاقا وهذا هو الدستور وهذه هي اللائحة".
وانفعل عبدالعال قائلا:" أرجوكم انتظروني أنا سألقي الكلمة التي تعبر عنكم، رجائي الخاص سألقي الكلمة، ثم ننتهي بالوقوف دقيقة حداد على شهداء.
وألقى عبدالعال كلمة البرلمان في الحادث قائلا:" (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
في يوم الجمعة الماضى، وجهت يد الإرهاب الآثم طعنة غادرة إلى مواطنين أبرياء، حين استحلت دماء حرمها الله، معرضةً عن التعاليم السمحة التي نادت بها جميع الأديان السماوية، والقيم الإنسانية كافة، واغتالت مجموعة من الآمنين العزل في أثناء سجودهم لله، في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء في حادثة تجسد الغدر في أحط صوره، فنتج عن الحادث هذا العدد من الشهداء والمصابين.
إن هذا العمل الإرهابى الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية عميلة وممولة، لا تمت للدين الإسلامى الحنيف بصلة من قريب أو بعيد، هي فئة باعت ضمائرها للشيطان، واشترت دنياها بدينها، لا مبدأ لها ولا هدف سوى الخراب والدمار، ولا ولاء لها إلا لمن يمولها ويقدم لها الدعم.
إن هؤلاء الجبناء الذين يطعنون الأبرياء في ظهورهم في أثناء الصلاة، لا يقصدون إلا كسر إرادة المصريين، وإحباط عزائمهم بعد النجاحات والضربات المتتالية التي تتم كل يوم ضدهم من الجهات الأمنية.
ولهؤلاء أقول: أن من ثوابت التاريخ أنه لم يحدث أن هزم إرهاب دولة بأكملها خاصة إذا كانت دولة راسخة عبر العصور.
إن هذا الفعل الخسيس المشين لن ينال من إرادتنا وعزيمتنا، بل سيزيدنا- نحن المصريين- صلابة وتلاحمًا، وإصرارًا على الاصطفاف خلف قيادتنا السياسية، ومؤسساتنا الوطنية، وفي مقدمتها الجيش المصري العظيم، والشرطة الباسلة حتى نستأصل جذور الإرهاب، ليس فقط من تربة مصر الطيبة، بل ومن المنطقة والعالم بأسره.
أيها السيدات والسادة:
رغم مرارة الحادث وآلامه التي أصابت قلوب المصريين، إلا أن هذا الحادث الأليم كشف أمام العالم أن هؤلاء القتلة يوجهون أسلحتهم وكراهيتهم إلى المسلمين قبل غيرهم.
ولعلكم تتفقون معى في أن الضمانة الأهم في مواجهة الإرهاب هو الاقتناع والوحدة والاصطفاف بين الشعب وقيادته السياسية وعدم السماح بوجود فرقة أو اختلاف أو فراغ.
فغرض الإرهاب هو زرع بذور الفتنة بين المواطنين، وإفقادهم الإيمان والثقة في قيادتهم، والنيل من روحهم المعنوية بحيث يكون الرد على العنف بالعنف في متواليات متكررة، فيختل النظام العام وتقع البلاد في الفوضى.
وأنا من موقعى هذا، أؤكد على ثقتى وثقة جميع نواب مصر، بأن الشعب المصري العظيم بقيادته وجيشه وشرطته قادرون على الانتصار في معركته ضد هذه القوى الظلامية.
وأننا سنبذل كل ما في وسعنا لتوفير كل الدعم لقوات إنفاذ القانون للانتصار في هذه المعركة، لا يثنينا عن هذا أية شعارات جوفاء، أو مثاليات عبثية، لهذا فإن مصر، وحماية أمنها القومى، وأمن شعبها هو دليلنا وبوصلتنا وهدفنا الوحيد.
وفي الختام. أقول إن الله لن ينصر أهل الشر مهما فعلوا وإن وعد الله حق، بأنه لن يصلح عمل المفسدين وهو وعد ربانى لا يخلف أبدًا.
ولا يسعنى إلا أن أتوجه بخالص العزاء وأصدق المواساة لأسر الشهداء، سائلا المولى - عز وجل - أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
والآن أدعوكم للوقوف دقيقة حدادًا ترحما على أرواح الشهداء.