خطى ثابتة نحو التنمية

المدينة السمكية الصناعية.. مشروع يضم 4 آلاف فدان.. 1359 حوض أسماك.. 3 مناطق «مفرخات وزريعة وبحثية»

الأحد، 26 نوفمبر 2017 02:30 م
المدينة السمكية الصناعية.. مشروع يضم 4 آلاف فدان.. 1359 حوض أسماك.. 3 مناطق «مفرخات وزريعة وبحثية»
السيسى
عبدالعزيز السعدنى (نقلاً عن العدد الورقى)

* الرئيس افتتح عبر «الفيديو كونفرانس» مصنعين لإنتاج الثلج والفوم ومحطة لتحلية المياه ببورسعيد

* التنسيق مع وزارة الخارجية لدعم التعاون مع الدول الإفريقية.. والانتهاء من 15 مركبا للصيد خارج المياه الإقليمية

ليست البداية ولن تكون النهاية؛ فالمدينة السمكية الصناعية التى افتتحها الرئيس السيسى بجانب عدد من المشروعات القومية، الأسبوع الماضى، بمحافظة كفر الشيخ، تؤكد أن مصر فى طريقها الصحيح نحو التنمية من أجل مستقبل أفضل، بعد وعكة سياسية واقتصادية واجتماعية تعرضت لها إثر ثورتين، وعناء عام كامل من حُكم «الإخوان»، الجماعة الإرهابية التى جعلت خير مصر لأفرادها فقط، وما زلنا نحارب شرورها ومَن يحركونها.

أثبت الرئيس عبد الفتاح السيسى، والحكومة وصمام أمان مصر «القوات المسلحة»، أنهم يسعون جاهدين إلى تحقيق الإصلاح الاقتصادى، فى خطوة وصفها المعظم بـ«الدواء المُر»، للوصول إلى أعتاب العدالة الاجتماعية وإيصال الدعم لمستحقيه.
 
القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس عبدالفتاح السيسى، افتتح المدينة السمكية الصناعية بغليون بمحافظة كفر الشيخ، على مساحة 4 آلاف فدان، تتضمن 1359 حوضا للأسماك والجمبرى، ومنطقة المفرخات وإنتاج الزريعة ومنطقة بحثية، ومنطقة صناعية على مساحة 55 فدانا، تضم مصنعًا لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك بطاقة إنتاجية 100 طن يوميا، وثانيا لإنتاج الأعلاف بطاقة إنتاجية 180 ألف طن سنويا، وثالثا لإنتاج الثلج بطاقة إنتاجية 60 طنا يوميا، ورابعا لعبوات الفوم بطاقة إنتاجية 1200 عبوة يوميا.
 
وفى نفس التوقيت، عبر «فيديو كونفرانس»، افتتح الأسبقية الأولى لمشروع الأقفاص السمكية شرق بورسعيد، ومصنعين لإنتاج الثلج والفوم، ومحطة لتحلية المياه لخدمة مشروع الاستزراع السمكى فى بحيرة البردويل، شمال سيناء.
 
«المشروع يهدف إلى المساهمة مع أجهزة الدولة فى تقليل الفجوة فى البروتين السمكى، والعمل على توفيره بالكميات والأسعار المناسبة فى متناول المواطنين وخاصة لمحدودى الدخل منهم».. بهذه الكلمات بدأ اللواء مصطفى أمين، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، حديثه مستعرضا الأهمية الاستراتيجية لمشروعات الاستزراع السمكى التى يجرى تنفيذها من واقع ما تتضمنه بعض المؤشرات الاقتصادية عن إنتاج مصر من أصناف مصادر البروتينات الحيوانية، التى تمت دراستها بالتنسيق مع وزارتى الزراعة و«التجارة والصناعة»، من حيث حجم الاستهلاك والإنتاج المحلى والفجوة الغذائية من اللحوم الحمراء والدواجن والطيور والأسماك بأنواعها، ومساهمة المسطحات المائية فى مصر فى الإنتاج السمكى، وكمية وتكلفة الاستيراد لتلك الأصناف.
 
وأضاف اللواء مصطفى أمين: الاستفادة كبيرة لما تتمتع به مصر من سواحل وبحيرات غنية وظروف مناخية ملائمة تساعد على تنفيذ ونجاح هذا النوع من المشروعات، فضلا عن تعظيم العائد لنواتج المشروع باستخدام أحدث الطرق العلمية مع تنفيذ العمليات والأنشطة التصنيعية المرتبطة بمنتجاته، وإتاحة العديد من فرص العمل لمختلف التخصصات ومستويات التأهيل العلمى.
 
«المدينة السمكية الصناعية بدأ إنشاؤها منذ يوليو 2015».. واستعرض اللواء حمدى بدين، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، مراحل الإنشاء التى بدأت بتوقيع عقد مع شركة «إيفر جرين»، إحدى الشركات المتخصصة فى مجال الاستزراع السمكى فى الصين، وكان من أهم بنوده «التدريب ونقل الخبرة والاستمرار فى العمل مع الجانب المصرى»، حيث تتم الاستفادة من خبرتهم فى إدارة وتشغيل المصانع، وإعداد الدراسات الهندسية للمشروع بواسطة مكتب استشارى متميز، بالاستعانة بأساتذة من جامعتى كفر الشيخ والإسكندرية، وبالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والهيئة العامة لحماية الشواطئ ومعهد علوم البحار، وتنفيذ جميع الأعمال الإنشائية بواسطة ما يقرب من 52 شركة مصرية من المهندسين والمشرفين والعمال المدنيين.
الأمر ليس مقتصرا على المدينة السمكية فقط، حيث تضمن العرض دور الخدمة الوطنية فى تحقيق الأمن الغذائى، ما نُفذ وقيد التنفيذ، لدعم الأجهزة المعنية بالدولة وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، حيث دبرت الشركة الوطنية للتبريدات والتوريدات، فى الفترة من يناير 2017 وحتى الآن، ما يزيد على 300 ألف طن من السلع الغذائية الأساسية من لحوم ودواجن وزيت طعام وغيرها، وسلمت وزارة التموين نحو 50 % منها، وطرحت الباقى للجمهور من خلال منافذ البيع الثابتة والمتحركة التابعة للجهاز فى الأحياء الشعبية بالمحافظات.
 
كما سلمت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية بشرق العوينات، وزارة التموين هذا العام نحو 210 آلاف طن من إنتاجها من القمح عالى الجودة، وتعكف الشركة الوطنية للزراعات المحمية حاليا على إنشاء 4780 صوبة زراعية كمرحلة أولى بمناطق الحمام وفايد والعاشر من رمضان وقرية الأمل بشرق الإسماعيلية؛ بهدف توفير الخضراوات الطازجة على مدار العام بالإنتاج الوفير والجودة العالية والسعر المناسب، كما دبّر الجهاز هذا العام 23 مليون عبوة من ألبان الأطفال طُرحت فى الصيدليات بجميع المحافظات بأسعار مخفضة عن مثيلاتها فى الأسواق.
 
وتنفذ الشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى، بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى حاليا، المرحلة الأولى من مشروع تنمية الثروة الحيوانية بطاقة 150 ألف رأس، منها 25 ألف رأس ماشية فى مزارع قطاع الأمن الغذائى بجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وجارٍ استكمال الأسبقية العاجلة منها قبل نهاية ديسمبر 2017.
 
وتضمنت المراسم عرضا لجهود التعاون والتنسيق بين الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، بالتعاون مع الأجهزة المعنية بالدولة فى مجالات الاهتمام بالثروة السمكية والمحافظة على التوازن البيئى وإزالة التعديات والمخالفات، ومنع استخدام حرم البحيرات أو الاستيلاء عليها وإدخال أنظمة جديدة للاستزراع عن طريق الأقفاص البحرية والاستزراع المكثف، باستخدام التقنيات الحديثة بأقل كميات من المياه، وفى الأماكن الصحراوية والنائية، واستزراع الأسماك النادرة وذات القيمة الاقتصادية الكبيرة، مثل أسماك التونة الزرقاء والتونة الصفراء بالتعاون مع الدول المتخصصة فى هذا المجال.
 
الشركة بدأت أول مشاريعها بتطوير بحيرة «البردويل» لزيادة إنتاجية البحيرة، والمحافظة على المخزون السمكى من خلال رفع كفاءة وتطوير 4 مراسى صيد، وتطهير البواغيز فى المرحلة الأولى، ويتم حاليا استكمال أعمال التطهير، مع المحافظة على الثروة السمكية وزيادة المخزون السمكى فى البحيرة بالالتزام بتنفيذ الراحة البيولوجية فى المواعيد المخططة، وفى مجال منع صيد الزريعة وإهدار الثروة السمكية تم الاشتراك بالتعاون مع باقى الأجهزة المنوطة بذلك بمنع صيد الزريعة والصيد الجائر، وتنفيذ قوانين الصيد والاهتمام بالصيادين وأحوالهم المعيشية، والاستعانة بالخبرات الأجنبية من أجل تطوير صناعة الأسماك فى مصر، وإنشاء صالة للفرز والتصدير فى مرسى إغزوان ببحيرة البردويل، بعد الحصول على رخصة التصدير للاتحاد الأوروبى.
 
وفى مجال البحث العلمى وأمراض الأسماك وتركيب وجودة الأعلاف، تم إنشاء أول مركز للتطوير والأبحاث حيث يحتوى على معامل متخصصة تعمل على مراقبة جودة المياه والغذاء وصحة وأمراض الأسماك وجودة الأعلاف.
 
وخارجيا، يتم التنسيق مع وزارة الخارجية لدعم مجالات التعاون مع الدول الإفريقية الغنية بالثروة السمكية بالتعاون مع دولتى إريتريا وموريتانيا للصيد بها، وجارٍ حاليا الانتهاء من 15 مركبا خاصة بالصيد خارج المياه الإقليمية.
 
وفى مجال المحافظة على البحيرات ومنع الاستيلاء على الأراضى المحيطة، عُقدت العديد من الاجتماعات والمؤتمرات مع مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية من أجل المحافظة على الأراضى المحيطة بالبحيرات ومنع الاستيلاء عليها، وكان من أبرز المناطق التى تمت فيها المحافظة على الشواطئ هى بحيرة البرلس، كذلك المحافظة على التوازن البيئى ببحيرة ناصر، والتعاون مع كل من وزارتى الزراعة والبيئة، لتنفيذ الراحة البيولوجية لبحيرة ناصر هذا العام.
 
 وفى مجال التوسع بالاستزراع السمكى البحرى يجرى حاليا تنفيذ المزرعة السمكية بشرق التفريعة، والتى تضم 3960 حوض أسماك بحرية بطاقة إنتاجية تصل إلى 16 ألف طن فى الدورة، و1614 حوض أسماك مياه عذبة بطاقة 10 آلاف طن فى الدورة، كذلك إنشاء 41 حوض أسماك بحرية بطاقة 250 طنا، و20 حوض جمبرى بطاقة 100 طن بمنطقة مثلث الديبة ببورسعيد، وتنفيذ الاستزراع السمكى باستخدام الأحواض البحرية، حيث تم إنزال 50 قفصا بحريا كمرحلة أولى من 100 قفص بحرى، بمنطقة شرق التفريعة بطاقة إنتاجية 20 - 25 طن أسماك بحرية للقفص الواحد.
 
كما يجرى حاليا تنفيذ مشروع تفريخ واستزراع أسماك التونة الزرقاء فى منطقة جرجوب بمحافظة مرسى مطروح، ومشروع تفريخ واستزراع أسماك التونة الصفراء فى منطقة الزعفرانة بالبحر الأحمر بطاقة إنتاجية 280 طنا من الأسماك البحرية، و3640 طن أسماك تونة.
 
وعقب المراسم تحرك السيد الرئيس من خيمة العرض لتفقد المشروعات الجديدة واستمع إلى شرح تفصيلى على ماكيت من اللواء أشرف حامد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات، تضمن مراحل التخطيط والتنفيذ للمشروع، أحد المشروعات التنموية المتكاملة والطموحة أقيم على مساحة 4 آلاف فدان تقريبا، واستغرق تنفيذه 18 شهرا، حيث إن إجمالى كميات الحفر والردم نحو 16 مليون م3، وإجمالى وزن كميات الحديد نحو 13 ألف طن، وبلغ عدد العمالة اليومية خلال فترة إنشاء المرحلة الأولى للمشروع 5000 عامل وفنى ومهندس و1700 معدة.
 
 الريس السيسى تفقد المدينة، التى شملت منطقة الأحواض، وتتكون من 1359 حوضا للأسماك المختلفة والجمبرى والزريعة، منها مزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالى 453 حوض تربية بطاقة إنتاجية 3 آلاف طن فى الدورة، ومزرعة إنتاج الجمبرى تضم 655 حوض بطاقة إنتاجية 2000 طن فى الدورة، ومزرعة إنتاج أسماك المياه العذبة تضم 83 حوضا بطاقة 2000 طن فى الدورة، و168 حوض تحضين، وتتصل منطقة الأحواض بعدد من الترع الرئيسية والفرعية للتغذية بالمياه بإجمالى 63 كيلومترا، ومصارف رئيسية وفرعية بإجمالى 44 كيلومترا.
 
كما تفقد منطقة المفرخات وإنتاج زريعة الأسماك والجمبرى، ويعد المشروع الأول والأضخم من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط، وأقيم على مساحة 17 فدانا بطاقة إنتاجية 20 مليون اصبعية أسماك بحرية و2 مليار يرقة جمبرى، ويتكون من أحواض رعاية الأمهات والتزاوج وإنتاج ورعاية اليرقات وأحواض التحضين ووحدات إنتاج الطحالب والغذاء الطبيعى ومعمل للتحاليل ومناطق إدارية. وامتدت الجولة لتشمل مركز الأبحاث والتطوير والتدريب الذى أقيم بمساحة 700 متر، ويتكون من معامل لجودة المياه والغذاء الحى وبيولوجيا الأسماك ومعمل تركيب وجودة الأعلاف ومعمل صحة وأمراض الأسماك، ووحدة الإرشاد والتدريب، والذى يضم منظومات من أحدث الأجهزة المعملية فى العالم، بما يسهم فى تطوير البحث العلمى لمنظومة الاستزراع السمكى فى مصر بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية والخبرات الأجنبية الصديقة، كذلك الوحدة التجريبية للاستزراع المكثف لأسماك المياه العذبة والتى تصلح استخدامها فى المناطق التى تعانى من ندرة المياه، حيث تسمح إعادة استخدام المياه أكثر من مرة وتتراوح إنتاجيتها بين 10 و15 طنا فى الدورة. وافتتح الرئيس أكبر مصنع تجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك والجمبرى فى الشرق الأوسط، ويشتمل على مصنع منتجات الأسماك ومصنع منتجات الجمبرى بأنواعها المختلفة بطاقة إنتاجية 100 طن فى اليوم، بالإضافة إلى أحدث وحدات التخزين والنقل والتداول.  وعن المرحلة الثانية للمشروع؛ قام الرئيس السيسى بوضع حجر الأساس وتدشين المرحلة الثانية للمشروع فى بركة غليون والمخطط إقامتها على مساحة 9 آلاف فدان من أحواض الاستزراع السمكى الجديدة، ومصنع لإنتاج مسحوق السمك، ومصنع إنتاج أجولة الأعلاف ومحطة معالجة المياه، ليصبح المشروع متكاملا لتحقيق الاكتفاء الذاتى وسد الفجوة الغذائية.
 
عائدات المدينة السمكية فى غليون ليست اقتصادية فقط، كما أكد اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، حيث قال: «إن المنطقة القائم عليها المشروع كانت وكرا للهجرة غير الشرعية، ومنطقة أكثر فقرا، وتحولت فى 18 شهرا إلى منطقة توفرت بها آلاف فرص العمل لأبناء المحافظة، بدلا من تعريض حياتهم للخطر للسفر لدول أوروبا عن طريق البحر للعمل بها، وتمت إقامة حياة جديدة بتلك المنطقة، وتوفير كل مقومات الاستزراع السمكى والمصانع لجميع مستلزمات الإنتاج والاستزراع السمكى، ومساكن للعاملين».
 
وعدت فأوفت.. حال القوات المسلحة التى تثبت يوما تلو الآخر المعنى لشعارها «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، ففى الوقت الذى تحارب فى الإرهاب شرقا وغربا، قادرة على أن تفى بوعودها ملتزمة بالمُدد الزمنية المحددة لأى مشروع تتولاه وتشرف على تنفيذه، وتخرجه إلى النور الذى ينتظر مصر وشعبها.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق