بعد الإدانات الدولية للروضة.. متى يحاكم العالم "تميم وأردوغان" بتهمة دعم للإرهاب؟

الأحد، 26 نوفمبر 2017 03:00 ص
بعد الإدانات الدولية للروضة.. متى يحاكم العالم "تميم وأردوغان" بتهمة دعم للإرهاب؟
حادث الروضة - أرشيفية
محمود علي

انتفض العالم أمس مواسيًا مصر بعد الحادث الإرهابي الذي ضرب مسجد الروضة بالعريش، والذي أسفر عن استشهاد 305 أشخاص وإصابة 137 آخرين، في أكبر عملية إرهابية شهدتها مصر منذ سنوات، حيث تصدرت عناوين الصحف والوكالات الإدانات والاستنكارات الدولية لهذه الحادثة المشينة، متضامنين مع القاهرة في حربها مع الإرهاب، لكن وسط هذا التضامن يطرح الكثير سؤالًا مهمًا هل هذا التضامن الدولي كافيًا بعد هذه الحادثة، أم أنها (بيانات الإدانة) ينقصها قرارات تؤكد صدق المجتمع الدولي ورغبته في دحر الإرهاب في المنطقة العربية؟.

ويرى دبلوماسيون أنه "رغم الإدانات الدولية التي تعبر عن وقوف دولي واسع بجانب مصر في حربها مع الإرهاب الغاشم الذي ضرب العريش أمس، إلا أن ذلك يستحق أن يعقبه قرارات تؤكد صدق المجتمع الدولي وتفهمه لما يدور في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بوضع مفهوم محدد للإرهاب وعدم ترك تعريفه مهلهلًا"، لاسيما وأن هناك دول مازالت لا تعترف بتنظيمات مثل الإخوان على إنها إرهابية، أو تحديد منابع وتمويل ودعم الإرهاب.

وأشار السفير المصري في باريس إيهاب بدوي، إلى هذه المعضلات في حديثه أمس في اعقاب الحادث الإرهابي الذي شهدته مدينة العريش بتأكيده إلى "الحاجة لتحرك دولي لتجفيف منابع تمويل الإرهاب ووقف الدعم الذي تتلقاه الجماعات الإرهابية من بعض الدول".

وفي مداخلة له على "بي ام تي في" القناة الإخبارية الاولى في فرنسا قال" هناك دول تدعم الإرهاب بتوفير الدعم المالي واللوجيستي له و هو ما يتطلب تعزيز التعاون الدولي للقضاء عليه"، واصفًا هجوم "بئر العبد" بأنه عمل أخر جبان للجماعات الإرهابية التي حاولت من قبل بث الفرقة بين أبناء الشعب المصري باستهداف دور العبادة المسيحية واليوم تضرب المساجد، مشددا على أن هذه الهجمات لن تزيد مصر إلا إصرارا على اقتلاع تلك الافة من جذورها وذلك على نحو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كلمته اليوم للأمة المصرية.

وردًا على سؤال عن الجهة التي تقف وراء هذا الحادث، أكد سفير مصر أن التحقيقات جارية للكشف عن هوية منفذي الهجوم، واصفا إياهم بأنهم ليس لهم صلة بأي دين أو حتى الإنسانية، ومذكرا في الوقت ذاته بتهديدات جماعة الإخوان الإرهابية والتي نقلتها وسائل الاعلام العالمية بشن هجمات واسعة النطاق لا سيما في سيناء فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 وما رتبته من عزل للرئيس المصرى حينئذ محمد مرسى.   

في نفس السياق قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد المنيسي، إن على الرغم من التعاطف الواسع من قبل المجتمع الدولي إزاء ما حدث بالأمس مع مصر من مجزرة يندى لها الجبين، إلا أن هذا لم يبعد الانظار عن وجود تناقض شديد من قبل المجتمع الدولي خاصة الدول الغربية في التعامل مع ملف الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف المنيسى في تصريحات لـ "صوت الأمة" أن هناك مشاعر صادقة بالدعم والتضامن قبل الدول الخليجية مع مصر في مكافحتها وحربها على الإرهاب، بينما الدول الغربية وبالتحديد الدول الكبري مثل أمريكا وبريطانيا فهناك تناقض واسع، فعند الحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية سنلاحظ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتسق رؤيته مع الرؤية المصرية في تعريف الإرهاب، حيث لديه أنطباع بأن كل ما يحدث وراءه الجماعة  الأم "الإخوان الإرهابية" ومن وراءها قطر وتركيا الداعمتان الأساسيتان للتنظيم، لكن وزارة الخارجية الأمريكية تتعامل مع هذا الملف وفقُا لمنطق اخر فهى ما زالت أسيرة العهد الديمقراطي السابق المتمثل في وزيرة الخارجية السابقة بيل كلينتون والرئيس الامريكي السابق باراك أوباما وهما معروفان بعلاقتهما الحميمية مع الإخوان وقطر وجماعات الإسلام السياسي بصفة عامة.

التناقض الآخر يأتي من بريطانيا التى يرى المنيسى إنها اضطرت لإدانة الحادث على رغم من موقفها المحرج مع مصر والحكومة المتعلق باستمرار دعمها للإخوان واستضافة اعضاء الجماعة وإتاحة العمل لهم بحرية من لندن، مؤكدًا أن رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي كان لها دور مهم في تجميد التقرير التى أصدرته حكومة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون والذي يكشف "أن كل الجماعات الإرهابية اللوجستية التي نشأت في العقود الأخيرة الماضية خرجت من عباءة جماعة الإخوان".

واختتم الدبلوماسي المصري السابق حديثه مطالبًا " المجتمع الدولي تصنيف جماعة الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية وتحجيم دور قطر وتركيا لإيقاف الإرهاب في العالم" ، مؤكدًا "اذا ما تم تفعيل ذلك سينتشر فيروس الإرهاب الموجود في منطقة الشرق الأوسط في العالم أجمع وسيذوق الجميع مرارته ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق